الصايغ عبر مونتي كارلو: لدى ترامب إمتحان كبير في لبنان وفلسطين وهل بإمكانه اخراج اسرائيل من المستنقع التدميري وتحقيق السلام العادل؟

رأى النائب الدكتور سليم الصايغ ان الطاقة البديلة لم تصبح سلعة بتناول الجميع، وبالتالي تسيطر الولايات المتحدة على الطاقة واسعار الطاقة في العالم كما ان الولايات المتحدة الاميركية المستفيدة الاولى اقتصاديا من الصراعات العسكرية في العالم لأنها تفتح لها الأفق لبيع منتجاتها العسكرية وتفعيل اقتصادها.

واعتبر في مقابلة في اذاعة مونتي كارلو الدولية عن تداعيات انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية، ان المرحلة المقبلة بإنتظار انقشاع غبار الأعمال الحربية والمرحلة اليوم لا تشبه ولاية الرئيس دونالد ترامب السابقة، الاقتصاد العالمي تبدل والظروف الدولية تبدلت ايضا، والاقتصاد الأميركي مبني أساسا على عامل الثقة .

ولاحظ الصايغ اننا أمام مشهد عالمي يتم حصر المسؤوليات فيه بقلة وسيكون قائدا من دون محاسبة بفعل الكونغرس والمحكمة الفدرالية الجمهوريين لسنتين على الأقل وسنشهد نوعا من التأقلم مع حالة انحسار الديمقراطية في العالم لافتا الى ان ترامب سيكون متحررا من اي قيود وهذا الامر له ايجابيات وسلبيات والتعامل مع الحالات المنحرفة عن الديمقراطية ستؤدي الى تفاهمات سريعة جدا على اساس ميزان القوى وليس ميزان القيم ومنطق الربحية هو التي سيتحكم في المرحلة الاولى .

أضاف:" خوفي انه ليس من طريقة توازن او مراقبة ومحاسبة للنظام العالمي الجديد الذي يطل برأسه ويجب ان نفكر بالعالم المتعدد القطبية".

وتابع:" كل السر في المرحلة الانتقالية اذ ان اميركا مع الديمقراطيين استفادت من الحروب في الخارج لان الصناعات الحربية تخلق فرص عمل والمجمع العسكري الصناعي في اميركا له قوة والجمهوريون لن يتخلوا عن هذا القطاع با سيضاعفون الإنفاق بحيث بات عليهم ان يحاربوا على جبهتين، جبهة التطوير والإنفاق الصناعي مع اعطاء الدفع للصناعة والجبهة الأخرى هي التجارة والتحكم بالتضخم وكل ذلك على خلفية ان اي انطلاق للاقتصاد الاميركي مبني على عامل الثقة ولاحظنا انه بين ليلة واخرى عند انتخاب ترامب انتعشت الاسواق المالية".

وردا على سؤال، قال الصايغ:"نشهد على انحسار الديمقراطية في العالم من الصين الى روسيا إلى أوروبا ولبنان، واحترام الديمقراطية في العالم يشهد على عدة تجاوزات، وبالتالي ولاية ترامب التي بدأها بإسم الديمقراطية قد تؤدي إلى تغيير جذري في الدولة العميقة مع حكم قوي على حدود التفرد بالقرارات بنمط يشبه أنماط الدولة الخصمة للولايات المتحدة الاميركية كالصين وروسيا ولكن ذلك سيسمح بالتلاقي بين رؤساء أقوياء سلطويين لنسج تفاهمات دولية سريعة بين زعماء العالم "لأنهم سيفهمون على بعضهم البعض" تحت شعار المصالح المشتركة."

وشدد على ان لبنان البلد الصغير والمهم ليس تفصيلا في السياسة الدولية وله وظيفة معينة لا احد يستطيع ان ينتزعه منها وهذه الحرب الأخيرة أدت إلى تعميق  الهوة الثقافية في المنطقة مما سيتطلب وقتا طويلا لترميمها.

عن حديث ترامب عن القيم ان هذا ما يجعله متوقفا على خصومه فنظام القيم عنده متماسك ولو بدأ مبعثرا في حين لا شيء ظاهر عند خصومه، أكد الصايغ ان قيمة أساسية لدى ترامب هي العائلة والحفاظ على وحدتها تمهيدا للتماسك الاجتماعي وهذا امر مهم وعلى صعيد العالم تحدث عن السلام فهل سيكون رجل السلام؟ وهل هو حاضر للسلام الشامل في المنطقة؟  

وأشار الصايغ الى ان لدى ترامب امتحانا كبيرا في لبنان وبعده في فلسطين وقال:"نابليون تكلم عن السلام وكذلك هتلر وستالين والبابا يوحنا بولس واخيرا ترامب، اسرائيل تعتمد التدمير مع لبنان دون أفق سياسي، وهنا يكمن اللغز والحل، هل بإمكان ترامب لجم جماح اسرائيل ويحقق السلام العادل في الشرق الأوسط تماما كما فازت الولايات المتحدة بالحرب الباردة دون حرب؟ كما ان ترامب قادر على الحديث مع ايران لان لديه مصداقية وقادر على ممارسة الضغط عليها".

وردا على سؤال، اعتبر الصايغ ان حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي في أزمة حقيقية أمام ما يجري في اوكرانيا، ولا خيار أمام اوروبا الا بإتخاذ قرار ذاتي لفرض نفسها في عالم متعدد الاطراف.