الصايغ: كقوى معارضة وتغييرية نريد شيئًا جديدًا ولا يمكن أن نذهب بمرشح حزب الله للرئاسة، ونحن في الكتائب نبذل كل الجهود نحو الاستحقاق الرئاسي

تمنّى نائب رئيس حزب الكتائب، النائب الدكتور سليم الصايغ على الجميع الترفّع والابتعاد عن الممارسة السياسية التي سبقت 17 تشرين، مُعتبرًا أن البعض لا يزال يستعمل الأساليب البالية التي أثبتت عقمها وكأنهم لم يتعلّموا من الثورة.

الصايغ وفي حديث عبر "صوت لبنان" قال: "إنتُخب نواب كثر من خارج المنظومة وجميعهم يفكّرون بالطريقة نفسها، إنما لا يعرفون التنسيق بين بعضهم البعض كما يجب ليُترجموا أفكارهم الى نتائج، ومن هنا ينتظر اللبنانيون إشارة واضحة للتغيير المنتظر، لكن عدم توحّد قوى المعارضة يؤدي الى استمرار الحالة القديمة وكأن هؤلاء النواب يخذلون من صوّتوا لهم من حيث يدرون أو لا يدرون".

وأكد الصايغ أننا لسنا أبناء الورقة البيضاء، فنحن نذهب بالمباشر ونقول رأينا، وعندما نعارض أي شيء نملك الطرح البديل، وبذلك نعطي أملاً للناس بأننا قادرون على التغيير.

وعن تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لفت الدكتور الصايغ إلى أن هناك رأيًا يقول أنه يجب التركيز على معركة الرئاسة، من هنا لم يهتم أصحاب هذا الرأي بتشكيل حكومة جديدة ولم يأبهوا لتسمية وإنجاح عملية تكليف نواف سلام.

أضاف الصايغ: "نحن نعتبر أنه منذ لحظة انتخابنا في مجلس النواب وتمامًا كما عبّر رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل في مهرجان البيت المركزي الذي تلا فوزنا في الانتخابات أن هذه الثورة كانت في الساحات وانتقلت الى البرلمان وليست حكرًا على هذا التكتل أو ذاك، بل هي عابرة للتكتلات النيابية ويجب أن يكون صوتها مؤثرًا ولسنا بوضع انتظار لنطالب بالتغيير المنشود، فحيث يمكننا القيام بالتغيير أكان في البيت، أو في الساحات، أو في المؤسسات، أو في التشريع، سنقوم به."

الصايغ الذي أكد أننا تأخّرنا على التغيير، لفت إلى أنه حصل تضييع للفرصة، فلو أتى نواف سلام ولو لم يؤلّف الحكومة لكنّا أعطينا إشارة للمنظومة بأنّ المعركة بدأت بإنجازات ولو لم تترجم كما يجب.

وعن التواصل مع قوى المعارضة أكد أننا نتحدّث مع الجميع وعند استحقاق رئاسة الجمهورية سنكون اصطفافًا واحدًا.

وأشار إلى أن هناك اتفاقًا على بعض القضايا الإشكالية الجوهرية، فهناك رفض مطلق لخبرية "جيش وشعب ومقاومة" وأي تبرير لوجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني والتفاف حول وجوب تطبيق القرارات الدولية وقناعة بأن لبنان لا يمكنه الدخول في لعبة المحاور ويجب أن يكون على الحياد الذي فيه خلاص لكل الأفرقاء حتى الذين يعتبرونه موجهًا ضدهم.

وشدّد الصايغ على أن دور الكتائب في المعارضة هو تثبيت الثوابت وإعادة روح التغيير التي بدأت تخفت، مؤكدًا أننا مسؤولون أمام من انتخبنا وتجاه القيم والمبادئ ولبنان المعرّض للاختفاء.

وتابع: "كل كلمة نقولها يجب أن نُصيب فيها لتقرّبنا من التغيير وإن كنا نتحدّث لإثبات الحضور نصبح غير مسؤولين، فالمسؤول يحمّل السلطة مسؤولية ويضع نفسه في الواجهة بغض النظر عن أي حساب سياسي آخر".

وتمنّى على الجميع الترفّع وألا يعودوا الى ممارسة السياسة التي سبقت 17 تشرين وكانهم لم يتعلّموا من هذه الثورة فالبعض لا يزال يستعمل الأساليب البالية التي أثبتت عقمها.

وسأل: "هل يا ترى، أمّ المعارك اليوم أن يرحل عون وصهره "مبهدلين" ولو "تبهدل" معهم الشعب أم أن نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الآن حتى انتهاء الأشهر الأربعة؟"

وأكد أن المسيحيين موجودون منذ 2000 سنة وسيبقون ولا يمكن أن يكونوا إلا أحرارًا، ولا يمكن أن يكونوا كذلك إن لم يلعبوا دورهم بالكامل، معتبرًا أن أكبر خطر هو الذهنية التي تتحكّم ببعض المسيحيين ويخلطون فيها بين القيم السامية والربحية الآنية، مضيفًا: "عندما نعود مسيحيين يعود المسيحيون، وأكبر خطر على المسيحيين هم المسيحيون أنفسهم".

ورأى أن عدو الرئيس عون هو عون نفسه، مشيرًا إلى أن منظومة التحالفات عطّلته، متمنيًا أن تحصل انتخابات بأسرع وقت لنعطي إشارة تغييرية للناس، فهي معركة تستحق أن تخاض ويجب أن نبدأ بالعمل عليها في أول آب، وأردف شارحًا: "لا نفكر بأن ما أقوله تحسّر على العهد، لكن ما أقوله إن لدينا أولويات منها إنقاذ لبنان والشعب لأن الإشارة الفعلية للتغيير لم تُعطَ، فمن وضع ورقة بيضاء لإبقاء ميقاتي، هدفه أن يقف هذا الأخير بوجه رئيس الجمهورية وجبران باسيل".

