الصايغ: وجود اللبنانيين في استراليا عامل اطمئنان للمجتمع الأسترالي.. وللمغتربين: حافظوا على ما تبقى من لبنان!

أكدّ النائب الدكتور سليم الصايغ أن زيارته لأستراليا عنت له الكثير بحيث شعر أنه في لبنان وبين أهله وتوجه في البداية ضمن برنامج "حكاية الانتشار" عبر صوت لبنان 100.5 بالتحية الى الرفاق في استراليا وخصوصًا الرفيقة لودي فرح أيوب التي ساهمت والرفاق بإنجاح زيارته الهادفة لتثبيت وترتيب أكثر فأكثر البيت اللبناني في استراليا.

وقال: "عندما وصلت المطار، شعرت بالعودة الى الجوّ اللبناني الحقيقي، جوّ القرية اللبنانية المُشبع  بالأصالة والنخوة والمحبة، فالناس تركت أشغالها وعائلاتها للتوجّه الى المطار والترحيب بالضيف، وهذا المشهد لن يُمحى من ذاكرتي أبدًا وهذا هو لبنان الذي نحبّه.

وتابع: "قلت للجالية اللبنانية في استراليا أنني وجدت لبنان بداخلكم والذي لم أقله أنني وجدت فيكم لبنان والقيم التي بدأنا نخسرها في وطننا، فلاحظت مدى أهمية لبنانيي  الانتشار في المحافظة على القيم الانسانية والاجتماعية والوطنية ومنها التماسك الإجتماعي والعائلة واللغة اللبنانية والعادات والتقاليد الجميلة بحيث هناك أكثر من 6 مدارس مارونية في سيدني تُعلّم الأولاد اللغة العربية وهذا ما لم أراه في بلدان أخرى."

ولفت في حديثه الى أن "المفارقة أن أغلبية اللبنانيين في استراليا بنوا بيوتًا في لبنان على الرغم من أنهم يزورونه في الصيف فقط، ولاحظت الإحترام والتقوى والتعلق بالديمقراطية والمواطنية فجمعوا افضل ما في لبنان وافضل ما في استراليا".

وقال: "بالرغم من أنهم يعيشون في "الغرب" فأستراليا لا تنتمي سياسيًا الى "الشرق" فهي حالة قائمة بحد ذاتها تتمتع بالحداثة والتقدم اضافة الى غلاء المعيشة فيها فاللبنانيون بذلوا جهدًا كبيرًا للوصول الى ما هم عليه اليوم ولكن أغلب من هاجروا الى استراليا حملوا معهم وجعًا كبيرًا بعد التنكيل بقراهم خصوصًا في مناطق الشمال وجبيل وكسروان والمتن."

وأضاف: "أهالي الشمال "خزان المقاومة اللبنانية والجيش اللبناني" اعتبروا أن مشروع الدولة ومشروع "البطريرك الحويك للبنان الكبير" انكسر على حياتهم وعلى حياة أهلهم فلملموا هذا المشروع والذاكرة المبعثرة وأظهروها في الإغتراب."

وأشار الصايغ الى أن "جبران خليل جبران تحدّث عن "الأجنحة المتكسرة" وأنا اتحدّث عن "الذكريات المتكسرة" التي وضعوها في "خزانة" سمّوها لبنان"

ولفت الى أن "الكنائس حملت اسم لبنان ولمار شربل كنائسه وكذلك للقديسة رفقا وقمت بأكثر من سبعين لقاء وزيارة خلال 18 يوم ولاحظت أن اللبنانيين يحبون استراليا التي حافظت على كرامتهم الإنسانية بحيث بنوا ¾ سيدني بكفائتهم ومهارتهم وكأنهم يبنون "لبنان صغيرًا" مثل ما يحبونه."

وقال: "لدينا عدة مطارنة في استراليا والمهم في الموضوع أنهم حافظوا على الروح وفهموا أن القرية هي الحضن الذي يحضن العائلة والعائلة هي الحضن الذي يحضن الإنسان، واعتبروا أن استراليا هي قريتهم وعائلتهم وهذا سر لبنان الذي يتميز بالتماسك العائلي الذي تحدث عنه شارل مالك فعاشوا ببساطة دون فلسفة مثل ما ورثوها من أهلهم."

وأشار الى "ان بساطة الفلاح اللبناني هي سر قوته وقوة لبنان حيث بعد أن جنى الأموال لا يزال متواضعًا وبسيطًا وهذا ما تأكد لي عندما وجدت هذه الروح  في استراليا."

