المصدر: Kataeb.org
الخميس 10 نيسان 2025 13:41:23
استذكر النائب الدكتور سليم الصايغ في حديث لـ "نقطة عالسطر" من صوت لبنان ذكرى 13 نيسان، معتبرًا أن الرواية الحقيقية للذكرى قد تكون مختلفة عن الرواية الرسمية، مضيفًا:" بيتي ولايزال في الطيونة في أقرب نقطة من عين الرمانة على مخيم شاتيلا، وأول نقطة تعرضت لهجوم من قبل الفلسطينيين على عين الرمانة صباح 14 نيسان، وأولى الرصاصات التي أطلقت على المهاجمين انطلقت من تحت المبنى أي على بعد 50 متر من طريق صيدا القديمة، عمري كان 14 عامًا والناس التي نزلت على الارض بأسلحة الصيد والاسلحة البدائية أغلبها لا يعرف على من يطلق النار بسبب الخوف العظيم ولكن كان هناك في الوقت عينه بأس للدفاع عن البيوت، فالحرب هي التي أتت الى عين الرمانة لا عين الرمانة التي ذهبت الى الحرب، الحرب وقعت بأحضاننا لا نحن من وقع بأحضانها".
وتابع:" عندما يضطر إبن الـ 14 عامًا للدفاع عن بيته وأهله دون أن يعرف السبب وتفاصيل الاعتداء على المنطقة، ندرك أن الشعب اللبناني كله وليس فقط أهالي عين الرمانة كان ضحية مسألة أكبر من لبنان. ما حصل يومها أنني كنت في قسم فرن الشباك الكتائبي مع الشباب المنتظمة ضمن إطار الطلاب الذين يشاركون في التمارين الرياضية والكشفية، ويمكنني أن أؤكد أن أغلبية الناس حملت السلاح للمرة الاولى ونزلت الى الشارع، وبالنتيجة كان هناك شعب مدني أعزل مبتدئ بفنون الحرب واجه أكبر منظمة عسكرية موجودة في الشرق الاوسط كانت مجهزة ومدربة لتحرير القدس وفلسطين وهي منظمة التحرير الفلسطينية."
وأوضح أن الحرب لم تحصل في 13 نيسان إنما حصل حدث مهم وهو حادثة "بوسطة عين الرمانة"، وفي صباح 14 نيسان حصل الهجوم على عين الرمانة، مضيفًا:" في 13 نيسان أطلقت سيارة ممهوّهة النار على تجمع عند مدخل الكنيسة حيث كان يشارك الشيخ بيار الجميّل بقداس ما أدى الى استشهاد جوزيف أبو عاصي فورًا فعمّ التوتر وانتشر الشباب في المنطقة لمنع تطور الامور وتفادي اضطراب كبير، جرى إخراج الشيخ بيار بسرعة من الكنيسة لانه كان من الواضح أن هناك استهدافًا مباشرًا لهذا التجمع بإطلاق الرصاص".
وكشف الصايغ أن في صيف 1974 وأثناء احتفال حلف يمين في ترشيش افتعل القوميون السوريون إشكالا كبيرًا منع استمرار الاحتفال وحصل اشتباك بين حرس الشيخ بيار والقومييين الذين هاجموا الحفل.
وردًا على سؤال عما إذا كانت الارضية كانت تتحضر للحرب أما أنها كانت حادثة عابرة، قال:" في العام 1973 بعدما توقف الجيش اللبناني عن الدخول الى المخيمات الفلسطينية تطبيقًا لاتفاق القاهرة الذي ينص على أن يضع الجيش يده على المخيمات بضغط عربي ودولي، بتنا نلاحظ استهدافات أسبوعية على مدى عام كامل من خلال رمي العبوات الناسفة أو الديناميت على تجمعات الشباب في بيوت الكتائب في كل لبنان وكأنه كان هناك عملية ترهيب للقول أن الجيش لم يقوَ علينا وأنتم لا تستطيعون القيام بالثورة الشعبية لاحتضان الدولة والجيش، عندها تم اتخاذ نوع من القرار من قبل الرئيس سليمان فرنجية بالتعاون مع الحلف السياسي الذي أوصله الى الرئاسة أهمهم رئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميّل ورئيس حزب الوطنيين الاحرار الرئيس كميل شمعون بوجوب عدم ترك لبنان بوجه هذه الفوضى وتم إنشاء مخيمات تدريب للشباب على التنشئة البدنية مع استعمال القليل من السلاح ولكن ليس عبر الذخيرة الحية، كان نوع من تحضير الشعب أنه في حال مُنع الجيش من وضع حدّ لممارسات الفلسطينيين في لبنان يمكن أن تقف الناس بوجههم. وفي العام 1975 عندما دقّ النفير كان المطلوب إنزال الجيش ولكن البلد كان مقسومًا وهناك طرف لا يريد للجيش التدخل لضبط الوضع لاسيما رئيس الحكومة آنذاك ما أدى الى مشكل كبير مع الرئيس رشيد الصلح، عندها دق شباب عين الرمانة النفير فانتشروا في المنطقة بعد محاولة اغتيال الشيخ بيار الجميّل، بالتزامن مع مرور باص للفلسطينيين في عين الرمانة يحملون السلاح. مع العلم أن اتفاقًا قد حصل بين الجيش اللبناني والفلسطينيين يمنع مرور أي موكب فلسطيني من عين الرمانة بإتجاه مخيميّ تل الزعتر وجسر الباشا وذلك بسبب حساسية المنطقة، إلا أنهم مروا من مكان اغتيال جوزيف أبو عاصي، فاعتقد الشباب المنتشرين أن الاغتيال كان مقدمة لهجوم معين نصبوا الكمين رصدوا الاسلحة الظاهرة من الباص فحصل الاشتباك وكان ما كان."
