المصدر: Kataeb.org
الثلاثاء 26 أيلول 2023 15:51:30
أكد النائب الدكتور سليم الصايغ انه في كل مرة تُطلب منا مواقف عُظمى، ومواقف كيانية كالتي تحدّث عنها رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل، كل مرة نأخذ موقفًا كما حصل في الكحالة تجلي الكتائب الى مستوى الرسالة التي حملتها منذ 87 سنة، والشعب اللبناني معها، الحرّ، تراه واقفًا نفس الوقفة التي تقف فيها الكتائب من دون فلسفة، بكل بساطة وتواضع، ومحبة وشجاعة ووحدة موقف.
الصايغ كان يتحدث في خلال حفل تكريم عدد من الرفاق من أعضاء القوى النظامية خلال الحرب نظمه قسم كور الكتائبي بحضور النائب الدكتور سليم الصايغ ورئيس اقليم البترون جورج نجيم وعضوي المكتب السياسي الدكتور جورج يزبك وأرز فدعوس ورئيس القسم جورج جرجس وحشد من ابناء البلدة والرفاق
وقال: " أن لقاء اليوم هو على شرف المكرّمين الأبطال وعلى شرف القائد نعوم موسى ورفاقه الذي كان نموذجًا ومثالًا يقتدى به.
لم أكن أدرك حتى اليوم أن نعوم من "كور" لأنني كنت أظن أنه من كل منطقة من لبنان، لأنه لم يختصر نفسه ببلدة معينة ولا بالبترون، فكان يتواجد في بيروت وفي اي مكان آخر مهدد بخطر اعداء الحرية والسيادة والاستقلال، كان مثالًا للمقاوم اللبناني الذي جسّد بأخلاقه ونضاله وشجاعته المقاتل الكتائبي رحمه الله."
أضاف: " نستذكر عام ١٩٧٥ يوم الهجمة لتحويل لبنان الى وطن بديل من فلسطين، وعام ١٩٧٨ يوم الانزال الجوي السوري لكسر ارادة المنطقة اللبنانية الحرة، نستذكر جرح الشمال العميق، هذا الشمال الذي حمل جرح الوطن المنسي، جرح كل المواجهات العسكرية مع "الاشقاء" حتى نهر البارد ومسلسل الطغيان الداخلي من ابناء الوطن الواحد الذي ادى الى التهجير والتنكيل بكل ما حمل البطاقة الكتائبية، فالضربة كانت كبيرة وقاسية ولا يزال حزب الكتائب بالرغم من المصالحات الشمالية والوطنية يعاني من تداعياتها حتّى اليوم."
فإن هؤلاء المقاتلين وشهداء كور والمدنيين والكتائبيين سقطوا يوم الهجمة في كور لم يسألوا أسئلة سخيفة وتافهة وغير مهمة كما يفعل أصغر شخص بيننا عندما يريد أن يتكلّم بالسياسة والانتخابات.
وقال: "كان الأهم عندهم الدفاع عن البيت، و"الجلّ" ومساحة الكرامة لأن البيت و"الجلّ" كانا يمثلان كرامة الإنسان وحريته، فعظمة المقاتلين كانت ببساطتهم.
واضاف: "بيار الجميّل مؤسس الكتائب اللبنانية، أسّس أعظم حزب في الشرق، فمن خلال بساطته، كان يملك الحكمة والوداعة والتواضع والشجاعة، وهذا لا يفهمه من لا يتمعّن بكتب التوراة وبتعاليم الإنجيل، ومن هنا غرس بيار الجميّل القوانين والشعارات التي سمحت له بتأسيس حزب شعاره: "الله، الوطن والعائلة"، فلم يتفلسف بيار الجميّل، ولكن حمل العصب الاصيل والألم الوجودي، وعندما كان العصاة يحاولون التعدّي على مناطق الحرية في لبنان كان دائمًا في المواجهة.
أردف قائلًا: "المقاتلون تبعوا بيار الجميّل ورفعوا علم الكتائب، ولا يزال أهلهم يؤمنون بالقضية نفسها، وبالطريقة نفسها، حربنا هي حرب سهلة فهي بين الخير والشرّ، فكل مرّة كانت الكتائب واللبنانيون الأحرار امام خيار صعب انما خيار واضح كان تفوقهم في قدرتهم على التمييز بين الحق والباطل، والسر هنا في حريتهم التي عرفوا ان يحموها دائما بقوتين لا تقهرا: معرفة القيم والالتزام الثابت. هكذا كانوا ينتصرون."
