الصايغ: على أوروبا أن تتقاسم النازحين بدل البكاء على الأطلال ولا يمكن بعد الإدانة الأوروبية لحزب الله أن نأتي بالمرشح الوحيد الذي يريد فرضه

في تعليق على بيان البرلمان الأوروبي، رأى النائب الدكتور سليم الصايغ عبر mtv أن البيان  يعبّر عن رأي عام أوروبي يؤكد أن سبب فشل الدولة في لبنان هو عدم قيام الخصائص التي تتمتع بها الدول في العالم لاسيما سيادة الدولة على كامل أراضيها والمساواة بين المواطنين وحصرية السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية، لافتًا إلى أنّ البيان ذكر كيف أن حزب الله وحلفاءه يمنعون الانتخابات الرئاسية من خلال محاولتهم فرض مرشحهم، كما تحدّث بإيجابية عمّا يحصل في قضية انفجار مرفأ بيروت وكيف منع الحزب التحقيق المحلي والمطالبة بتحقيق دولي وهي أمور جد إيجابية تُبيّن أن لبنان ليس متروكًا.

وأكد الصايغ أنه لا يمكن في موضوع رئاسة الجمهورية بعد هذه الإدانة لحزب الله أن نأتي بالمرشح الوحيد الذي يريد الحزب فرضه على اللبنانيين، مشددًا على أن ليس اللبناني من يترجم ذلك بل كل أصدقاء لبنان الذين يهتمون ويتابعون موضوع الرئاسة في لبنان.

وكان موقع "النشرة" الالكتروني قد أجرى اتصالا بالنائب الصايغ مستوضحا رأيه حول إمكانية أن يتخذ البرلمان الأوروبي اليوم قرارًا ضد مصلحة لبنان واللبنانيين في ما خصّ بقاء النازحين السوريين في لبنان، وقال الصايغ: إطلعت على نص القرار من خلال الفريق الذي يهتم بالعلاقات الخارجية في حزب الكتائب والذي يتابع هذا الموضوع مع أكبر كتلة في البرلمان الأوروبي ولكنها لا تملك الأغلبية، والكتلة التي نتحالف معها هي كتلة أوروبا الوسط، كتلة EPP  وعلى ما يبدو أن هذا القرار تقدمت به كتلة الخضر مع اليسار وعلى ما يبدو أن مجموعة الرئيس إيمانويل ماكرون داعمة لهاتين الكتلتين بكل أسف.

اضاف:" الفقرة الحادية عشرة من القرار تتحدث عن واجبات لبنان تجاه النازحين وهو يعتبر أن هناك من عاد إلى سوريا عنوة، بالإشارة إلى الجيش اللبناني الذي أبعد عددًا من النازحين المرتكبين والمخلين بالأمن، والقرار يطالب الأحزاب والقوى اللبنانية عدم التحريض على النازحين السوريين ويطالبون بدعم إنساني لهم ليكون وضعهم أكثر راحة في لبنان، بإشراف مباشر من فريق أوروبي مكلف من البرلمان للإشراف على توزيع المساعدات على السوريين وعلى اللبنانيين، والقرار الأوروبي اتخذ لأن الداعمين لبقاء السوريين في لبنان يعتبرون أن في سوريا مناطق كثيرة ما تزال غير آمنة وهي غير مهيأة لإستقبال أبنائها، وعلى أن تكون العودة وبحسب القانون الدولي عودة طوعية وبالحفاظ على كرامة العائدين. ونحن في كتلة الكتائب نسعى ومنذ يومين لتعديل القرار والذي من المرجح أننا لن ننجح فيه اليوم، لأننا لا نملك الأغلبية في البرلمان الأوروبي، وهذا إن دلّ على شيء يدل على أن هناك إمعانًا بتثبيت الوجع، كما كان الوضع مع الموضوع الفلسطيني في الماضي.

وتابع: “هناك من يقول أعطوا السوريين ما يريدونه للبقاء في لبنان كي لا ينفجر الوضع في الغرب. كنا نتمنى إضافة مقطع على القرار الأوروبي، يدعو إلى تشجيع الدول الأوروبية الحريصة على لبنان وفي الوقت نفسه "قلبها" على النازحين السوريين ولبنان لا يقدم لهم الضيافة اللائقة لهم، فلتفتح هذه الدول حدودها وليستقبلوا النازحين الموجودين في لبنان وعددهم حوالي المليونين، ومن السهل على هذه الدول التي "قلبها" على النازحين أن تتقاسمهم بدل البكاء على الأطلال. أي أذا أجرينا عملية حسابية بسيطة، فنوزع المليوني نازح على 27 بلدًا أوروبيًا فتكون حصة كل دولة صغيرة وبالتالي أوروبا قارة غنية والديموغرافيا فيها تتراجع وبإمكانها استيعاب  النازحين ليعيشوا عيشة كريمة  كما يعيش الأوروبيون بكرامة في بلادهم. على الأوروبيين والعالم أن يعرفوا أن اللبناني وللأسف يعيش بلا كرامة في وطنه. كل نقاط القرار الذي سيتخذه البرلمان الأوروبي اليوم تتحدث عن الأوضاع المزرية في لبنان الذي يعيش من دون رئيس جمهورية ولا حكومة ولا عدالة في ظل السلاح غير الشرعي والفساد.. هل المطلوب من الذي يعيش في بلده بلا كرامة أن يحافظ على كرامة الآخرين في وطنه. من هذا المنطلق أدعو إلى مقاربة شجاعة وجريئة من قبل البرلمان الأوروبي اليوم قبل الغد.