الصايغ عبر الـ LBCI: الدولة لنا جميعًا وإن لم تنهض فسيسقط الهيكل أولًا على رأس من يخرّبونها وهل سيؤدي الاعتداء على اليونيفيل إلى اطمئنان دولي وإقليمي ورفد مالي لإعادة الإعمار؟

تعليقًا على الاعتداء على قوات اليونيفل، قال عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ عبر LBCI: "أخطر ما يحصل هو الإرادة لاستباحة أرض الجنوب مجددًا فإسرائيل تستبيحها لأنها تضع أبراج المراقبة بخمس نقاط وأقامت شريطًا حدوديًا للمراقبة ونحن بدلا من مواجهتها بمنطق الدولة نواجهها بالمنطق الذي يُربحها ألا وهو منطق الفوضى والهمجية، لافتًا إلى أن إسرائيل لا تريد اليونيفل في الجنوب ولا ترغب بها ولا ثقة لديها بها وعبّرت عن ذلك مرات عديدة.

وعن الاعتداءات التي تحصل على اليونيفيل والتي يقال إن الأهالي يقومون بها ذكّر بحرب المئة يوم في 1978 عندما كان السوريون في عين الرمانة، وكنا لأننا لا نطيق ممارساتهم ننتفض عليهم ونقوم بمشاكسات ونقول الأهالي فعلوا ذلك وكلّه كان منظمًا، مؤكدًا أن الأهالي لا يتجرأون على فعل ذلك من دون قوة منظمة، وقد اندلعت حوادث الفياضية بين الجيش اللبناني والقوات السورية التي حاولت الدخول إلى المدرسة الحربية وعندها احتل أهالي عين الرمانة حواجز السوريين وطردوهم من عين الرمانة، وكل البيانات التي كانت تذاع عبر أثير إذاعة صوت لبنان كانت تقول إن الأهالي انتصروا للجيش فيما نحن وبالتنسيق مع الجيش قمنا بهذه الانتفاضة لتخفيف الضغط عن ثكنات الجيش واليوم الفيلم نفسه يقوم به حزب الله ويستعمل ورقة الأهالي. 

واعتبر الصايغ أن طهران تريد القول أنا لا أزال أُمسك بورقة الفوضى في لبنان إن لم يكن بورقة ضمان أمن اسرائيل في الجليل الأعلى وضمان الحكومة الموالية لي في بيروت، إذ إن الأمر اختلف اليوم فإن أردتم انتظامًا عامًا خارج حزب الله وإيران فبإمكاننا أن نخرّب عليكم جميعًا، مشيرًا إلى ان إيران لا تزال قادرة لأنها تمسك ورقة تخريب الوضع فيما في الماضي كانت تُمسك بلبنان.

وذكّر أن في عام 1982 كان هناك مخيمات لحزب الله في بعلبك وكانوا بضع مئات ضربوا الإسرائيليين في لبنان بعمليات نوعية استشهادية وضُربت المارينز والمظليين والسفارة الاميركية وكانوا قلة، والحركة الوطنية حينها كانت تريد السترة، والوضع تغيّر حيث أن مجموعة صغيرة أخذت على عاتقها أن تنفذ عمليات سرية وتخرّب الوضع وخرّبته وبعدها حصل التفاف الحركة الوطنية.

أضاف: "اليوم النظام اللبناني هشّ جدًا طالما أن حزب الله لم يُعلن جهارة أنّه تخلى عن العمل العسكري والأمني وتحوّل بالكامل كبقية الأحزاب إلى حزب سياسي، مشيرًا إلى أن وزير خاريجة إيران  تحدث أن حزب الله لا يتعاطى الا بالسياسة وايران تقول إنها تريد الدولة إنما الواقع يشير الى أن التهريب لا يزال من سوريا الى لبنان والبرهان توقيف الشاحنة معناه وهذا أهم من السلاح أن هناك نية واضحة أُعلنت على سان المسؤولين في الحزب أنهم يريدون العودة إلى العمل المسلّح وقالوا رتّبنا بنيتنا التحتية وكوادرنا وكلّه حاضر للعمل الجهادي، معتبرًا أن هذا الأمر هو انتهاك للطائف وكل القرارات الدولية وكل الترتيبات للنظام اللبناني وهذا مواجهة واضحة لخطاب القسم والبيان الوزاري والعهد الجديد وهذا هو الانتهاك الكبير فيما نحن نحاول فتح ثغرات في الجدار.

