المصدر: Kataeb.org
الجمعة 1 أيلول 2023 11:11:05
رأى عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ أن هناك إهتمامًا كبيرا" بلبنان لأن ما يحصل على الصعيد الإقليمي يشبه إعادة تثبيت المعادلات، مشيرًا إلى أن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتين الذي هو أب عملية التنقيب واتفاقية الغاز هي للإطلاع على وضع الحدود البرية وللتأكد من الفصل بين مساري النفط والحدود البرية، وهو يحمل رسائل رئاسية مبطنة من الممكن أن تكون إيجابية.
الصايغ وفي حديث عبر قناة "الجديد" لفت إلى أن هناك سباق دولي في المنطقة لترتيب الاوراق وتعزيز المواقع واعادة النظر في الاولويات في مواضيع محددة ومنها النووي في المنطقة، التطبيع مع اسرائيل، حل القضية الفلسطينية، فصل ووصل الساحات، الحرب الباردة الجديدة، بروز فكرة عدم الانحياز عالميا بقيادة السعودية، مما يعني الغاء مفاعيل موازين القوى وبالتالي تثبيت مبدأ سيادة الدول.
وتطرق النائب الصايغ الى موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أشار إلى أن التدخلات الإيرانية بشؤون دول المنطقة تشكل عامل "لا استقرار" في الشرق الأوسط أي أن على إيران ان تتوقف ان تكون عامل توتر في المنطقة .
ولفت الى أن ولي العهد السعودي يسعى لإنجاز ما في موضوع القضية الفلسطينية.
وحذر الصايغ من أن لبنان سيكون في مهبّ الريح إن لم يعرف كيف ينأى بنفسه عن الصراعات المُحيطة وقال :"علينا تحديد الأولويات التي هي إنقاذ وطننا وتأمين حياة كريمة لمواطنينا مقرونة بالحياد".
واكد أننا مرتاحون من أمرٍ واحد وهو أننا بمصداقيتنا وكلامنا الواضح قادرون على صنع الأمل في لبنان، والإنجاز الأهم الذي قمنا به حتى اليوم هو حفظنا للمستقبل بعيداً من السياسات الترقيعية.
ولمناسبة ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر قال الصايغ: "قرأت جميع كتب الإمام موسى الصدر من كتابه الأول عن النظرية الإقتصادية عام ١٩٥٩ إلى آخر كلماته، معتبرًا أن الإمام كان سابقاً لعصره وعندما نادى بتغيير الواقع الإجتماعي لم يكن لقلب الطاولة على الجميع، بل أخذ من كل فكر ومكوّن ما هو أفضل لتحويل مجتمع الحرمان إلى مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعية".
وأضاف: إن حركة أمل والشيعة واللبنانيين مقصرّون لأنهم يفضلون الصنمية والنمطية والعصبية بينما الامام هو قبل كل شيء روح وفكر ونهج وثقافة وانفتاح ، ولو كان الإمام الصدر موجوداً اليوم لم يكن ليرضى بهذه السياسة التي يتبعها الثنائي.
وشدد على ان الإمام موسى الصدر أكبر من حزب وطائفة وأهميّة ذكراه لا يعبر عنها فقط بالوقفات التضامنية بل بالتفاف لبناني حول المفاهيم التي ارساها..
واكد الصايغ على :"أن هدفنا اليوم وقف ضرب التوازنات في لبنان، والمشهد اليوم ليس طائفيًا بل هو وطنيا، وبعضهم جرّب تطييف موضوع الرئاسة ومن أبرزهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذين ناشدوا المسيحيين للإتفاق الرئاسي، وعندما تقاطع المسيحيون على ترشيح جهاد أزعور "انزعج" الثنائي وطيّر نصاب جلسة الإنتخاب".
وشدد على ان "ما نواجهه اليوم هو تحريف الدستور ببدعة النصاب والذي ضُرب بتشريع الضرورة واتّخاذ القرارات في حكومة تصريف الأعمال وغيرها، وما نطلبه هو التوجه فوراً نحو جلسة انتخابات رئاسية والحوار ليس رديفا من الالتزام بالدستور. ونحن لم نرفض الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري في الماضي لكن اشترطنا إقرانه بالمكان والزمان والموضوع الواحد المتعلق بكيفية تسهيل الإنتخاب لكن بري قال فيما بعد إن مرشحه الوحيد هو فرنجية وبالتالي أي حوار سيكون لإقناعنا به".