وقال: "هذه هي الكتائب" فتبقى مرفوعة الرأس بالرغم من كل الخلافات الصغيرة والضيقة التي تقسمنا في بعض الأوقات، وبالرغم من كل الكيدية والحسابات الشخصية تبقى مرفوعة الرأس، فعندما تدخل أي ضيعة مثل "كور" وترى وجوه أهلها، قادرة أن تتطلّع بأعينهم من دون أن تستحي."
وتابع: "من يقول "نفسي حاضرة يا ربي حتى الشهادة"، يجب أن يكون حاضرًا بمستوى هذا الحضور، ولا يخاف من شيء، ونحن نفسنا حاضرة، وفي حال نسينا لو للحظة أن نفسنا حاضرة، نتطلّع الى صور المقاتلين والشهداء المعلّقة في كل قسم كتائبي في لبنان، في صور البشير، وبيار، وانطوان، وجوزيف، والاف غيرهم من العظماء، نردد كما يردد رفاقنا اليوم بالذات، في فرن الشباك في ذكرى استشهاد النائب أنطوان غانم ونردد: "يا ربي، نفسي حاضرة"."
تابع: "عندما نتكلّم في السياسة، كل شيء يهون ونحن قد نخطئ مرات في السياسة، ولكن ولا في اي مرة نخطئ بالوطن والكيان، لأننا عبر تواصلنا معكم ايها الابطال، نبلغ الحقيقة الجوهرية حيث الصفاء التام ونقاء القلب والدعوة الدائمة للتجاوز والانبعاث، هذه الحقيقة التي لأجلها كرّسنا أنفسنا، فالتواصل معكم متواصل حي وثماره وفيرة وغزارته لا تنضب."
واضاف: "اليوم المناسبة عنفوانية والوقفة المطلوبة هي وقفة منبرية ولكننا حاضرون لوقفة محبة وعنفوان، والسرّ في استمرارية وقفتنا اليوم استمرار الأجيال في هذا الحزب والعمل سويًا. "
وقال الصايغ: "ما أجمل أن أجلس مع رالف صهيون في البيت المركزي في الصيفي، ورالف هو ابن شقيق بطلنا الذي نوجه له تحية في أستراليا إدمون صهيون، بطل معركة شكا مثل أبطال كور وكثر من أبطال البترون الذين قاتلوا لمنع التوطين الفلسطيني والوطن البديل".
وأضاف: "التاريخ والقصة المحكية والرواية التي نحبكها تُسمّى في علم السياسة "السرديّات"، لكن هناك حكاية نريد أن نسردها لكنها لا تأتي من فمٍ واحد، بل كل واحد منّا يكتب سطرًا فيها وكل واحدٍ منّا يرويها بدم الشهادة ودموع القهر والعذاب وببريق العين وكلّها أمل بالمستقبل، وهذه قصّتنا اليومية في الكتائب".
وتابع: "لا قائد مُلهم بالنسبة لنا في الكتائب بل قادة وقياديون، زلم وليس أزلام وكلّ منّا مؤهل لأن يكون بيار الجميّل، بشير الجميّل، سامي الجميّل، وكلّ واحد منّا مؤهل لأن يكون جورج سعادة، إدمون رزق ولويس أبو شرف، وكلّ أبطالنا وكل الكتائبيين مؤهلون ليكونوا كبارًا على عرش المجد والعظمة، وإذا لم يكن لصغيرنا طموح أن يصبح كبيراً سيبقى مشروعنا صغيرًا، لكن الكتائب تحضر الجميع لكي يصعدوا إجتماعياً ووطنيا على غرار الاساتذة لويس أبوشرف وجورج سعادة اللذين تحملوا اعلى المسؤوليات".