وتابع:" بعد الحادثة لم يتم إعلان حالة طوارئ لضبط الوضع للاسباب السياسية المعروفة، فوقع الحمل على حزب الكتائب الذي لم يحاول يومًا إنشاء جيش رديف للدولة اللبنانية إنما الهدف من مخيمات التدريب نصرة الجيش في حال زاد العبء عليه يستطيع الناس حماية أحيائهم خصوصًا وأن المشاكل كانت مستمرة على مدى سنتين"، مذكرًا بحوادث الدكوانة والكحالة في الاعوام 1969، 1970، 1971، بعدما كان يشتبك الاهالي والفلسطينيين في مخيم تل الزعتر بسبب فرض خوات على المحلات، التحرش بالنساء.
كما ذكّر الصايغ بحادثة حصلت معه، قائلا:" كنت إبن 12 عامًا عندما قررت امرأة مصرية كانت تعمل لدينا أن تبقى مع صديقها الشاب الفلسطيني خارج البيت ليومين متتاليين، فرفضت والدتي إلا أنها خالفت ما هو متفق عليه، فقررت والدتي فصلها من العمل فاستدعت المرأة صديقها الفلسطيني بسلاحه الى بيتنا في عين الرمانة لتهديدنا، فما كان عليّ إلا التدخل بسكين لحماية والدتي، هذه حادثة فردية في حين هناك مئات وآلاف الحوادث المماثلة".
وردًا على سؤال عما إذا كان هناك من مخطط خارجي ليكون لبنان وطنا بديلا للفلسطينيين، قال:" لا شك! فياسر العرفات اعترف بالموضوع، وقال أريد أن أحكم الضفة وغزة فسألوه اذا كان قادرًا، فأجاب بأنه حكم لبنان".
وتابع:" كانوا يخرّبون زينة عيد الميلاد في شارع الحمرا قبل الحرب، كانوا ينظمون مواكب سيّارة حاملين الصواريخ في قلب بيروت ليقولوا ان الارض لنا ونحن نسيطر على عاصمة بيروت، وعندما بدأت الحرب قال أبو أياد ان طريق القدس تمر من جونية، وهنا أريد أن أوجه تحية لاهالي كسروان وجونية الذين قدموا أكثر من300 شهيد كتائبيّ في الجرود ولم يسمحوا للفلسطينيين اقتحام الكحالة وعين الرمانة وكانوا يعلمون أن طريق فلسطين لن تمر من هذه المناطق، فميزان القوة كان لصالح الفلسطنيين لان جزءًا كبيرًا من اللبنانيين كان معهم ويساعدهم وكل الحركة اليسارية كانت تعتقد انها يمكنها استخدام الفلسطيني لتنتزع امتيازات النظام وتؤمن مشاركة أكبر في السلطة السياسية كما أن الجميع كان يعتقد انه يمكنه استخدام الفلسطينيين، في وقت الفلسطيني هو من استعملهم لكي يمسك بالورقة اللبنانية".
وردًا على سؤال، أشار الى أن لدى حزب الكتائب قراءته الخاصة للحرب، مضيفًا:" المشروع الكبير الذي قد يكون وطن البديل للفلسطيني لا نعرفه نحن نعلم أننا ندافع عن البيت وهم لن يمروا من هنا، ونحن لا يهمنا ماذا يحصل بين القوى الاقليمية ما يهمنا ان ندافع عن البيت والساحة، والهدف لم يكن غير ذلك، وبرأيي عنوان اليوبيل الـ 50 لذكرى 13 نيسان يجب أن يكون "تنذكر تما تنعاد" يجب ان نتذكر ما حصل للاستفادة من الدروس. فالفلسطيني كان يسيطر على الكارنتينا والنبعة وكان ممنوع على اللبناني ان يدخل الى الاشرفية من جونية، كان يسيطر على جسر الباشا وتل الزعتر واللبناني لم يكن بإمكانه الخروج من منزله في عين الرمانة الى سن الفيل، كان يسيطر على ضبية ما يمنع ابن جونية الذهاب الى الجديدة".
