المصدر: Kataeb.org
الخميس 16 كانون الثاني 2025 20:16:15
اعتبر النائب الدكتور سليم الصايغ ان الاستشارات النيابية غير ملزمة باجرائها ولكن ليس بنتائجها اذ انه لا يجب ان يكون الرئيس المكلف صندوق بريد بل عليه تقدير الموقف بالسياسة .
ولفت في حديث عبر صوت لبنان الى انه لا يجوز ان تنطلق حكومة العهد الاولى بقطع من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هو ليس فقط رئيس حركة أمل وقال:" لا يجوز أن يتحول "الزعل الشيعي" الى حرد ونوع من عدم امكانية التكيف مع الواقع الجديد .
أضاف: " إن إقصاء معارضيهم وفرض سرديتهم على المجتمع اللبناني اظهرهم "لاعبين" وحيدين على الساحة اللبنانية، وعليهم أن يدركوا أن الأمور تبدلت والأسلوب السوري بإدارة الملف اللبناني سقط، يجب ان يفهم الثنائي الشيعي أن العصر السوري ولى والعصر الايراني ولى ونحن اول مرة كلبنانيين نحكم بعضنا بعضا".
وأسف لأن الثنائي الشيعي لا يزال يفكر بالنهج الماضي عندما كان يمكنه تعطيل حكومات سعد الحريري وتشكيلها واليوم يجب ان يعيا ان هناك طريقة جديدة بإدارة البلد والوضع تغيّر والا سيكونان بمواجهة مع منطق الدولة لاسيما ان رئيس الجمهورية حازم وواضح ورئيس مكلف يعرف ما يريد وهما بخط الدولة.
واكد الصايغ ان "الميثاقية هي انبثاق السلطة، ولا دخل لها بمحاسبة اي وزير لاي موظف في ادارته، وسياسة المقاطعة لا يمكن أن تستمر، فلا قدرة لديهم لإعادة إعمار حائط بلا مساعدات دولية وبالتالي المقاطعة عبثية".
وتوجه الى الثنائي بالقول:"على من تسجّلان النقاط فهل بامكانكما بناء حائط دون الدعم المحلي والدولي؟".
واشار الى ان "بعض النواب الذين كانوا يدورون في فلك الممانعة واقترعوا إلى الرئيس عون ويعتقدون انهم "جماعة" العهد ويظنون أن اصطفافهم الجديد يمنع محاسبتهم، مخطئون لان الحساب في القضاء وليس في القصر الجمهوري ولن يكون هناك إفلات من العقاب لكل مرتكب من الزمن الماضي ولا يفكرنّ أحد أنه سيحتمي بالعهد".
وقال الصايغ:" نحن على تواصل مع الرئيس بري ولكننا لم نفهم منه ممّن خُدع ولو فعلا خُدع فغلطة الشاطر بألف ولا يجب تحميل هذا الخطأ لا للرئيس المكلف ولا للعهد ولا للشعب اللبناني" مشددا على ان الرئيس عون لم يدخل بأي ديل وخطاب القسم أسقط هذه السناريوهات.
وتوجّه الى بري بالقول:"اذهب وحصّل حقوقك ممن خدعك لا من سلام ورئيس الجمهورية".
وأضاف:"ان نواف سلام لم يكن يعرف انه سيتكلّف والقول ان السيناريو مكتوب غير صحيح لا بل السفارات اتصلت بنا لتعرف أين وصلنا وكانت متفاجئة وتستفهم لكتابة التقارير ونواف بذاته لم يكن أكيدا وكان في الطريق من باريس الى لاهاي عند تكليفه لذلك نسأل بري أين الخديعة؟".
وتابع:"مع احترامي لكل الدول الصديقة ولكن النائب الذي ينتظر تعليمات من الخارج والذي يفاخر بتلقيه اتصالات خارجية، واجب عدم احترامه" لافتا الى ان التيار الوطني الحر صوّت ضد الرئيس عون وسرعان ما التفّ حوله لطي صفحة جلسة الانتخاب.
وأكد الصايغ اننا نكنّ للرئيس المكلف نواف سلام كل احترام وهو لم يسقُط بالبراشوت واليوم هناك تقاطع وطني وبين كل من يريدون طي صفحة الماضي عليه ولكن عند الامتحان يُكرم المرء او يُهان وعندما يجب ان تنتج الحكومة سنرى كيف سيكون التعامل معها .
وأضاف:" قلنا لسلام خلال لقائنا به اننا سنكون حزب الجمهورية ونريد للمؤسسات ان تعود الى العمل ولن نسمح للسياسات التقليدية والبازارات ان تنصب كمائن للحكومة ورئاسة الجمهورية وسننتقد حيثما يجب وستكون مقاربتنا بنّاءة الى اقصى الحدود لان لبنان تعب من الحروب العبثية".