ولفت الى أن الخلفيات تقاطعت على أن يتابع ميقاتي لأنه وقف في مكان ما بوجه باسيل كي لا يتركه يستكمل ما لم يتمكن من القيام به في الحكومة.

وتابع الصايغ: "اليوم عادوا إلى اللعبة الكلاسيكية، لكن ما يهمّنا هو إنقاذ الشعب اللبناني وطنيًا وليس تصفية جبران باسيل سياسيًا".

وشدد على أنه لا يمكن ترك الوضع في لبنان لاستنسابية هذا الوزير أو ذاك في حكومة تصريف أعمال لم تحز على ثقة مجلس النواب الجديد الذي انتخبه الشعب.

وإذ أشار الى وجود خلل بنيوي، دعا إلى الذهاب بسرعة لسنّ قوانين تؤمّن الحد الأدنى من منظومة الأمن الغذائي والحد من القرارات الاعتباطية للوزراء، فمن الآن حتى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة لا يمكن للوزراء وضع الشعب أمام الأمر الواقع.

وعن النازحين السوريين أكد انه لا بد من عودتهم الى بلادهم وقال: "فليتفضّل مجلس الأمن باتخاذ التدابير المناسبة لعودتهم، وكنا طرحنا ذلك في روسيا وقد ربطه الروس بإعادة الإعمار في سوريا، لكن سوريا عادت الى اللعبة الاقليمية ولتتحمّل الأمم المتحدة المسؤولية، فلا يمكن الحديث بحقوق الإنسان وكأن اللبناني ليس بإنسان".

وأشار أن لبنان تحت الوصاية الإيرانية السياسية، موضحًا أننا عندما نقول تحت الاحتلال معنى ذلك أنه لم يعد هناك جيش وقوى أمن وكأن الانتخابات والديمقراطية لا طعم لهما.

ودعا إلى ضرورة تشخيص الواقع، لافتًا إلى أن هناك هيمنة على القرار السياسي فهو ممسوك من حارة حريك لكننا لسنا محتلّين، مؤكدًا وجوب تحرير القرار السياسي من ضمن العملية الديمقراطية، مشيرًا إلى أن حزب الله كان يضع يده على المؤسسات أما اليوم فلم يعد بإمكانه ذلك. 

وعمّا يجري في عملية التأليف اليوم قال: "وضع وزارة الطاقة وهي أمّ الوزارات بيد شخص آخر يعطي إشارة على نية عدم إعطاء اي إمكانية لباسيل بأن يتحكمّ بمستقبل الطاقة في لبنان.

وإذ دعا إلى ألّا ننسى ما حصل في قطاع الكهرباء، سأل: "لماذا الإصرار على أخذ مثل هذه الوزارة؟"

أضاف الصايغ: "نحن نتمنى ونطلب من الرئيس ميقاتي تأليف حكومة ولكن ليس حكومة كيفما كان، مشيرًا إلى أن ميقاتي يريد تشكيل حكومة تشبهه وليس مستعجلًا لأنّه غير متحمّس لإرضاء أحد".

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية وموقف حزب الكتائب قال: "مواصفات الرئيس لست أنا ولا حزب الكتائب من يحدّدها، بل الشعب الذي نزل إلى الطرقات وانتكس وهاجر نصفه وأعطانا إشارة لما يريده"، مضيفًا: "يجب أن نكون أمينين للتاريخ الحديث فالمواصفات يحدّدها أبناؤنا الذين ينتظرون قبولهم في أي جامعة أجنبية لمغادرة لبنان، سائلا: "هل يجب الإتيان بأي رئيس من وجوه الماضي ولا شيء يقدّمه إلا الانتماء لمحور وتموضع سياسي؟".

وأكد أن الناس تريد أمرًا جديًا وشخصًا لا يقوم بالتدرّج لمدة 6 سنوات، مشددا على أن الظرف في لبنان يحتاج إلى أمر جدي، ولا بد من الذهاب الى من يتفاعل مع جوّ شباب 17 تشرين الذي باتوا في غربة عن لبنان فهم لا يريدون الأسماء المطروحة كجبران باسيل وسليمان فرنجية بل شخص آخر، جازمًا بأنه من غير الوارد أن نصوّت لأبناء المنظومة والسلاح غير الشرعي.

وأشار أن رئاسة الجمهورية تقارن برئاسة عون، مذكّرًا بأن حزب الله قرّر حينها أن لديه مرشحًا واحدًا وصمد لحين التسوية، مضيفًا: "اليوم السؤال يوجّه الى الحريرية السياسية التي هي باقية وإن كان الحريري بعيدًا عن الحياة السياسية، لكن نهجه موجود، ولا بد من سؤال الدكتور جعجع إن كان سيكرّر التجربة الماضية بمعنى أن المرشح الوحيد لحزب الله هو الوحيد الذي سنأتي به".

وتابع: "أعتقد أن القوات ندمت على ما قامت به وبالنتيجة لا يمكن تكرار التسوية وموقف القوات مهمّ لكننا في مكان آخر كقوى معارضة وتغييرية نريد شيئًا جديدًا ولا يمكن أن نذهب بمرشح حزب الله، ونحن في حزب الكتائب لا نقوم بشي الا أن نصبّ الجهد نحو الاستحقاق الرئاسي."