الصايغ: مع نصرالله دفنّا الخوف من سلاح حزب الله ولن ندع أي إنحراف لمسيرة إستعادة الدولة نحو مبادئ الحوكمة الصالحة

اعتبر النائب الدكتور سليم الصايغ أن مشهدية الأمس أظهرت قدرة حزب الله التنظيمية، وهذا المشهد يتناقض مع مشاهد اقفال طريق المطار الأسبوع الماضي وعذر العناصر غير المنضبطة.

وقال في حديث عبر نهاركم سعيد من LBC ان التعليق السياسي لا يفيد ويجب ان نترك بيئة حزب الله ونحترمها كي تحزن كما يجب لأن أسوأ شيء الا تدفن الشعوب كبارها ويجب ان تنتهي فترة الحداد قبل ان نتكلم في السياسة.

أضاف: "إن التنظيم دلّ على الانضباط الداخلي الكبير كما أن الجيش والقوى الأمنية أمّنا الحماية اللازمة لجميع اللبنانيين وبالمغزى ان حزب الله لا يمكنه ان يقول ان هناك خارجين عن سيطرتنا ويعبّرون عن مشاعر الغضب على طريقتهم لا بل هو يمسك ببيئته".

ولفت الصايغ الى ان الأوطان تبنى بالمشاعر "وما زعجني كثيرا بالامس غياب العلم اللبناني وظهور الأعلام الإيرانية وكأن حزب الله حاول تثبيت هويته في مكان ما رغم التخاذل والتخلي الذي تعرّض له".

وأشار الى ان عدم وجود أعلام لبنانية في تشييع نصرالله يتناقض مع ما صرّح به المسؤولون في حزب الله لاسيما الشيخ نعيم قاسم الذي قال بنهائية لبنان والمشهد لم ينطبق مع الخطاب والرسالة في الكلام، "وهنا نوع من الضبابية في الرسالة الحقيقية التي علينا ان نفهمها وعلى الحزب إيضاحها فهل تنتصرون لايران في بيروت وهي التي لم تنتصر لكم؟".

وشدد الصايغ على أن "كلمة رئيس الجمهورية الفيصل عندما قال للإيرانيين اننا شبعنا حروب الآخرين على أرضنا أي اننا شبعنا من حربكم على أرضنا".

ولفت الى ان المشهد يجب ان يكون قد انتهى أمس وطريق المطار ليست ملك حزب وطائفة او اي فريق انما هي طريق دولية محمية من الجيش وقوى الامن وممنوع على أحد أن يظهر فيها بمظهر فئوي او حزبي ويجب إزالة كل الشعائر اذ لا يمكنك أن تفرض عليّ نمط تفكيرك ومعتقدك على الطريق الدولية وهذا امتحان للدولة ولا يجوز أن يتحوّل الأمر الى عرف". 

وقال الصايغ:" قبل الحرب دعونا الى خطة طوارئ والى خطة بديلة عن مطار بيروت لانه لا يجوز ان يكون لبنان رهينة لاسرائيل وحزب الله فاعتبروا اننا نشوّش على عمل الحكومة "العظيم" بتدارك الأزمة ومن طالب بمطار آخر اتهموه بالتقسيم ولو اتخذ وزير الأشغال القرار آنذاك لكان لدينا مطار في القليعات وكل القصة انهم أرادوا السيطرة على كل المرافق التي تربط لبنان بالخارج وهي ورقة ضغط وابتزاز اي عندما تريد ايران تقفل طريق المطار" مشددا على ان طريق المطار يجب ان تكون كلها محمية ومن كل الاتجاهات من الجيش والقوى الأمنية. 

ولاحظ الصايغ ان هناك فرصة لإنشاء مطارات جديدة شاكراً رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الأشغال فايز رسامني على ايراد الأمر في البيان الوزاري .

وأشار الى أنه سيكون لدينا كلام في مجلس النواب حول البيان الوزاري وقال:" ان الحكومة أتت بناء على عقد ثقة وتوجهات كبيرة ونحن جزء منها أي أن تُفتَتح مطارات جديدة ويتحرر لبنان تنموياً وهناك إمكانية تنفّس إقتصادي وتنموي وأمني ما يعزّز الرابط بين المواطنين والدولة وأن يوضع الملف في البيان الوزاري إنجاز لنا لان لا يضيع حق وراءه مطالب وهكذا يمكننا ان نُري العالم ان للبنان مقومات ذاتية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وموضوع المطارات الجديدة مؤشر لحزم وعزم الدولة". 