وأكد أن لدينا أخوة إنسانية ولا نقبل أن يعيش أي لبناني خارج ضيعته وأطلقنا المصارحة والمصالحة في اطار اعادة بناء السلم الاهلي ولكن لا تجاوب بالمستوى المطلوب بل على العكس شتان بين القول والفعل سائلا: "هل سيؤدي الاعتداء على اليونيفل إلى اطمئنان دولي وإقليمي ورفد مالي لإعادة الإعمار؟"

وأكد الدكتور الصايغ أن الرئيس الفلسطيني زار  لبنان وتم الاتفاق على تجريد المخيمات من السلاح ودخول الدولة إليها وقد تعثر الأمر لأن إيران لا ترغب بذلك وهي تمون على الفصائل التي لا تزال في الداخل وقادرة على التخريب،  محذرًا من المتطرف، وقال: "يكفي موقف متطرف لفصيل من الفصائل بأن يرفض تسليم السلاح الذي يعتبره انتهاكًا لكرامة الفلسطينيين فيخلق جوًا متطرفًا ضمن المخيم".

وذكّر بأن الجيش اللبناني ورغم الخطوط الحمر التي وضعت أمامه أمنية وعسكرية وسياسية دخل مخيم نهر البارد،  وقد حصل حزم وبيئة الجيش تحركت في الضنية وطرابلس وقالوا لا شيء يعلو على لبنان وطبّق أهالي الشمال لبنان أولًا والنصرة للجيش اللبناني وهذا نموذج انتصار.

 وأشار إلى أن بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان وموافقته على تسليم السلاح في المخيمات، زار حزب الله المخيمات وشجع الأطراف المتطرفة المنددة بتسليم السلاح على رفع الصوت.

وتابع: "هم يحاولون التخريب على الجيش فيخلقون له قلاقل لكي لا يكون مرتاحًا بإمساكه بالمخيّمات الفلسطينية وهذا تواطؤ بين اسرائيل وإيران وحماس ضد الدولة والجيش اللبناني".

وأكد الصايغ أن الدولة لنا جميعًا وإن لم تقف على أرجلها فسيسقط الهيكل أولا على رأس من يخرّبونها.

وأضاف: "اذا كان حزب الله لا يريد بقاء الجيش في الجنوب، وإذا كان لا يريد اليونيفيل أيضًا فلينسحبا، وعلى الجيش عدم تغطية التجاوزات بحجة لا وجود غطاء سياسي للرد عليها، وعليه أن يثبت أنه قادر على الفوز بالامتحان ومؤكدًا انه لا يمكن أن يبقى الجيش واقفًا يتلقى الضربات من كل الجهات وهو غير قادر وممنوع أن يقوم بما يريد."

وشدد الصايغ على أنه يجب أن يثبت الجيش أنه قادر على الفوز بالامتحان فأي أمن بالتراضي معناه إصلاحات بالتراضي وجلوس الضحية والجلاد معًا على الطاولة. أقله الأمن يجب ألا يكون بالتراضي. 

واعتبر الصايغ أنه إذا مُنع الجيش من تنفيذ مهماته من قبل من يسمّون بالأهالي معناه أن أحزابكم تتحمّل المسؤولية وهنا لن نبقى كشعب رهينة مزاج قرار يصدر في طهران وينفذ في أحياء بيروت والجنوب، وأردف: "أقولها إن في مكان ما سيُضرب الميثاق الوطني الذي بُني عليه الوطن، فإن لم تكونوا ترغبون بلعبة الدولة أعلنوها صراحة ولا يمكن أن تكونوا رماديين".