واعتبر الصايغ أنه "عندما تكون النفس حاضرة يكون الانسان قادرًا على الحب والعطاء دون أن يقوم بأي جهد على الرغم من أنني أستاذ جامعي وعلي تحضير ما أقوله مسبقًا ولكن في علاقتي مع الوطن لا يعد هناك تخطيط أو تصميم للكلام."

كما أكدّ أنه "شعر لحظة وصوله بأنه عندما يكون اللبناني في بلد الإغتراب يكون هناك "ايقونات حيّة" في الجالية اللبنانية ونماذج للنجاح رائعة وأشخاصًا معطائين يحبون عائلاتهم وأولادهم وأحفادهم"

وقال: "زرت لبنانيين مقعدين أصروا على لقائي لأنهم يريدون اخباري عن لبنان فهم ذخائر هذا الوطن فلا يوجد الّا الحب الذي يعيد بناء لبنان لأن هذا البلد ليس جغرافيا فقط انما مساحة حب والذي يسمح للمغترب اللبناني أن يعود ويبني منزلًا له في لبنان هو تعلقه بهذا الوطن."

كما لاحظ الصايغ "التواضع لديهم عندما التقى بشخص لمرتين جاء الى الفندق لملاقاته وهذا الرجل الذي يملك مئات الملايين من الدولارات بدا أنه رجلًا كريمًا وهو من يريد طلب الخدمة منه وكأنه شاكرًا نعمة الرب بأنه جالسًا معه على العلم أن الجميع يقفون بالصف لأخذ منه موعدًا."

وأكدّ على أن "البيئة في استراليا ودولة القانون والتربية الصالحة ساعدت الجالية اللبنانية أن يكونوا مبدعين ومتميزين ومتواضعين ومتقدمين بنظافة."

كما لاحظ "نظافة الكف" والأخلاق عند شباب لبنانيين لا يعرفون لبنان يتمتعون بروح نظيفة وتربية صالحة وما يميزهم تحملهم للمسؤولية وهذا ما نطوق اليه في لبنان.

وقال الصايغ: "في استراليا  خلاف اجتماعي كبير في الخيارات لا سيما فيما يتعلق بالعائلة والتماسك الإجتماعي والعائلي وزواج المثليين، لذلك شجعت الشباب اللبناني على الحفاظ على مقدسات العائلة."

وتابع: "لاحظت أن للبنانيين دور كبير في المجتمع الأسترالي ويدافعون عن قيم لبنانية أصيلة تحافظ على حقوق الإنسان  فاللبنانيون في استراليا يشكلون عامل اطمئنان وثبات للمجتمع الأسترالي"

وأضاف: "نحن في حزب الكتائب اللبنانية فريق عمل متكامل واقدّر ما قامت به الرفيقة لودي وفريقها الذي سمح لي التواصل مع أكبر شريحة من الناس على مختلف انتمئاتهم السياسية والمتابعة من قبلها نجّح زيارتي لأستراليا كما استطاعت في اللقاءات اظهار الروحية التي نعمل بها في حزب الكتائب وفُتح لنا المجال بأن نكون على حقيقتنا."

واعتبر الصايغ أن "من يزور استراليا ويعود الى لبنان يترك جزء منه هناك ونتمنى أن يكون هناك زيارة ثانية الى أهلنا هناك".

وعن أهداف زيارته لأستراليا، قال الصايغ: "الهدف الأول كان الإطلاع على أوضاع الجالية اللبنانية، فالزيارات لا تكفي ولدينا الكثير من المناصرين والحزبيين فكان الهدف التحدّث مع المحازبين وبناء تواصل مباشر."

وتابع: "بالإضافة، كان الهدف ملاقاة اللبنانيين على مختلف انتمائاتهم السياسية والمميز أنهم طالبوا بلقاءات فردية منفصلة عن اللقاءات العامة فاجتمعت مع كل الأحزاب المعارضة وغير المعارضة وتحدثنا عن وضع لبنان."

وأضاف: "الهدف الثالث من الزيارة كان لقائي برجل رؤيوي هو المطران طربيه  الذي استطاع ان يوحد الجالية اللبنانية في أستراليا على تنوعها فغدت موحدة متناغمة مع الفكرة اللبنانية الأصلية والمشروع اللبناني ليكون النموذج لكل الجاليات في العالم وفي الوطن الأم وهذا ما لمسته هناك."

وقال: "لاحظت التضافر والحماس للمجيء الى تلك اللقاءات التي قمت بها اضافة الى أن خطابنا هو خطاب وحدة، حق، عدال، مساواة، حرية، استقلال وسيادة فلمست الوحدة لدى الجالية اللبنانية على الرغم من خلافاتهم السطحية وهذا ما عمل عليه المطارنة ورجال الدين المسلمين.

