الطلاب الى المصير المجهول

بعد أشهر من العطلة القسرية... مجددا المصير المجهول ينتظر الطلاب!

فقد اعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب أنّ أمامنا مرحلة صعبة لمتابعة العام الدراسي الذي سيتقرّر شكله التعليمي بحسب المؤشر الصحي لكورونا، وفي وقت اوصى فيه وزير الصحة حمد حسن لجنة "كورونا" الحكومية بإمكانية الإقفال العام لمدّة أسبوعين أسوة بالعديد من الدول الأوروبية التي شهدت نفس السيناريو قبل حدوث الكارثة وذلك بسبب ارتفاع عدد الإصابات أخيراً.

وفي حين تجاوز عدد الاصابات المسجلة بفيروس كورونا يوم امس الألف، قبل 10 ايام من الانطلاق الرسمي للعام الدراسي المقرر في نهاية الشهر الجاري، يبقى السؤال الاساسي لدى الطلاب وذويهم ومعلميهم: ماذا نفعل؟

هل ندفع الاقساط؟ هل نشتري الكتب واللوازم المدرسية؟ ماذا عن الكهرباء والانترنت في ضوء التجربة المريرة على هذا المستوى بالنسبة الى التعليم عن بعد؟!

الموقف الموحد!

فقد اشار الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب بطرس عازار الى ضرورة حصول تفاهم بين اعضاء الحكومة – وان كانت تصرّف الاعمال- حول هذا الموضوع، منتقدا بشدة المواقف المتناقضة التي صدرت بالامس عن وزير الصحة الذي دعا الى الاقفال في حين ان وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي الذي اعتبر ان المجتمع اللبناني ليس لعبة بين الايدي ليخضع اسبوعا للاقفال وآخر لاعادة الفتح.

واوضح عازار في حديث الى وكالة أخبار اليوم" الى ان المدارس تنتظر ليس فقط ما سيصدر عن وزارة التربية، بل ايضا ما ستقرره الحكومة بالنسبة الى الاقفال، متمنيا الا تكون المدارس "فشة خلق" او "مكسر عصا"، فتلتزم وحدها بالاقفال في حين تستمر باقي القطاعات بالعمل بشكل طبيعي، الناس على الطرقات، وتظاهرات ... وكأن لا كورونا!

واضاف: لذا يفترض ان تتوحد مواقف وزراء الصحة والتربية والداخلية ، والا سندخل في متاهات ومشاكل مع الطلاب والمعلمين وادارات المدارس، سائلا:  ماذا لو كان موقف وزير التربية مختلف عن قرار وزير الداخلية كما رأينا بالامس بين فهمي وحسن؟! لذا نطالب الحكومة بان تتخذ القرار الواحد الموحد.

للمدارس الخاصة خصوصيتها!

وردا على سؤال، شدد عازار على ان المدارس في القطاع الخاص لها خصوصية ويجب احترامها، متحدثا عن تعدٍ دائم على حقوقها من قبل المعنيين في الدولة، قائلا: لا يساهمون معنا في تسديد رواتب المعلمين ولا في دعم الاهالي لدفع الاقساط المدرسية، ولا يعملون على كف الحملات على المدارس الخاصة... فكيف يمكننا ان تستمر؟! وتابع: الدولة توزع المساعدات يمينا ويسارا، ولا يصل منها الى من هم بحاجة الا القليل.

وفي الموازاة، شدد عازار على ان المدارس الكاثوليكية اتخذت كل الاحتياطات الصحية تحضيرا للعام الدراسي، وهي على اتم الاستعداد لانطلاق هذا العام، لكنها في المقابل تطالب الدولة بتأمين الاستقرار السياسي والاعلامي والانترنت والكهرباء، وتساعد المدارس في كلفة التعليم .

وختم: لا نريد ان نعرّض احدا للوباء... لكن شرط ان يكون الاقفال تاما وشاملا للجميع!