وأشار النائب الصايغ الى أننا نرفض أي كلام يصدر عن رئيس مجلس النواب لإتّهام المسيحيين بأي شيء معتبرًا أن من يرتكب أخطاء بحق الدستور ويفتح الجلسات ويقفلها متى يشاء هو المُذنب، وإن كانوا يعتبرون أنفسهم الثنائي الشيعي فنحن نعتبرهم ثنائيًا "حزبيًا" لأنهم لا يختزلون كل الشيعة.
ولفت الى أن إعلام حزب الله يحاول تصوير التقاطعات السياسية على أنها طائفية، وقال: "نجتمع كقوى معارضة مع التيار الوطني الحرّ وعلى هذه الطاولة أفرقاء من جميع الطوائف".
وشدد على أننا لم نرفض الحديث مع المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان واشترطنا الجلوس على طاولة حوار يرأسها رئيس الجمهورية المُنتخب،.
مضيفا" أن المشكل في البلد عامودي وهو بين الدولة والدويلة ولا يجوز أن يكون هناك مؤسسات ورديف لها، متمنيًا أن يُنتخب رئيس جمهورية من خلال عملية سياسية وتحصل حوارات يومية بين القوى السياسية.
وحول موضوع الديمقراطية اشار الى أن للديمقراطية تركيبتها وأصولها ولسنا البلد الوحيد الذي ينتخب رئيسه من البرلمان، لافتًا إلى ان من مهام الرئيس المُقبل أن يقيم الحوار مع حزب الله والإشراف على الإصلاحات وإعادة ترتيب الأمور السياسية.
مؤكدا أننا سنتفاعل بإيجابية مع مبادرة لودريان بالرغم من تحفظاتنا كما أن هناك اعتراضات فرنسية على مهمته ولكن ما نسعى له هو إنقاذ لبنان، مشيرًا إلى أن فرنسا تعمل لتصحيح أدائها تجاه لبنان لأنها دولة صديقة وتحاول التهرّب من التسويق لفرنجية.
وتحدّى الصايغ كل المرشحين من الإدلاء بمواقفهم من التحقيق بقضية تفجير مرفأ بيروت وإحقاق العدالة للبنانيين، سائلا: "ما نفع الإستراتيجيات وتحرير القدس على حساب تعاسة شعبنا؟ وما كان ليكون موقف الإمام موسى الصدر من قضية المرفأ"؟
موضحا" أن هناك ضغوطات كبيرة على القضاء اللبناني في قضية تفجير مرفأ بيروت وعدم الإفصاح الدولي عن صور الأقمار الصناعية يحمي كلًا من حزب الله واسرائيل بالتوازي و اصبح معروفا ان "الحزب" هو من خزّن النيترات في العنبر رقم ١٢، معتبرًا ان على حزب الله لم يتقصد تفجير بيروت انما تخزين النترات يحمله مسؤولية والتعمية امام القضاء من قبله يقطع الشك باليقين في هذا الامر.
ورفض الصايغ عقد جلسات تشريعية في ظلّ الفراغ الرئاسي لعدم ضرب الدستور، سائلا: "لماذا تذكروا القوانين الإصلاحية اليوم ولم يشرّعوها منذ 8 سنوات؟"
واكد أن على الرئيس المُقبل أن يحمي لبنان وشعبه وكرامته من دون تفرقة من خلال دولة القانون واحترام الدستور.
قائلا":" ان العهد الماضي تمت محاسبته في الإنتخابات النيابية وبفضل حزب الله حافظ على حجم تكتله بعد عهده انما قيّد بالوقت نفسه وقلّص من مروحة خياراته الوطنية فهل سيستطيع اليوم ان يتحرر من حساباته الانتخابية ولعبة السلطة لصالح القرار الحر التاريخي المنتظر ام لا؟ على كل حال لا بد من التشديد على ان التقاطع على الإنتخابات الرئاسية ليس تفاهمًا ولا تحالفًا مع أنه لا مانع من النقاش والحوار والتلاقي على امور اخرى".