أضاف الصايغ:" تشييع نصرالله أنهى حقبة من تاريخ لبنان ومن الطبيعي أن الخوف قد دفن معه بالامس، بدأنا زمنا جديدا ويجب ان نستفيد من المناسبة لندفن الخوف من سلاح حزب الله والمشهد المخزي ان دفن رمز المقاومة ترافق مع القصف الاسرائيلي في الجنوب ومع الطيران فوق مكان التشييع".  

وتابع:"ان حزب الله لم ينجح في مكان ليأخذcredit  وهو أخذ القرار على الورق بتفكيك البنية العسكرية والأمنية في لبنان والدخول ضمن أطر الشرعية، فالخطاب السياسي للشيخ نعيم قاسم أكثر عقلانية وهو يتوجه الى نوعين من الناس البيئة الداخلية لشد العصب الشيعي والهدف الثاني مخاطبة الدول الأخرى والدولة اللبنانية ان حزب الله لم يعد بمواجهة أحزاب لبنانية أخرى انما منطق الدولة والمؤسسات والشرعية وبالنتيجة يقول ان رهاننا على الدولة لاستكمال التحرير والمقاومة ستستمر بوسائل أخرى وهذا تحضير لما هو آتٍ ومنذ مواقفه الأولى بعد توليه الأمانة العامة للحزب يمهد للتنفيذ الحقيقي والرسمي لمندرجات ما تمّ الإتفاق عليه لتطبيق القرار 1701 واذا كان لا يزال في الحزب من يعتقد بالخيار العسكري فيجب ان يدرك ان هذا الزمن ولّى وافهموا ما يقوله رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأكثرية اللبنانيين ".

 وشدد الصايغ على ان العدالة في انفجار المرفأ قادمة و"نعوّل على وزير العدل والقضاء ورئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء لتسهيل عمل القضاء وتعود له العزيمة وكنا انتحاريين عندما طالبنا بتوقيف المتهمين وبنزع سلاح الحزب ولمن يتمتع بمغانم السلطة نقول نحن هنا واذا ترددتم بتطبيق القانون فنحن بالمرصاد ضد الظلم الذي قد ينجم عن ممارساتكم".

وأكد الصايغ ان الزمن، الذي كان فيه الايراني يأتي ويعطينا النصح من المنابر والمواعظ، قد ولّى فليخلّص نفسه مع الخليج والأميركي ويرتّب أموره لان دوره في المنطقة انتهى ونحن نعطيه دورا اذا أعطينا قيمة لكلامه والبيان الوزاري ردّ على الكلام الايراني والثقة غير المسبوقة غدا هي الرد ولا ثنائيات ولا ثلاثيات انما الدولة والدولة والدولة.

وقال الصايغ: "كحكومة سنمسح "الوسخ" الذي استدرجوه الى لبنان والدولة تتحمّل مسؤوليتها وتعمّر بشروطها لا بشروط اي فئة او حزب ويجب ان يُساق كل من ارتكب جريمة الى قوس العدالة كي يحصل على الغفران بعد الاعتراف بالخطأ وفعل الندامة".

أضاف:" كي نريح لبنان يجب أن نقيم مؤتمر المصارحة والمصالحة كما قال رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل لان القضية ليست "بارودة وسلاح" فقط بل نريد شيئا أعمق أي الاعتراف بالقيم المشتركة ونضع الهواجس ولا يجب ان ننتظر كثيرا".

وأعاد الصايغ التأكيد أنه "في خطاب حزب الله ثمة مفردات مهمة لاعادة بناء سردية مختلفة ومهّد لها الشيخ نعيم قاسم فسردية الانتصار باتت شبه مختفية من الكلمات والمشهد أمس لم يكن وطنيا انما شيعي وتقريبا 600 ألف ناخب صوّتوا لامل وحزب الله فأين هم أمس؟ المشهد دليل على القدرة التجييشية لحزب الله في بيئته وليس مشهدا وطنيا جامعا ولم نشهد لهذه اللحظات مثيلا في تاريخ لبنان والمقاومة الاسلامية كما أننا لم نشهد تراجعا وانكسارا لهذا المحور كما هو حاصل اليوم".   