ولفت الدكتور الصايغ إلى أن حبر اتفاق وقف إطلاق النار لم يكد يجفّ والتفسير واضح ويتحدث عن حصر السلاح انطلاقًا من الجنوب وصولًا إلى كل لبنان حتى حاولوا الالتفاف عليه، وقلنا إن أردتم إعادة إعمار ونهضة وترون أننا نحتاج لوقت فلنضع رزنامة وجدولة لنزع السلاح بمجلس الوزراء وبالإعلام بالتزامن لتكون موثقة، فقال رئيس الجمهورية هو يضعها مع الحزب ويفترض أن يكون الموضوع انتهى من الآن حتى آخر السنة على كامل الأراضي وأخذنا الكلام بجدية ونقول إن العملية يجب أن تستمر.

وأكد أننا تعوّدنا على أن يعطوا وعدًا ثم يحاولون نقضه كما حصل في الترسيم البحري الذي اعتبروه انتصارًا. 

وقال في موضوع حصر السلاح: "نحن جمهورية ديمقراطية وإلى جانب الرئيس وأمامه ووراءه وليعطونا الفرصة للمساعدة ونحن نقوم بها من دون كيدية، سائلا: "من يطالب بمؤتمر مصارحة ومصالحة وإعادة إعمار هل هذا يندرج في إطار الكيدية؟ وأردف: "لاقونا إلى منتصف الطريق والتزموا بما وعدتم به فنحن نعطي الانفتاح الصادق ولكن ماذا تفعلون في المقابل؟ "

وأكد الدكتور الصايغ أن الزمن الماضي انتهى ولا يمكن أن يستمر لبنان على الطريقة القديمة وسنقف بالمرصاد لأي محاولة من هذا القبيل، مشيرًا إلى أننا لو لم نقف بالمرصاد كمعارضة لكان أمامنا مشهد مختلف ولاستهدفت الدولة وليس فقط حزب الله، وأضاف: "لبنان المحاصصة وجماعتي وفرض هذا او ذاك بالتعيينات لا يجوز أن يستمر رأفة بلبنان وبكم وليتحدث كل وزير عن وزارته."

وعن التعيينات القضائية لفت إلى أن وزير العدل سيتحدث في مؤتمر صحافي غدًا عن وزارته وما قام به، وسنرى المسألة عند وزير المال فإذا عدنا الى الماضي سنوقف اللعبة الديمقراطية، ولدينا خياراتنا ولن نكمل ولا يجوز أن نكمل فالناس آمنت بنا لنصنع شيئًا ما".

وحذّر من أنه إن لم يصطلح القضاء فسندخل بشريعة الغاب، وإن لم تتحقق العدالة والقضاء فسنعلن على الملأ أننا راهنا على الدولة وهي فاشلة ولا نستحق دولة ويجب ان يكون لبنان تحت الوصاية.

ونوّه بعمل وزير العدل عادل نصار ومناقبيته وأخلاقه وهو تردّد في القبول بالوزارة لكي لا يوضع في مثل هذه المواقف، وأردف:  "خياراتنا مفتوحة ولن نسمح أن نكون ورقة التين التي تغطي مثل هذه الممارسات".

وذكر بأنه لم يُنتخب رئيس إلا كما أردنا ولم يفرضوا علينا ونحن في موقع أقوى بكثير ورئيس الجمهورية والحكومة ملتزمان بما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري.

وتابع الصايغ: "فليعرف الجميع أننا لسنا عراة ومجردين من أي إمكانات، ونحن أقمنا العالم ولم نقعده قبل أن توضع الدولة على السكة وفخورون بصداقاتنا الدولية ولن يتحرك المجتمع الدولي إذا لم نكن لبنانيين أحرارًا، فنحن لا نرتب الأمور مع المبعوثين فقد صاروا مكشوفين ولا مظلة فوق رأس أحد وهذا كلام حازم، فمن استلموا البلد أتوا على خطاب واحد وهلّلنا لهم وهناك عقد واضح وعلى هذا الأساس ندعم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالعمل الصلب، لكن علينا الحذر من أن الفرّامات تعمل ولن نقبل أن تكون كرامة الرئيس عرضة للبازارات ولمنتحلي صفة الإعلام.

وختم الدكتور الصايغ: "برأيي إن كان من نصيحة ولا أسمح لنفسي بأن أسدي نصيحة، فعلى الحكم أن يُظهر مظهر هيبة وقوة لأن الناس تريد هذا".