وأكد اننا سنلتقي حتماً بالمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان وننتظر قدومه وسنتعامل بموضوعية وبطريقة بناءة معه وهو طلب تصوّرًا لمواصفات الرئيس المُقبل مقروناً بكلامٍ استكشافي ونُبلور الآن موقفًا موحّدًا كمعارضة للتعامل مع هذا الملف.
وأشار الى أنه كان لدينا رئيس جمهورية لم يستطع الدعوة إلى حوار فكيف لرئيس مجلس نواب لم يحترم الدستور وعطّل الدستور أن يترأس طاولة حوار؟
وشدد الصايغ على أن الإنتخابات الرئاسية ليست مفاوضات ولا يمكن لأحد أن يفرض علينا "الحلّ" ولدينا 59 نائبًا صوّتوا لمرشحنا بالإضافة إلى ورقة ضائعة في الجلسة الأخيرة.
وقال:" لن نفصح عن خطواتنا في المرحلة المُقبلة لكننا متمسّكون بقناعاتنا وقنوات التواصل مفتوحة مع كل الكتل الوسطي والتيار الوطني الحر".
وفيما يتعلق بقرار التمديد لقوات اليونيفيل اعتبر أن مجلس الأمن سيمدد على اساس القرار النافذ وتقارير الامين العام، وتاثير لبنان اليوم طفيف جدا على مسار الامور اذ هو يستطيع ان يقبل او يرفض من دون ي تعديل ، وعلى سبيل المثال اتّخذ عام 2006 القرار 1701 بمندرجاته كاملة تحت الفصل السادس،مع قواعد اشتباك تعزز من قدرات وحركة اليونيفيل في لبنان والا لمًا اتت هذه القوات الى لبنان، مشيرًا إلى أن الحكومة اللبنانية اليوم هي من تطالب بالحدّ من صلاحيات قوات اليونيفيل عبر تقيد حركتها باذن مسبق من الجيش لكل حركة تقوم بها بينما القرار لا يلحظ الا تنسيقا عاما مع الجيش مما يعني ان لا مبادرة ممكنة لليونيفيل ولو على خط سير متفق عليه مسبقا مما يحول الامم المتحدة الى قوة استعراضية من دون اي جدوى عملية خلافا لروح ونص القرار ١٧٠١.
وأكد انه لا يمكن اعتبار قوات اليونيفيل "جواسيس" على حدّ وصف محور الممانعة اهم بل هم قوات حفظ سلام ودعم للجيش اللبناني في الحفاظ على أمن الجنوب اللبناني وفقاً للقرارات الدولية والقانون وهذا الأمر مرتبط بتقويم ينشر بتقرير يصدر كل 6 أشهر.
واوضح أن اليونيفيل ترصد تدريبات عسكرية لحزب الله في الجنوب تخرق الـ 1701 لكن لا يمكنهم القيام بشيء بل يبلّغون الجيش اللبناني المكبّل بالقرار السياسي، مذكّرًا بأن قرار مجلس الأمن 1701 لم يأتِ بالفرض على لبنان بل بطلب من الحكومة اللبنانية تحت الفصل السادس واعتُبر انتصاراً للبنان حينها.
وتابع الصايغ: "نقولها بالفم الملآن نحن لا نخضع لإملاءات أحد اميركية كانت ام غير اميركية ونحن من طالبنا بمبادرة الشفافية في قطاع الطاقة وندعو لمراقبة كل سلسلة الإنتاج بملفّ التنقيب واستخراج الغاز والنفط، لافتًا إلى أن زيارة هوكشتين إلى لبنان ليست بهدف الضغط على مجلس النواب لإقرار الصندوق السيادي، وبالتالي الحديث عن الموضوع مستغرب لأن هذا الصندوق لن يستفيد من عائدات الغاز والنفط إلّا بعد 10 أعوام من بدء الإستخراج.