الصايغ: سقوط النظام السوري إنتصار حقيقي لبشير الجميّل وللعدالة

كشف النائب الدكتور سليم الصايغ عن إتصالٍ جرى ببعض المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية بعد الاحداث الاخيرة، وقال:" اليوم تواصلنا مع رفيق لنا كان متهمًا بالتعامل مع حزب الكتائب مسجون منذ 40 عامًا، وحاليًا نعمل مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر لتأمين ممر آمن له للعودة، ونتوجه بنداء لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتحمل مسؤولياته اليوم بغض النظر عن كل الاعتبارات السياسية والدبلوماسية وأن تسترجع الدولة اللبنانية رعاياها في السجون السورية".

الصايغ وفي حديث عبر نهاركم سعيد، أشار إلى عدم وجود معلومات حتى الآن عن مصير عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند الذي خُطف من أمام بيته، مضيفًا:"خوند رمز كبير للمقاومة اللبنانية ولمقاومة الاستبداد السوري الذي حاول دعس وحرق وتركيع لبنان، ونحن قمنا بإتصالاتنا غير المباشرة مع المعارضة وقالوا لنا أن هناك لجانٍ خاصة من قبل هيئة تحرير الشام تُعنى بالسجون وستعمل على ضبط الموضوع".

وعن سقوط نظام الاسد، رأى الصايغ أن اليوم هو يوم مجيد حقيقي للبنان وهو يوم حريّة إذ عندما يسقط نظام مستبد لا يمكن إلا أن نوجه تحية للمعارضين الذين أسقطوا النظام السوري واليوم سوريا من خلال شعبها حررت نفسها".

وتابع:" ككتائبي وكلبناني حر لا يمكنني الا أن أتوجه الى بشير الجميّل الذي قتله عميل سوري وأقول له اليوم "أنت وحيث أنت انتصرت اليوم، انتصرت كلمتك وصوتك وقيمك، وأقول للشعب اللبناني كونوا على ثقة أن كلمة الحق هي التي ستنتصر وأستذكر اليوم كل من سقط في معارك قنات عين الرمانة والاشرفية ضد القوات الخاصة السورية وأبطالنا في زحلة الذين وقفوا بوجه السوريين وفي كل لبنان ولا يمكن إلا أن نكون في لحظة تجلي أمام ظهور أمل جديد وواقعي".

وأضاف:" على ما يبدو هناك خطوط حمراء أمام الفصائل بضرورة التعامل مع الجميع بالتساوي، واستمعت الى حديث رئيس الحكومة السوري اليوم الذي قال انه طُلب منه البقاء في مركزه وتأمين تسليم السلطة ونأمل أن يبقى هذا المسار لتبقى سوريا مستقرة وبالتالي مصدر إطمئنان للبنان".

وعن شكل سوريا بعد سقوط نظام الاسد، قال:" ننتظر التطورات وما سيحصل مع قسد وفي الساحل الغربي واللاذقية، إذ من العبث التفريط بهذا الانجاز الكبير ولا شك أن الرابح الاكبر إقليميًا هو تركيا، وبالتالي علينا مراقبة تطور الدور التركي والروسي إذا بقي لروسيا دور وبرأيي الارض والميدان سبقا العمل السياسي، فالايراني خاض رهانات خاطئة ومحور الممانعة تلقى ضربة قاضية وللسياسيين اللبنانيين المنتمين الى هذا المحور أقول لهم:" "فليبلطوا البحر".

وتابع:" على اللاجئين السوريين العودة اليوم الى بلدهم وما يهمنا أن يكون لدينا علاقات حسن جوار مع سوريا على قاعدة الندية والاحترام المتبادل وترسيم ما تبقى من الحدود البرية والبحرية وصولا إلى استثمار الغاز والبترول إن وجد.".

وردًا على سؤال، قال:" ما يحصل في سوريا ليس سهلا ومن دون شك تم ضرب إيران بمشروعها الاقليمي وستذهب لدعم وضعها الداخلي لأنها مُنيت بخسارة مدوية معنوية ومادية وضُربت هيبتها في كل الاقليم، كما أن إسرائيل اليوم تقوم بحواجز وتعزز وجودها في الجولان لانها خاصرة رخوة بالنسبة لها والسؤال اليوم لماذا سمحت بإسقاط الاسد في حين كان الحليف الاهم لها خصوصًا أنه لم يفتح الجبهة ضدها في وقت كان المطلوب من الاسد فك الارتباط الاستراتيجي مع إيران، وإسرائيل نبهته لكنه لم يتجاوب ثم حاولت الامارات بإقناعه بالتعاون مقابل فك العقوبات ولم يقتنع، وبالتالي مع انتفاء وظيفة الرئيس السوري بات هناك تقاطع سلبي بالاستغناء عنه كما ان الروسي لم يعد مهتمًا به".

وتابع:" إيران كانت تستبيح دمشق والساحة السورية وتمنع الاسد من تقديم أي تنازلات وبالتالي لم يكن لديه القدرة على الامساك بزمام الامور وهذا ما كانت تطالب به روسيا، لذلك ولكي يبقى أي نظام جديد في سوريا عليه أن يأخذ بعين الاعتبار التغيرات الجيوسياسية لان في لحظة التوازنات الدولية فشل بشار الأسد في الحفاظ والاحتفاظ بدوره ونظامه".

