الصايغ من الكفور: كل القوة التي افتخروا فيها كانت ضعفا وتدميرا للبنان وتحولت لعنة على أصحابها

أحيا قسم الكفور ذكرى شهدائه والرفاق الراحلين بقداس رأسه إلى جانب كاهن الرعية الأب ايلي خويري الأب جورج نخول وحضره النائب الدكتور سليم الصايغ، رئيس بلدية الكفور المهندس انطوان ابي صعب ومختار الكفور السيد ساسين دكاش ورئيس إقليم كسروان المحامي ميشال حكيم، البروفسور المحامي انطوان صفير، نقيب الصحافة الاستاذ جوزف قصيفي والاخصائي الاجتماعي فرنسوا أبي صعب ورئيس مكتب القوات اللبنانية في الكفور ومنسق التيار الوطني وحشد من رؤساء أقسام البلدات المجاورة. 

النائب الصايغ حيا أرواح الشهداء وأهاليهم معاهدا اياهم برفض الخوف والإحباط لان لدينا فائضا واقعيا من المحبة وليس فائضا افتراضيا من القوة والمحبة عبر التاريخ هي التي جعلت منا مجتمعا متماسكا منيعا قادرا على الصمود والمواجهة والارتقاء. 
وشدد الصايغ على أنه عندما يكون الوطن بخطر علينا أن نعمق فعل المحبة فيما بيننا لا سيما في العائلة الواحدة والبلدة الواحدة ومع أخوتنا في الوطن من خلال استقبال النازحين وهذا فعل محبة علمتنا اياه قيمنا وحزبنا. وتابع الصايغ، علمتنا قيمنا أن لا نضطرب يوم الشدة لأن الاضطراب من قلة الإيمان ونحن مؤمنون فلا اضطراب ولا خوف بل عزم وبأس والتزام بالقيم السامية ونمط حياة الحرية والفضيلة وكلها ثوابت حفرناها في قلب لبنان.

وتابع:" ما ينتظره منا الناس هو الاستعداد لليوم التالي الذي يؤسس لقيامة لبنان فزمنكم هو زمن القيامة للبنان وهذه القيامة ستتحقق معكم."
وأضاف:" ما حميناه اليوم في جبل هو نتيجة عمل بدأناه منذ زمن فهو لم يأت صدفة بل لأننا عرفنا كيف نعمل بالسياسة والسياسي هو من يحمي بعمله ونضاله وبخياراته السياسية ومن الاساس نحن رفضنا السلاح غير الشرعي ورفضنا الحرب وبهذه الطريقة نحن حمينا شعبنا وتبين في النهاية أن كل القوة التي افتخروا فيها كانت ضعفا وتدميرا للبنان وتحولت لعنة على أصحابها."
ورأى الصايغ أن الخيارات السياسية في الانتخابات النيابية هي التي أعطت أكثرية في مجلس النواب وهذه الاغلبية هي تقول في المجلس لا لخيار السلاح ولا لخيار الحرب بل نعم للبنان وللجيش اللبناني ونعم للكرامة اللبنانية التي يحميها القانون والدستور وهذا خيار شعبنا وفي الاستحقاقات المقبلة ومن خلال خياراتكم السياسية ستحمون ليس فقط مناطقكم لا بل ستحمون كل المجموعات الاخرى في الوطن وهذا هو النموذج الذي دفعنا ثمنه غاليا وسيضيئ على كل لبنان ومن لبنان على كل الشرق.
وختم الصايغ بالقول أن المسيحيين لديهم الدور الاكبر كما كانوا عبر التاريخ وحزب الكتائب لا يقاس بحجمه النيابي لا بل بدوره ووزنه وبات معروفا اليوم ما هو الدور الذي يلعبه حزب الكتائب والمطلوب أن يتعاظم هذا الدور في المستقبل. كما توجه الى الشباب في القوات والتيار والأحرار ومناصري النائب افرام مؤكدا لهم ان الكتائب جاهزة لتلعب دور جامع في البلدة وفي المنطقة ولنكون أذن وأعين الجيش اللبناني والقوى الامنية في ظل أزمة النزوح الحاصلة لمنع حدوث أي خطر أو أي اختراق. وبالتالي علينا أن تضع خلافاتنا جانبا ونعمل بروحية المحبة والحزم والايمان التي تُعيد جمعَ كل الناس. أكما وجه التحية للكنيسة المارونية التي تحتضن اليوم شهداءنا وشعبنا وهي التي تعطي المعنى القيمي والروحي لهذه الشهادة.

كما تحدث رئيس الاقليم المحامي الاستاذ ميشال حكيم الذي قال:"
مباركة هي الارض التي إلتحفت رفاة شهدائنا 
مباركة أرضك كفور كسروان لأن الشهيد انطوان المبيض والشهيد فرنسوا بلوز والشهيد سمير بلوز والشهيد جوزف قويق جعلوا منك شريكة بقافلة شهداء القضية اللبنانية، شريكة في القضية المقدسة التي قدم حزب الكتائب اللبنانية ثمن المحافظة عليها أكثر من ٥٦٠٠ شهيد على رأسهم فخامة الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل والوزير الشهيد الشيخ بيار امين الجميل والنائب الحبيب انطوان غانم. 