أضاف:" في الحزب ثمة تراكم كلمات يدل على ان هناك تحضيرا لإعادة تموضع آخر وهذا يتضح بعد أن رفد حزب الله الأصوات اللازمة لانتخاب رئيس الجمهورية ومشاركته داخل حكومة نواف سلام واستبعاد كلمة "المقاومة" من البيان الوزاري ما يدل على ان هناك تحضيرا لاعادة تموضع وهذه خطوة ذكية يقوم بها نعيم قاسم وقيادة حزب الله ".

واشار الصايغ الى اننا في لبنان مجبولون ببيئة أرادت الأمان والحرية وعبر العصور قاومنا جيوشا أجنية واحتلالات والظلم والحالة المقاوماتية التي تحدث عنها الشيخ نعيم قاسم ليست مصحورة بحزب واحد وهي غير محصورة بنص انما بالروح ولكن يجب ان تكون الدولة مؤتمنة عن الدفاع عن الوطن .

ولم ير الصايغ استحالة في اندماج الحزب العسكري بالشعب اللبناني وأعطى مثالا على ذلك القوات اللبنانية التي لم تتأسس كحزب الا بعد اتفاق الطائف ولم يكن الانتقال سهلا الى منظمة سياسية لكن الامر حصل وباتت القوات من أحزاب الطليعة في لبنان ولم ينكفئ دوره انما مرّ بالتجربة التي لم تكن سهلة .

وقال:"اذا أراد حزب الله ان يبقى مشروع الثورة الاسلامية في لبنان ويستعمل الدين للتعبئة السياسية فقط هنا سيواجه مشكلة في التأقلم مع النظام في لبنان وبكن لديهم القدرة الفقهية والسياسية لايجاد المخرج والا ستأتي الثورة اذا لم يحصل التطوير ولا يجب لحزب الله ان ينتظر تطورات ايران ولديه ما يكفي من ثقافة جبل عامل والنضالات ليشكّل مرجعية قائمة بذاتها مع سائر المرجعيات ولا ينتظر على قارعة التاريخ كي يأتي القرار بسحر ساحر من ايران بعد تغيّر موازين القوى في المنطقة". 

أضاف:"برأيي ان الدولة يجب ان تساعد حزب الله لفك الارتباط السياسي والأمني والعسكري مع ايران التي هي المرجعية الفقهية لا غير، وعلى الدولة تحويل حزب الله الى منظمة مدنية وعلى الأمم المتحدة ان تضع برنامجاً لتفكيك البنى العسكرية واعطاء رديف لها الا ان الامر يحتاج قرارا لدى حزب الله بهدف الإنتقال الى مرحلة جديدة والتحضير للانخراط في الحياة المدنية وفي الدولة اللبنانية ".

وتابع الصايغ:" لا قناعة لدي بأن الايراني ترك الورقة اللبنانية من طاولة المفاوضات مع أميركا ومشهد الامس ليس إعلاء لشأن حزب الله انما لشأن ايران على الساحة اللبنانية وكأن ايران تقول انه ما زالت لديّ القدرة الشعبية والتجييشية كي أقوم بالفوضى في لبنان ولن يستتب لكم امر اذا لم تتحدثوا معي".

ورأى الصايغ تناغماً بين رئيسي الحكومة والجمهورية وعندما يتحدث سلام يرتكز الى خطاب القسم والبيان الوزاري أتى ترجمة لخطاب القسم ومن المبكر ان نحكم على تجربة عون-سلام وننتظر ممارسة السلطة ولكن برأيي ان طبيعة الشخصين لا تفتش عن جماهيرية انما تريد إرضاء جميع اللبنايين وهما أتيا نتيجة تغيير في الإقليم وبموازين القوى وهذه نعمة نتيجة تقاطع بين الإرادة الشعبية اللبنانية والسياسية والإرادة الدولية العارمة مع تغيير موازين القوى في المنطقة .

