الصايغ من الشوف: لا خوف على ثقافتنا لانها متجذرة وعلينا تعزيزها بالمعرفة والانفتاح

اشار الدكتور النائب سليم الصايغ  الى ان"الخطر الذي نواجهه في الشوف هو الخطر عينه الذي يواجهه الدرزي والسني في هذه المنطقة".
قال الصايغ خلال مشاركته في خلوة مكتب طلاب وشباب إقليم الشوف في قسم الرميلة الكتائبي: "علينا جميعا اجتثاث اسباب الصراع المسيحي الدرزي لاننا لن ننجح في بناء مجتمع لبناني على الخصومة والضدية والخوف من الآخر، والحضور المسيحي في جبل لبنان الجنوبي له جذوره الضاربة في التاريخ بالرغم من ازمات عابرة لم تؤثر بطريقة حاسمة على دينامية العيش معا، فبعد احداث ١٨٤٠ تهجّر المسيحيون من المنطقة ومن ثم عادوا بعد حين لتتجدد الاحداث معهم عام ١٨٦٠. انما التاريخ وإن ذكر اسباب التهجير فإنه بقي صامتا حول اسباب العوده. عاد المسيحيون بسلام ولم يفرضوا وجودهم عنوة وإذ تغلب العيش معا فلأن في ذلك مصلحة مشتركة عند الدروز والمسيحيين. والمميز انه لم يكتف نظام  المصلحة بموازين القوى المعرضة للاهتزاز بل تعداها ليرتكز على القيم المشتركة مما اعطى للعيش معا في الجبل قيمة فضلى تطيب التضحية لاجلها من اجل الخير العام بدل ان تكون وسيلة تخدم اللحظة والفرصة". 
واشار الى ان احداث القرنة السوداء "ليست وليدة ساعتها فقديما دفنت الرهبنة المارونية ٣٠٠ راهب شهيد على التلة واطلقت عليها اسم "قرنة الشهداء" قبل ان تسميها السلطات الرسمية اللبنانية بالقرنة السوداء، وصحيح ان ابناء قضاء بشري فازوا بملكية القرنة في الصراع القضائي، ولو ان الطرف الآخر لم تعجبه نتيجة التحكيم القضائي غير ان الانزلاق الى القتل والدم لن يبدل في حكم القانون والتاريخ شيئا وربما قد يشعل مشكلة من نوع آخر تضاف الى كل ما نعانيه".
ولفت الى ان "لا احد يشعر بالآمان في لبنان فجميعنا يعلم من يسيطر هنا وهناك ومن يبيع ويشتري ارضا او بيتا هنا او هناك، ونحن نعرف الكثير عن المالكين الحقيقيين والوسطاء والمخاتير ورؤساء البلديات كما نعرف الكثير عن الملاهي والممنوعات ورعاتها وحماتها ولم يكن يوما السكوت عن هذه الامور من سياسيتنا وسنستمر في تصويب الامور مهما اخذت من جهد وصبر وهذا امر ينسحب على وقوفنا بوجه كل محاولة السيطرة على مشاعات البلدات في جرد جبيل بالتهديد والوعيد واستغلال بعض رؤساء البلديات والمخاتير الذين ينفذون رغباتهم غير مدركين للخطر الذي يتسببون به، نحن ندرك اننا مزروعون في هذه الارض، ووجودنا ليس صدفة".
اضاف: "نحن مجبولون بالصعوبة ولا تليق بنا الا الصعوبات، جميع شعوب المنطقة اندثرت الا نحن وهذا ليس صدفة كما مساحة لبنان الـ ١٠٤٥٢ كلم مربع ليست صدفة ايضا فهي حدود الاوقاف المارونية ويوم عرض على البطريرك الياس الحويك ان يضم وادي النصارى الى لبنان الكبير رفض قائلا: "لا وجود تاريخي لنا فيها. ان معنى لبنان من دور المسيحيين فيه ودور المسيحيين لا يستقيم الا بالحرية واحترام الاخر ".
واكد على ان "الكتائبيين اصحاب مشروع في هذا الوطن والانتصارات الانتخابية مهما كبرت تصغر امام الدور الذي اوكلناه لانفسنا وهذا هو المعنى ان تكون كتائبيا وهنا الصعوبة ان تستمر في الكتائب".
واشار الى ان " قوتنا ككتائب في حريتنا، ويوم تصبح الكتائب حزبا غنيا شككوا بها وبقراراتها، نحن احرار وقدرتنا على الحركة كبيرة وضخمة رغم حجم كتلتنا النيابية المتواضع، بحركتنا السياسية نحن ضمانة استمرار البلد".
ورأى ان من "واجبنا الاستمرار في "تقصيب" احجار بناء لبنان الجديد تماما كبناء منزل قبل الانتهاء من وضع خرائطه، احجار التنمية المحلية، والتعليم، والمؤسسات والشركات ومتى "يركب" النظام السياسي يكون بنياننا جاهز لان مستقبلنا وبقاؤنا ليس على الورق".
وذكر الحضور "مستقبل لبنان كتب من فريق كرة قدم اسسه بيار الجميل في ملعب فرن الشباك، وجلاء الانتداب لم يكن ليتم لولا شباب الكتائب وقوة عزيمتهم".
واكد ان هدفنا ان" يعيش المسيحي وغيره اذا ارادوا بكرامة وعزة نفس وما يلي ذلك تفاصيل يمكن تطويرها".
واعتبر ان" عمل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل يعزز القواسم المشتركة بين الافرقاء كلها تماما كما قال يوما الرئيس بشير الجميل: "هوجمنا كمسيحيين ودافعنا كلبنانيين واليوم كنا بالمس صنعنا الوحدة المسيحية وان نعلنها الى وحدة اللبنانيين الاحرار ".
وطمأن الحضور ان" لا خوف على الثقافة المسيحية رغم ان الثقافة الاقوى تطغى على الثقافات الاخرى، لكن هل من ثقافة عالمية اقوى من الشيوعية؟ الاتحاد السوفياتي لم يخسر حربا لكنه انهزم ثقافيا، ونحن شعب حرّ متمسك بقيمه ومبادئه وسننتصر لكن علينا تعزيز ثقافتنا وصقلها بالمعرفة والانفتاح".