وعن التدخل العراقي في سوريا، قال:" لا مصلحة عند العراقيين للقتال من أجل نظام لا يريده شعبه فالنظام الذي نجح بـ 95% لم يجد 5% من شعبه يدعمه، كما أن وضع العراق غير مرتاح والقضايا غير مستتبة وسيأتي برأيي دور كل الميليشيات هناك".

وعن الدور الروسي، قال:" هناك عوامل متغيّرة عن 2013 عندما دعم الروس النظام السوري، فاليوم سرعة العملية أي "الحرب الصاعقة" وقوة المعارضة التي بات لديها مسيّرات إنقضاضية والتي تعلمت من تجربة الحرب بين حزب الله واسرائيل الى جانب العامل المفاجئ أدى الى تسريع العملية بما أن هناك وضع ميداني لا يمكن لاحد الوقوف بوجه".

وعن عودة اللاجئين السوريين، قال:" نشجع كل السوريين للعودة الى بلادهم، ونحن نريد للشعب السوري النازح والمقيم أن يعيش بكرامته، وبدأنا بإتصالاتنا مع المنظمات الدولية وسنطالب بتطبيق القرارات والمعايير الانسانية بشكل حازم، فاليوم لم يعد هناك أي حجة لعدم العودة ولتتوقف حالة الفوضى الموجودة في لبنان".

وعن تأثير الاحداث في سوريا على الوضع في لبنان، أكد الصايغ وجوب فتح صفحة جديدة في لبنان لان وظيفة حلفاء سوريا انتهت بعد سقوط الاسد وعلى من يقوم بهذه الوظيفة أن يفهم أن الامر انتهى وبالتالي وظيفة حزب الله انتهت".

وتعليقًا على كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاخير عن وجوب الحوار الوطني بشأن سلاح حزب الله، قال:" الرئيس ميقاتي ليس هو من يقرر بهذا الموضوع والدليل الجيش اللبناني ينفذ القرار الحكومي والاممي ونشد على يده، من هنا على الجميع أن يقتنع بضرورة إعادة قراءة الوضع إذ إن أي دولة أجنبية لم تتوقع سرعة انهيار الاسد وسقوط الشام بهذه السرعة، لذلك فإن تدوير الزاويا في لبنان لم يعد مقبولا والظرف الاقليمي وتغيّر ميزان القوى في الشرق الاوسط  يجب أن يكون فرصة لترجمة مبادئنا لفعل سياسي راقي يحترم الدستور ومعاملة المواطنين اللبنانيين بالتساوي، وبالتالي الاتيان برئيس مؤتمن على البلاد والدستور والقوانين لان لبنان حاجة عالمية وإقليمية، ونحن نريد رئيسًا لديه كرامة ذاتية ومقتنع الوطن فوق كل اعتبار."

وفي حديث عبر الـ mtv، اعتبر  الصايغ أن سقوط النظام السوري هو إنتصار حقيقي لبشير الجميّل وللعدالة، مشيرًا الى أن النظام السوري بات أمام محكمة التاريخ.

وقال:" إنتظرنا عدالة السماء فأتت عدالة السماء والارض في الوقت عينه، ونأمل أن نجد عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند بين المعتقلين في السجون السورية ونحن نعمل على هذا الموضوع من خلال إتصالاتنا".

وتابع:" لدينا ثقة بأن الشعب السوري لديه القدرة على ترتيب الوضع الداخلي وأن يعيد بلده الذي يحلم به لكي تكون سوريا أفضل جار للبنان، من جهة أخرى نأمل تنفيذ وتطبيق حياد لبنان لان هذا هو الحل الوحيد الى جانب الحق والدولة الحرة المستقلة".

وردًا على سؤال، قال:" حزب الله لعب دور وظيفة إقليمية أبعد من تحرير القدس وهذه الوظيفة انتهت وبحسب الوقائع فإن محور الممانعة انتهى في سوريا والقوات الإيرانية خرجت من بادية سوريا باتجاه العراق".

وتابع:" وقفنا بوجه النظام السوري المستبدّ الذي رفض أن يكون هناك إرادة حرّة وصوت سيادي في لبنان فقتل بشير الجميّل الذي كان صوتنا الحرّ ورينيه معوّض ورفيق الحريري والشهداء الاخرين".

وأضاف:" أهدي سقوط النظام السوري لكل أهلنا في الاشرفية التي حاصرها السوري ولزحلة ولقنات ولمعارك جرود عين السيمان، وأتمنى أن تقوم سوريا المستقبل بما قامت به القيادة الفلسطينية في لبنان حين قدمت إعتذارها للشعب اللبناني، ونحن في الكتائب لدينا خبرة في هذا الموضوع إذ بعد إعلان الاعتذار قمنا بقراءة مشتركة، وهكذا تكون العلاقات بين الدول وأتوقع أن تكون الانطلاقة النوعية لسوريا الحرة أسرع مما نتوقع".

وشدد على أن وظيفة كل اتباع سوريا في لبنان انتهت وعليهم ان يعيدوا القراءة في كتاب جديد.