وعما اذا كان هناك من خطأ في السير بإتفاق القاهرة، قال:" نحمّل الاتفاق كل المعاصي والمآثم ونحن لا ندافع عنه، فهو لم يأتِ بالسلاح الفلسطيني الى المخيمات، انما كان مفروض على الجيش اللبناني بحسب اتفاق القاهرة ان يمسك بالمخيمات انما طرد منها، وأعطي نوع من شرعية للعمل الفلسطيني في جنوب لبنان وهو ما سمي "فتح لاند" في العرقوب لضرب اسرائيل من دون اذن الجيش اللبناني وهذه هي الخطيئة الكبيرة للاتفاق، الرئيس شارك الحلو كتب في كتابه أن الحرب اللبنانية بدأت في العام 1969 فلبنان عرف في مكان ما أننا سنصل الى شر كبير، وعندما أرادت مصر عبد الناصر والدول العربية إبعاد المشكل الفلسطيني عنها رمته على لبنان، والكتائب حذرت في كل مؤتمراتها من الشر الكبير. وأحد أسباب إنتخاب فرنجية رئيسًا للجمهورية اللبنانية ليس بسبب تصفية عضر الشهابية إنما لمواقفه الجريئة وعدم تسامحه مع قضية السيادة حاضر لنشر الجيش اللبنانية ليمسك زمام الامور، وعندما بدأ بمرحلة التنفيذ دخلت القوات السورية "الصاعقة" عبر الحدود اللبنانية الى البقاع وهددوا لبنان بإحتلال سوري، الى جانب الانقسام اللبناني، اذ إن البعض اعتبر ان الفلسطينيين هم جيشهم وتعطلت الدولة، وبالتالي عدم تطبيق اتفاق القاهرة كما يجب ومن ثم تعطيل القرار اللبناني الداخلي بسبب الانقسام البغيض، ورفع يد من بعض البلدان العربية وترك لبنان وحيدًا لمواجهة عبء المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، والعرب يتحملون المسؤولية الاكبر لعدم وقوفهم بطريقة حاسمة الى جانب لبنان ليتمسك باستقلاله وبقراره السياسي كما يجب، وأيّ رئيس حكومة في لبنان كان يستدرّ العطف من البلدان العربية كي لا يتحكم الجيش اللبناني بالارض معتبرين أن المشكلة هي مشكلة إسلامية بالوقت المشكلة هي مشكلة قومية واستقلالية لبنان وفي حال ضربها كان سينسحب المشكل على كل البلدان العربية".
وردًا على سؤال حول موقع لبنان اليوم، قال:" أكبر إنجاز قام به حزب الكتائب في الحرب هو منع توطين الفلسطينيين في لبنان الامر الذي لم ولن يتم لان هناك إجماع لبناني على رفضه، يتهمون الكتائب انهم عنصريون وضد الفلسطينيين ولكن ننسى أن حركة أمل وقفت بعد الكتائب لضبط البندقية الفلسطينية، ونحن فتحنا ممرات انسانية في الحدث على الضاحية الجنوبية في أوائل الثمانينات لان الحركة لم يعد لديها مكان لاخلاء الجرحى في الحرب مع الفلسطينيين، وأذكر بحرب المخيمات في العام 1986 بين حركة أمل واللواء السادس في الجيش اللبناني الذي كان بأغلبيته من الطائفة الشيعية مع الفلسطينيين، أما الانتصار الثاني الذي حققته الكتائب فهو تثبيت نهائية لبنان، ففي العام 1983 اجتمع العلماء المسلمين بدار الافتاء وطالبوا بنهائية لبنان وهذه ثبتت بإتفاقية القاهرة، 50 سنة نضال بعد الاستقلال كثر لا يريدون الاعتراف بنهائية لبنان، إذ ان لبنان كان وطنا مرحليًا للوصول الى قومية أكبر، واستطعنا تثبيت هذه النهائية."
وردًا على سؤال عما إذا كان لبنان يخوض حربًا من نوع آخر، قال:" لبنان يواجه اليوم تثبيت هويته الفريدة من نوعها في ظل التطرف والعبث من الداخل بمقومات الدولة اللبنانية".
وتابع:" أما بموضوع السيادة والسيطرة على السلاح، فقد وضع الملف على السكة والدولة تقوم بإنجازات يوميًا وهناك جدولة جدية من قبل اللجنة الخماسية تظهر يوميًا، وهذا الموضوع قائم".