وشدد الصايغ على ان "أهم ترميم هو ترميم العلاقة مع الوجدان الشيعي بلبنانيته وتعلقه بالوطن وهذا الوجدان قد سقط وضعُف ولديه أزمة ثقة لأن خياراته فشلت، نحن نرفض أن يشعر اي شيعي أنه مكسور ونريد شيعيا متصالحا مع نفسه وقادرا على مد اليد وبناء السلم الاهلي المستدام وهذا ما يجب على بري ان يقوم به وليس بالطريقة التقليدية واليوم أكثر من أي وقت مضى هم بحاجة لتعاليم وثوابت الامام موسى الصدر" .
وقال:"من مسؤولية الثنائي ان يحررا الوجدان الشيعي ومن واجباتنا كلبنانيين ومسيحيين وككتائب ان نُدخل الامام الصدر الى الكنيسة ونتكلم منطقه لاسيما لناحية الفكر التنموي المتقدم بالنسبة لنهضة لبنان ".
واعتبر الصايغ ان السلاح أصبح عبئاً على حامله وهناك من يستفيد من البندقية ليعوّم نفسه في السياسة ولبري نقول انت من يمكنك نقل الموضوع من مكان الى مكان آخر أي ادخال الشيعة أكثر وأكثر كوجدان الى منطق الدولة ولديك نخب وكفاءات وفضاء رحب بالدولة ولا يمكن حصر التمثيل الشيعي بحزب أو اثنين ولماذا تخشون التعددية؟
ورأى الصايغ ان "الإطباق حصل على 3 مستويات، على المستوى المحلي أي الحربي في لبنان والحرب في سوريا وإطباق على مستوى ايران مباشرة اذ ان النظام والنووي على المحك، والشأن الدولي ولا ننسى وضع موسكو في اوكرانيا واليوم نرى ان الرجل الاوروبي المريض أصبحت روسيا لا تركيا ولم أسمع من كل السفارات والدول التي زرناها ان هناك نية لتطويق او اقصاء الرئيس بري بل على العكس كانت النصائح بالتعامل البنّاء معه لانه يمثل الشرعية ولديه الدالة الكبرى على حزب الله ونحن بحاجة اليوم الى ترميم النسيج السياسي اللبناني بالعمق".
وأضاف:"من الثابت في العلاقات الدولية حفظ دور لفرنسا في لبنان، وفرنسا لا تقطع خيط في الملف اللبناني دون مراجعة الإدارة الأميركية حماية لأمن إسرائيل، وخطأ ماكرون أنه اعتقد انه قادر بعلاقته مع حزب الله على أحداث انفراجات في الساحة اللبنانية فيما القرار الفعلي في إيران لا في حارة حريك. لا قدرة إقليمية ولا قدرة لإسرائيل بوقف المسار الاميركي في المنطقة، ولكن لا حل ولا سلام في المنطقة بلا حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية اي حل الدولتين. "
وأكد الصايغ ان أحدا لا يقدر ان يقف بوجه المسار الجديد الذي تأخذه المنطقة والاهم ان يعرف الاميركيون ما يريدونه لانه لا يمكن الحديث عن سلام في المنطقة اذا لم يعطَ الفلسطينيون دولة يستحقونها .
وشدد على ان أحدا ليس جاهزا ليقدّم أي شيء لايران التي سعت الى استدراج عروض من خلال حروب المنطقة ولا حديث معها بهذا الموضوع واليوم هناك دور متعاظم للسعودية بالاتفاق مع مصر .
وأوضح الصايغ ان الجو الجيو-استراتيجي في المنطقة إضعاف سوريا وضرب حزب الله في لبنان وقواه العسكرية وترويض الضفة وضرب البنى التحتية لحماس وتطويع من كان يرفض فكرة السلام مع اسرائيل يؤدي الى فتح الفضاء الجيو السياسي في المنطقة وايجاد مكان ما كي تكون الدولة الفلسطينية عليه والحل لن يكون على مستوى لبنان الذي عليه اعتماد الحياد الايجابي الذي أصبح جزءا من خطاب القسم لرئيس الجمهورية وعلينا تطبيقه منعا لتسلل المشاريع الخارجية وهو ما اعتمده الرئيس الراحل فؤاد شهاب في عهده مشيرا الى ان الحياد حل يطمئن المكونات اللبنانية لانه لا يمكننا أن نبقى عرضة للمؤثرات التي تأتي من خارج الحدود.
وأكد انه مسرور لان الشعب السوري أخذ قراره بيده ونتمنى الدولة المدنية والديمقراطية في سوريا التي كانت دائما مصدر قلق للبنان ونريد علاقات ندية مع سوريا وحقنا ان نطالب بالحياد الايجابي مع كل دول المنطقة.
وختم الصايغ معتبرا ان هناك أمورا حيوية يجب الحديث عنها فلا يمكن ان نترك مطاري حامات وحالات دون تنفيذ فهما متنفس حيوي للبنان ويجب ايجاد كتلة ضغط برلمانية فالسوريون سيسهّلون والمطاران يعطيان اشارة للانتشار اللبناني ولأبناء الشمال بأن الدولة أصبحت قريبة منهم لا منعزلة في بيروت .