الصايغ: لن نتوقف عن كشف المستور بوجه طغمة فقدت اخلاقها وإحساسها إلا بمصالحها الخاصة

اعتبر النائب الدكتور سليم الصايغ خلال لقاء نظمه قسم عرمون في اقليم كسروان الفتوح في حزب الكتائب اللبنانية بحضور رئيس بلدية عرمون اسكندر اصاف ومختار البلدة روبير عبيد والنائب السابق روجيه عازار ورئيس اقليم كسروان الفتوح المحامي ميشال حكيم والدكتور شربل مارون عازار وشربل عازار مدير اذاعة لبنان الحر ورئيس نادي عرمون الرياضي ايلي عازار وعدد من أهالي البلدة أن "اللقاءات البعيدة عن الاعلام مع الفعاليات والقاعدة لاطلاعها على كل ما نقوم به ونتلقى في الوقت عينه اسئلة وهواجس وهنا علينا ان نشرح ونعترف بالتقصير في حال حصوله".

ورأى أن "للناس اليوم مشكلة مع كلمة "سلطة" ولكن هذا الامر لا ينطبق على البلدان التي يحكمها القانون بحيث انه في حال تخطى أي انسان حد السلطة يعاقب بينما في لبنان لم يعد لدينا هذا الالتزام بالقانون لا بل كل شيء اصبح وجهة نظر من الدستور إلى القيم الأخلاقية والتمييز بين الخير والشر وبتنا نخلط كل شيء ولذلك لم يعد يهتم الكثير من الناس للشأن العام لانه تمّ تيئيسهم وتحويلهم إلى كائنات لا تهتم إلا بتخليص نفسها بأي ثمن ولو على حساب كرامتها. لقد انتفض الناس لكرامتهم اكثر من مرة عبر التظاهر والإضراب وفي ثورة ١٧ تشرين  وخذلوا باستعمال القوة والارهاب ضدهم مما كرس انتصار منظومة الفساد بكل أركانها  وخسارة المواطن والوطن. ثم انتصرت ارادة التغيير في المجلس لكن تعطيل رئاسة الجمهورية ضرب الديمقراطية وعقّم نتيجة الانتخابات. فماذا لدينا اليوم؟  لدينا وزراء يحكم بعضهم بدكتاتورية ضاربين عرض الحائط كل معايير القوانين لا سيما القانون الإداري الذي هو يحكم عمل الوزير. نرى بعضهم يقيل موظفا او يعطي منصبا لموظف من دون مرجعية والامثلة كثيرة في هذا الاطار وكل وزير يتصرف وكأنه بات حاكما بأمر الله بينما المطلوب منه بكل بساطة تطبيق القانون والالتزام  بحدود صلاحياته في خدمة الخير العام. هذا الموضوع لن نتركه خاصة ان ما يحصل في الدوائر في كسروان مهزلة ما بعدها مهزلة  وفي هذا الموضوع لدينا الكثير ما نقوله ونعمله".  

 

اضاف:"اليوم قررنا ان نؤكد المؤكد ونعلنها عاليا اننا لن نتوقف عن كشف المستور بوجه طغمة فقدت اخلاقها وإحساسها إلا بمصالحها الخاصة والسياسة عندها لا معنى سوى تعزيز النفوذ واستتباع الناس الطيبين والمحتاجين حارمينهم من حقوقهم وفي الوقت نفسه مسوِّقين نفسهم وكأنهم هم المدافعين عن أمور الشعب. انهم ساسة الذين يشعلون الحريق ليركض اليهم الناس لإطفائه. معركتنا مع هؤلاء معركة قيم ووجود ومعنى ونظرة إلى الإنسان والمجتمع وهذه لا هوادة فيها ولا استراحة. اما بعد، انا اليوم هنا لاتحدث معكم كذلك عن بعد آخر في جوهر الأمور، جوهر وجودنا في هذا البلد وهو نفس السؤال الذي جاوب عليه البطريرك الحويك في العام ١٩١٩ يوم كان المسيحييون اكثرية والحويك قويا مع سقوط السلطنة العثمانية وانتصار محور الغرب كما نقول بلغة اليوم، فطالب في مؤتمر فرساي بلبنان الكبير وحدد حدوده بحدود الأوقاف  المارونية التي تعطي السياج الجيوسياسي والحصن المنيع لمساحة العيش معاً والشراكة الوطنية القائمة على التوازن  القيَمي. من وقتها فكّ الحويك مفهموم العدد عن مفهوم السلطة التي ارادها قائمة على اساس مشروع المواطنة العصرية".