وتوجه الصايغ بدعوة للمغتربين قائلًا: "لا تتبعوا لبنان بل كونوا نموذجًا له لأن النماذج في هذا البلد متكسرة ومبعثرة، فاذهبوا واعطوا النموذج الحقيقي لبلدكم واعملوا مصلحة أشغالكم وعائلاتكم وتوحدوا على أساس ارادة العيش معًا والمصلحة المشتركة وهكذا يكون لبنان وطن الرسالة."

 واضاف: "عليكم أن تحملوا رسالة لبنان وتنشرونها في بلاد الإنتشار."

وشدّد الصايغ على أن "حزب الكتائب هو حزب "الوقف" والقيم اللبنانية على أرض لبنان وفي العالم"

وعن لقائه بالمؤسسات الإعلامية، لاحظ "وجود صحف لبنانية على الرغم من الأزمة العالمية للصحافة وهذا بالفعل شيء مميز."

وعن اطلاق كتاب "الرئاسة المقاومة" للرئيس السابق أمين الجميّل، قال: "من أدخلني عالم السياسة من بابه الواسع هو الرئيس أمين الجميّل، ذاك الرجل الذي لم يأخذ حقه بالحقيقة انما ضُرب حقه وانظلم فالذي ميّز زيارتي هو تمثيلي الطبيعي لهذا الرجل من دون أي تكليف منه كما لاحظت أن هناك الكثير من الأشخاص كان لديهم مآخذ على الرئيس الجميّل تاريخيًا ولكن كانوا متمتعين بسردي لتجاربي معه واعتقد ان الاثر كان صادقا وعميقا."

وختم الصايغ برسالة الى المغتربين: "لكم الحق بأن تغضبوا من لبنان وتنتفضوا ولكن كونوا على علم أن في لبنان أشخاصًا يشعرون معكم ويقومون بالمستحيل حتى تعودون الى هذا البلد بكل كرامتكم فلا تتخلوا عنهم وحافظوا على ما تبقى من لبنان."

بدورها أشارت رئيسة إقليم أستراليا الكتائبي لودي فرح أيوب لـ"حكاية الانتشار" إلى أن اللبناني يتميز بتواضعه أينما ذهب ولديه براءة أيضا"، لافتة إلى أن شباب الجالية اللبنانية يذهبون إلى الكنيسة ويتزوجون باكرًا، وبالتالي ما زلنا نعيش في القرية، لان العادات والتقاليد اللبنانية ما زالت موجودة بداخلنا". 

وتابعت: "يوجد لدينا رجال أعمال لبنانيين وهناك أيضا رجال دخلت في السياسة الاسترالية من خلال المشاركة بالبلديات، ومن جراء ذلك يحققون نجاحًا باهرًا".

وأضافت: "لدى اللبنانيين وفاء لبلدهم لبنان حيث انهم لم يضيعوا بين الهويتين الاسترالية واللبنانية، وساهموا ببناء أستراليا وتقدمها، وكحزب الكتائب نحترم كثيرا هذا البلد، لانه ساهم بإعطائنا فرص العمل والتألق". 

وشددت على أنه "قمنا بتربية اولادنا على حب الوطن، ولا نستطيع أن ننسى لبنان لأنه وقف الله على الأرض، فاللبنانيون من أصل أسترالي لديهم حنية إلى لبنان كثيرا".

وعن زيارة البطريرك الراعي، أكدت أن الزيارة كانت زيارة رعوية ولكن في نفس الوقت كانت تاريخية بامتياز، لافتة إلى أن "هذا الفضل يعود إلى المطران انطون شربل طربيه، لانه نظم جدول الزيارة حيث كان التنظيم من أرفع المستويات".

وأشارت إلى أن" البطريرك الراعي كان قائدا وطنيا وروحيا بإمتياز، حيث تحدّث عن مشاكل لبنان والمنطقة واعطى الحلول لمشاكله، وعمل أيضا على دعم المدارس في لبنان".

وأضافت: "اللبنانيون في استراليا فرحوا كثيرا بزيارته، حيث ترك أثرا وفراغا مثل النائب د. سليم الصايغ، فاللبنانيون فرحوا بزيارة سعادته كثيرا وبالتالي كانت زيارته لنا جدا رائعة، حيث اجمتع مع مسؤولين سياسيين ورجال الدين، لانه رجلًا معتدلًا ومنفتحًا".