الصايغ: نحن بحاجة إلى تحرير الجمهورية من المسيطرين على قرارها ونريد رئيسًا يواجه الفساد وسيطرة السلاح غير الشرعي

اشار النائب د. سليم الصايغ الى ان من الضروري تشكيل الحكومة لانتظام المؤسسات، معتبرًا ان المسؤولية لا تقع على الوزراء انما على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف فإما يجب الدعوة لاستشارات جديدة او على الرئيس ميقاتي ان يبادر أكثر بموضوع تأليف الحكومة.
الصايغ وفي حديث لـ "الحكي بالسياسة" عبر صوت لبنان 100.5، قال:" المثير للجدل اليوم هو العدمية الدستورية بشكل ان من كتب الدستور لم يتصوّر ان نصل الى الاستحالة في انتاج حكومة ورئيس جمهورية، ونحن نقول ان الانتخابات الرئاسية يجب ان تحصل بموعدها ويجب عدم التشكيك بحصولها، ولكن خوفي من ان نصل الى غياب اي شرعية والاحتكام لشرعة الغاب والقوة المادية او القوة المسلحة، فالاستحقاق الرئاسي هو الاهم ويجب اعادة هيكلة وهندسة الساحة السياسية في لبنان، فكثر يعتبرون ان هناك نوعًا من الفوضى بالتموضعات السياسية والاهم ان تعلن كل الكتل عن مواقفها بطريقة واضحة".
وتابع:" لن نعلن عن تصورنا اليوم احتراما لكل اللقاءات والتكتلات وتحشيد القوى لاننا نريد ان نبلور سوية هذه الخصائص لانتاج الرئيس المطلوب، اما اليوم فنحن من دون اي شك نريد رئيسًا يقطع بطريقة واضحة مع تصرفات العهد المنصرمة ويقوم بعكس ما قام به العهد الماضي، ونسعى لتوحيد كل القوى السياسية التي تفكر مثلنا اذ علينا اختيار رئيس لديه طعم ولون ورائحة ونحن مؤتمنون على الارث الذي بين يدينا ونسعى مع كل القوى من ضمن فريق المعارضة ان نبني ونرمم الوحدة الضميرية لاننا بحاجة لتحرير الجمهورية اللبنانية من المسيطرين على قرارها".
وردًا على سؤال، قال الصايغ:" نحن في قلب المواجهة مع قوى اخرى لاسيما القوات اللبنانية ونقول انه يجب المواجهة، ونحن خضنا الانتخابات النيابية على اساس هذه المواجهة وقبل الانتخابات كنا في اساسها وبعد الانتخابات كذلك فأتت هذه المواجهة بثمار كثيرة اذ اعدنا التوازن الى مجلس النواب واصبح شبه مستحيل ان يضع احد يده على المجلس".
وأضاف:" نريد رئيسًا يواجه الفساد وسيطرة السلاح غير الشرعي على قرار الدولة وهذا لا يعني ان الرئيس يجب ان يكون استفزازيا وان يكون جاهزا على رفع التحدي الى مستوى القضية والتوجه، وهذه اللحظة هي لحظة مواجهة ريثما يتم هيلكة الساحة البرلمانية وان يتم بناء قناعة مشتركة عند الجميع ان احدا لا يمكنه الاستقواء على الجميع".
وشدد على ان سلاح حزب الله يشكل خطرًا على لبنان لانه يحتكم لمنطق اللادولة وهو ليس بيد الطائفة الشيعية انما بيد الحزب واصبح غطاء لتعطيل الدولة فالسلاح في وجه العدو مبارك أما استخدامه للتعطيل فهو خطر على التماسك الوطني والوحدة الوطنية، مضيفًا:" نحن اليوم بلحظة تاريخية لم يعد يجوز فيها ربط النزاع وتضييع الوقت لذلك يجب الذهاب الى حل حقيقي".
وتابع:" حزب الله يجب ان يبني قناعته انه أتى برئيسه الحلم اي الرئيس ميشال عون، فإذا كان راض عن هذه النتيجة ليقوم بمعركة دستورية برلمانية للاتيان بنسخة طبق الاصل عن عون، ولكن هذا الامر لا يناسب اي لبناني اليوم ولهذا السبب ننادي بإعادة هيكلة الساحة البرلمانية لانضاج حل يأتي برئيس يقنع الجميع لان استكمال المسار السابق لم يعد ينفع، وبمعنى آخر بقاء منظومة السلاح والفاسد هي القابضة على البلد لا ينفع والخيارات ستكون مفتوحة لاننا لن نقبل بمثل هذا الموضوع ولو أخذنا الى خيارات قد تكون جذرية ولن نقبل بأن تنتقص حريتنا والا يحترم الدستور".  
وردًا على سؤال حول المبادرة الرئاسية التي طرحتها "قوى التغيير"، اشار الى ان الكتائب اطلع بشكل عام عليها ولا بد لهذه المحاولات ان تتحقق، مضيفًا:" لا فرق بالتوجهات مع الكتائب اما بالتكتيك السياسي فالبعض يرى انه يجب البحث عن الرئيس الوسطي الآن والبعض الآخر يعتقد انه يجب التمهل وانتظار حتى استتباب الساحة، الطرحان مفيدان وكحزب كتائب موقفنا جذري وواضح ومنذ ان واجهنا التسوية ومفاعيلها ثم  انخراطنا في الثورة قبل واثناء 17 تشرين حتى الانتخابات كل ذلك يشير الى مسارنا الواضح وهذا هو المطلوب اليوم ولكن هذا لا يعني اننا ضد اي تحرك او مبادرة ونحن في مرحلة الاستكشاف ولكن لدينا بعض  المآخذ على نقاط من المبادرة تعالج بالحوار".
وعن مواصفات الرئيس القادم، شدد الصايغ على ان الرئيس يجب ان يكون لديه قدرة على المواجهة وامكانية بلوغ الآخر ومقبول من الجميع.
وتعليقًا على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قداس شهداء المقاومة، رأى الصايغ ان جعجع تحدث عن المبادئ العامة وليس تكتيكا سياسيا فهو اراد ان يقول برأيي انا استولدت العهد وانا سأستميته.
وعن العلاقة المستجدة بين القوات والكتائب، قال:" ظهر في مجلس النواب سابقًا عدم التنسيق كما يجب ما يهدد بالسماح بإعادة سيطرة النهج القديم واذا نحن كقوى سياسية منظمة لم نقم بهذا العمل ووجدنا القواسم المشتركة التي على اساسها يجب ان نعمل يعني اننا مسؤولون عن عدم الانجاز في موضوع الاستحقاق الرئاسي وهذا الاساس، وكل طرف لديه تجاربه وعمق الجراح الموجودة ولكن نحن نبحث عن الغد والواجب الضميري يحتم علينا ان نكون صادقين في هذه العملية لانه اذا لم ننجز ستضرب الثقة في آخر ما تبقى من قوى سيادية في لبنان".
وردًا على سؤال، اعتبر ان اول عدو لحزب الله هو حزب الله نفسه لانه ضرب بيده القيم التي ينادي بها  فغطى ملفات الفساد وسوء الادارة والاداء السياسي وبالنتيجة هو كان عدو نفسه، مضيفًا:" خوفي من ان يكون لبنان وحزب الله تفصيلا صغيرا لدى الغرب الذي عقّم امال الناس وخدّر الشعب اللبناني بوعود واهية وراكم على جريمة مرفأ بيروت بجريمة اخرى وهي اللامبالاة".