وأردف الصايغ: "الهدف الذي استشهد من أجله أبطالنا أو ناضلوا من أجله ليس من أجل امتيازات سياسية، بل قاتلوا من أجل القضية ولبنان، والكتائبي إذا تعملق سيصبح عظيماً وإن لم يكن كذلك لن يكون كتائبياً وقضيتنا بكل بساطة هي القضية التي سلّمنا السيّد المسيح، الذي أتى ليحرّرنا وأقام عهداً جديداً، وحررنا من كل الأفكار الموروثة والبالية وقال للإنسان إنه أصبح حرّاً، وبالتالي لن نرجع عبيداً في القرن الواحد والعشرين".
وأضاف: "اللبنانيون وأوّلهم الموارنة صمدوا وقاوموا ليبقوا في هذه الأرض ودافعوا عن حريتهم، لأن الكرامة تبقى مفهوماً مجرّداً وقد تبقى مُقيّدة إن لم يكن لديها فضاء تخرج إليه وبالتالي حقوق الإنسان تحتاج إلى الحرية، وقضيتنا في لبنان هي الحرّية، حرّية المعتقد وحرّية التعبير، والبطريرك الحويك أقام لبنان ليكون مساحةً للحرية في هذا الشرق وهذا تماماً هو المشروع الذي كرّست نفسها من أجله الكتائب، وبالتالي لدينا الحرّية الكاملة للإختيار والتمييز بين الخير والشرّ، والحق والباطل، من هنا يأتي التزامنا مثل التزام المؤمن بدينه، ونحن نربّي "صبايا وشباب" يعرفون كيف يكونوا أحراراً وأيضاً ملتزمين وهذه مدرستنا في الكتائب".
وقال: "الديمقراطية هي حرّية أيضاً، والديمقراطية تُغني حزب الكتائب وتسمح للتطوّر والتقدم في الحوار والتواصل بين الأجيال الكتائبية داخل الحزب، وكل ما نقوم به يكون بفرح كما النضال الكتائبي الذي نقوم به بفرحٍ أيضاً".
وتابع: "كنّا نذهب إلى الجبهات ونعيش بفرح بين بعضنا البعض، وهذا ما نسمّيه فرح القضية، ويجب أن نستعيد معاني الفرح لأن الكتائب والنضال والمقاومة جميلة، وفرحتنا نعطيها على مذبحٍ واضح وقضيتنا ملموسة وهي تجسيد لنضال عمره 1500 عام".
وأضاف: "يجب أن نكون "جيّدين بحق أنفسنا" ليذكرنا أجيال المستقبل وإن لم نكن "جيّدين بحق أنفسنا" حتى الكنيسة لن تذكرنا، وفي كتاب المجمع الماروني على سبيل المثال تحت الضغط لا يتحدث بكلمة عن الـ 6000 شهيد الذين افتدوا حياتهم من أجل لبنان، بل تحدثوا عن الخلافات المسيحية التي أدّت إلى تدهور الوضع المسيحي، لكن اليوم نفتخر بما تقوم به الكنيسة وخاصّةً بالبطريرك الراعي الذي افتتح "متحف الإستقلال" الذي يُجسّد تضحيات 6000 شهيد، وقال حينها: "ماتوا لنحيا لولاهم لما كنّا"، وهذه الروح التي نفتخر بها".
قدّم الحفل الشاعر جون اللقيس ومن ثم كانت كلمة لرئيس الاقليم جورج نجيم الذي نوه بمناقبية ابناء كور ونضالهم الكتائبي الطويل، مؤكدا ان من كور كانت قيامة الحرية وفيها نخشع لشهدائنا الأبطال وحيّا كلًا من القادة نعوم موسى ولحود موسى وكلّ الرفاق في القوى النظامية في قسم كور. وشدّد على أن الأجيال الكتائبية تفتخر بكل التضحيات التي بذلت.
وألقى كلمة المكرّمين الإعلامي الرفيق جهاد جرجس الذي ذكّر بأهداف النضال الكتائبي الذي يجب ألا تضيع بوصلته، داعيًا إلى تنمية الديمقراطية
وفي الختام وزّع وسام الحرب على كل مقاتل إضافة إلى الشهادة التقديرية بحضور رئيس مجلس التكريم والمراسم بول طرزي ورئيسة قسم الحدث الرفيقة بسكال كرم التي نوّهت بنضال الرفاق.