اليوم، نلتقي في هذه البلدة العزيزة، بلدة الكفور، لنرفع ستارة عن نصبٍ يخلد أسماء رجالٍ عاشوا بكرامةٍ ورحلوا بشرفٍ، لنذكر كلّ من يمرّ هنا أن الشهادة ليست عنواناً عابراً، بل رسالةً محفورة في قلوبنا وضمائرنا. هؤلاء الشهداء، أبناء الكتائب اللبنانية، هم من وقفوا في أصعب الأوقات، مؤمنين بلبنان حراً سيداً مستقلاً، وبذلوا أرواحهم لتبقى هذه الأرض شامخة عزيزة.

إنَّ حزب الكتائب، الذي انتموا إليه ورفعوا رايته، هو مدرسةٌ في النضال والتضحية، وقلعةٌ لم تلن أمام التحديات. الكتائب لم تكن يوماً مجرد حزب، بل هي رمزٌ للوطنية الصادقة، وهي التي ضحّت بأبنائها في سبيل الوطن، لترسم درب الحرية ولتثبت أن الدفاع عن لبنان واجبٌ يتجاوز المصالح الفردية والطموحات الشخصية. واليوم، نحن هنا نكرّم هؤلاء الأبطال الذين لبّوا نداء الواجب وتركوا لنا إرثاً من العزة والفداء.

يا أبناء الكفور، يا أهل الشهداء،
إنّ هذا النصب ليس مجرد حجر نقشت عليه أسماء، بل هو شاهدٌ على تاريخكم، على دماء الشهداء التي روت تراب هذه الأرض، وعلى الأمانة التي في أعناقنا جميعاً. عندما ننظر إلى هذه الأسماء، ندرك أن الوفاء للوطن لا يكون بالكلمات فقط، بل بالفعل، بالإخلاص، وبالاستعداد للتضحية. شهداؤنا الذين نسجوا بدمائهم راية لبنان تركوا لنا رسالةً، أن نبقى ثابتين على مواقفنا، أن نؤمن بحقوقنا، وأن نبني الدولة التي حلموا بها وضحوا من أجلها.

الكتائب اللبنانية حملت ولا تزال تحمل قضية لبنان، وهي تؤمن بأن بناء الوطن لا يكون فقط بالسياسة، بل بالدم الذي يُبذل وبالتضحيات التي لا تُنسى. شهداؤنا هم شهادةٌ على أن هذا الحزب وقف صامداً رغم العواصف، محافظاً على كرامة لبنان ورافعاً الصوت ضد كل محاولات السيطرة والانحراف عن المبادئ. نحن، كمؤمنين بهذا النهج، نجدد اليوم العهد بأن نتابع المسيرة، أن نكون صوت الحق وصوت لبنان، وأن نبقى أوفياء لهذا الإرث العظيم.


إنّ الوفاء للشهداء لا يكون في يومٍ أو مناسبة، بل في العمل المستمر على بناء دولة تحفظ كرامة المواطن وتؤمن له حقه في حياةٍ كريمة. دولة تتساوى فيها الحقوق والواجبات، وتعلو فيها مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. نحن هنا لنؤكد أن دماء الشهداء لم تُسفك عبثاً، بل هي الحافز الذي يدفعنا لنستمر، لنصمد، ولنبني لبنان الذي يستحقه أبناؤه.

وإذ نرفع الستارة عن هذا النصب التذكاري، نوجه تحية إجلال وإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار، الذين اختاروا طريق العزة والكرامة ووقفوا في وجه كل من حاول النيل من لبنان. إن دماءهم هي الأمانة التي في أعناقنا، ومسؤوليتنا اليوم أن نحافظ على هذه الأرض وأن نتابع المسيرة، معاً، جنباً إلى جنب، بروحٍ كتائبيةٍ أصيلة، نابعة من حب الوطن ومن الاستعداد للتضحية من أجله.

وفي الختام، نتعهد أمام هذا النصب وأمام الله وأمامكم جميعاً، أن نبقى أوفياء، أن نبقى مناضلين، وأن نبقى حراساً لهذا الوطن الذي نفتديه بالروح والدم. لبنان بحاجةٍ إلينا جميعاً، وإن أردنا أن يكون المستقبل أفضل، علينا أن نكون على قدر المسؤولية، أن نبقى كما كان شهداؤنا، ثابتين، مخلصين، ومحافظين على إرثٍ أرسوه لنا بدمائهم.

رحم الله شهداء الكفور، 
رحم الله شهداء الكتائب،
ورحم الله شهداء لبنان جميعا.
كما كانت كلمة لرئيس البلدية الاستاذ أنطوان ابي صعب الذي استذكر الرفاق والشهداء ونضالاتهم.