وقال الصايغ:"رئيس الجمهورية كما رئيس مجلس الوزراء وصلا لحماية لبنان من كل التدخلات الخارجية ولإعطاء نموذج كيف تُحمى الاوطان وكيف تُبنى على أسس ومبادئ الشرعية، وسناعدهما كي تكون الحوكمة الصالحة في لبنان، وهذا يحمي لبنان ويمتّن الوحدة الوطنية ويعمّق القيم المشتركة، ولا ترف وقت للرئيس عون وهو مستعجل وسيذهب الى السعودية ويعود بإنجازات والدول اليوم لم تعد سخية انما ستحاسب لاننا في لبنان أسأنا التعامل مع الكرم العربي وتم العبث بالثقة ما ادى الى عزلة لبنان والانكفاء العربي والخارجي عن للبنان ولكن اليوم المعادلة تغيّرت والأساس ترميم الثقة مع المملكة العربية السعودية وبالنتيجة أصبحت المملكة لاعباً بين لاعبين كبار مع تغيّر موازين القوى عالمياً".

واعتبر الصايغ ان السعودية لا تريد شيئاً مقابلاً من لبنان انما ان تكون دولته سيدة حرة مستقلة شريكة في العالم العربي وجزءا لا يتجزأ من الأمن العربي القومي .

وقال في هذا الشأن:"للأسف ان بعض الحكام في لبنان قبلوا ان يكونوا "خزمتشية" عند من كان يمسك الوضع في لبنان الا اننا لم نقبل بفرض حلول علينا تكمل ممارسات الماضي وعندما رأى السعوديون ان هناك قادة في لبنان لديهم كلمة الحرة وموقفهم الجريء رأوا ذلك محل استحسان الى ان أتت اللحظة الزمنية كي يكون للموقف فرصة عملية لاعادة النهوض بالبلد، ولمن لا يزال يحنّ الى زمن مضى نقول ان الزمن الأول تحوّل وعيوننا ستكون مفتوحة ولن ندع أي انحراف لمسيرة إستعادة الدولة نحو مبادئ الحوكمة الصالحة التي نناضل من أجلها وقدّمنا من أجلها الغالي والرخيص وسنكون موجودين داخل كل وزارة ومركز قرار للمساعدة والمراقبة ونعتبر ان لنا في الحكومة 24 وزيرا والحكم لنا ولكل اللبنانيين وحصتنا حصة لبنان كله".
  
وأكد الصايغ اننا نريد للحكومة أن تنجز ولكن فلننتبه ان السلطة ستُلعب حسب الأصول الدستورية مع احترام فصل السلطات.
واعتبر ان إعادة الاعمار أولوية وكرامة الناس خط أحمر ولكن هذا لا يعني اننا سنوقف البلد من أجل إعادة الإعمار وكل وزير ضمن اختصاصه يجب ان يمرّر القوانين لاسيما تلك المتعلقة بالودائع والماليّة العامة مشيرا الى ان البيان الوزاري لم يضع روزنامة للاولويات باعتبار ان كل الملفات أولوية. 

اضاف الصايغ: "نريد شفافية كاملة في إدارة شؤون الدولة والمؤسسات والوزارات ونريد اضافة الى مطار القليعات تأمين فرص عمل لأبناء كسروان لاسيما من خلال مرافق المنطقة".
وطالب الصايغ بأن يُستكمل التدقيق الجنائي ولا يجب ان تكون خيمة فوق رأس أحد مذكّرا بأنه في حكومة سعد الحريري أُقرّت آلية للتعيينات الادارية وطُبّقت مرة أو اثنتين ولكنهم فضّلوا لاحقاً العودة الى الزبائنية والاستنسابية.

ودعا الرئيس عون ورئيس الحكومة الى حماية العهد بقوة سياسية داخلية تكون حاضنة وقال:" ان تحكم وتعيّن ناساً لا تفرضهم الاحزاب شيء وان تحكم ضد الاحزاب شيء آخر".

أضاف: "يجب ان نحكم بالـ"مع" لا بالـ "الضد" وهذا يشكل حماية حقيقية وأرغب رؤية أسماء لامعة تستقطب من قبل الوظيفة العامة في لبنان وأسماء سفراء يملكون طاقات ويجب تحرير الطاقة الديبلوماسية والا سنبقى في ادارة مقبوض عليها ومحكوم عليها بالفشل والتردد وأطلب أن تكون التشكيلات كلها من ذوي الكفاءات القادرة على مواجهة الاستحقاقات المقبلة دون ارتهان لأي شخص وأطلب من أن تحمي مسار العهد وان يكون الحاكم هو الحكم لا سياسة النكايات انما الجمع بين كل الاضداد ".