 

وذكر الحضور "بسؤال المؤسس الشيخ بيار الجميل اي لبنان نريد بعد الهجمة على النظام السياسي اللبناني، الجميل كان وزيرا في كل حكومات الرئيس شهاب ولكن المشكلة كانت في ان الشهابية تحولت فيما بعد إلى اسيرة للضغوط العربية بعد حرب ال٦٧  وصولا الى اتفاق القاهرة في عهد الرئيس شارل حلو والذي اجّل الاصطدام بالسلاح الفلسطيني فشكل ما نسميه اليوم بربط النزاع وهو تماما  ما قمنا به مع حزب الله لاعطاء فرصة للبلد كي يلتقط انفاسه لعل ينتهز الجميع فرصة امل خارجية تدفع بالجميع  إلى كلمة سواء تغلِّب في نهاية المصاف منطق الدولة على منطق الدويلة.

غياب الثقة بهذا اللبنان وتحديدا عند الشباب يدفعنا إلى ابعد من توصيف  المشكلة بل للعمل الجاد لايجاد الحل، وما نعرفه ان معالجات الماضي لا يمكن ان تكون تمهيدا للحل او نموذجا له، فالحل لا يكون بأوراق تفاهم وتحالفات تقليدية نفعية ومصلحية ومرحلية ذات طابع سلطوي ليس إلا، اذ ان اي معالجة مستقبلية لا بد لها من حسم موضوع الجيشين  والسلطتين والسيادتين والسلاحين كما جاء مثلاً في البيان الوزاري للحكومة التي اشتركت فيها عام ٢٠٠٩ ولم يتم تنفيذ الحوار الوطني والاتفاق على استراتيجية دفاعية وانتقلنا من ربط نزاع إلى ربط الألسنة وربط الاعناق والإرادات حتى الوقوع الأخير منذ بضع سنوات، ومن هنا لابد للاحزاب التي تؤمن بسيادة لبنان ان تجتمع لاعطاء الجواب برفض وجود سلاح غير شرعي في وقت يرفض فيه حزب الله الحوار او التفاوض على سلاحه ضاربا بعرض الحائط الطائف ومفهوم الدولة وكل أوراق التفاهم وكل البيانات الوزارية" .

وتوجه الى النائب السابق روجيه عازار: "هل يحتاج حزب الله لاكثر من التطمينات التي حصل عليها في عهد الرئيس ميشال عون؟ ولماذا لم يوافق على اعطاء الرئيس عون اللامركزية او يساهم فعليا في تسهيل تحقيق اي إنجازات تذكر بل على العكس كان مساهما في تقويض العهد عندما لم يكن شاهد زور على زعزعته؟ بطبيعة الحال لان سلاحه يصرفه بالنفوذ السياسي وبمعادلة القوة الداخلية وهو لم يحصل بعد على كل المكاسب التي يريدها في الداخل اللبناني.

حزب الله لا يريد شراكة سوية في الحكم معه بل يريد ان يحول حارة حريك  إلى عنجر اخرى تقيم الولاية للاتباع وتنفيها عن غيرهم. قد نقبل كلبنانيين ان نأخذ خيارا مع او ضد عنجر لان المتسلط كان غريبا والبطش والقوة أدواته في السيطرة على البلاد. انما ما لا اقبله ان يتردد البعض في دحض ورفض تسلط ابناء الوطن الواحد على اخوتهم  وشركائهم المختلفين معهم مما يذكرنا باتباع  الاحتلال السوري وأساليبهم. هذه الممارسات تعرّي اهل الذمة السياسيين وتطرح اشكالية كبيرة عنوانها العيش المشترك".

ولفت إلى أن "اخوتنا السنة في لبنان وافقوا قبل نهائية الحرب  على نهائية الكيان (١٩٨٣) بينما الثنائي الشيعي اليوم يعتبر لبنان جزء من امة اكبر ومشروع اكبر من خلال وحدة الساحات وسواها فبات من الضرورة بمكان ان يتفق المسيحيون فيما بينهم على الجوهر ليبنوا شراكة متجددة مع الآخرين. هذا الدور يرتكز إلى اسس تاريخيّة حتما والى واقع حالي وتحليل موضوعي اذ ان المسيحيين هم القادرين اليوم على المبادرة مع بقية احرار لبنان من اجل المحافظة على لبنان الرسالة والمعنى والمبنى".