الطوفان والإسناد ... هزيمة واحدة في حربين

اليوم الثامن من تشرين الأول 2025، الذكرى الثانية لحرب "الإسناد والمشاغلة" التي شنَّها "حزب الله" لمساندة حركة "حماس" في حرب "طوفان الأقصى" التي مرَّت أمس ذكراها الثانية. ذكرى حربين في يومين، وذكرى هزيمتين في يومين، حركة حماس خسرت حرب "طوفان الأقصى"، وبات جلّ طموحها أن تقبل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتقدِّر جهوده لوقف الحرب، ولحق بها "حزب الله" فأيَّد موافقتها، ما يعني أنه موافقٌ بدوره على خطة ترامب.

فصيلان دخلا الحرب وهُزِما فيها، فهل من محاسبة؟ الفصيلان شكَّلا أذرع إيران التي هُزِمَت بهزيمتهما. ومع هذه الهزيمة يُطرَح السؤال: هل سترفع إيران يدها عن لبنان؟ تمويلها لـ "الحزب" أدى إلى تدمير لبنان، فهل بعد هزيمتها فيه تسمح له بأن يسترد عافيته؟ الكرة في ملعبها واستطرادًا في ملعب "الحزب" الذي يرفض أن يسلِّم بالأمر الواقع.

الجيش اللبناني ماضٍ في تطبيق الخطة 

ومن مفاعيل خسارة "الحزب" للحرب أن الجيش اللبناني باشر تطبيق خطته لحصرية السلاح. قائد الجيش العماد رودولف هيكل قدَّم في جلسة مجلس الوزراء أمس تقريرًا مفصلًا عن سير تطبيق الخطة، ومما ورد في ما قدَّمه العماد هيكل أن الجيش اللبناني قام بما يقارب الأربعة آلاف مهمة ومن أبرزها إقفال نحو ثمانية أنفاق، وقد لقي التقرير الذي قدمه العماد هيكل ارتياحًا لدى مجلس الوزراء.

هل ستزور أورتاغوس لبنان؟ ومتى؟

وليس بعيدًا، علمت "نداء الوطن" أن وفدًا من الكونغرس الأميركي سيأتي إلى لبنان نهاية هذا الشهر، في زيارة استطلاعية واستكشافية، وستتركز المحادثات على الوضع السياسي والأمني الذي يحتل صدارة الاهتمامات، وكذلك على الوضع المالي والاقتصادي حيث يضع الكونغرس في نهاية السنة تصورًا ماليًا ويطلع على أوضاع الدول التي يهمه أمرها ليرى بعدها كيف سينفق المساعدات.

من جهة ثانية، أشارت معلومات رسمية إلى أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لم تبلّغ حتى الساعة الدولة اللبنانية بموعد زيارتها إلى لبنان، حيث لا تزال تناقش الأمور العسكرية، وكان من المرجح زيارتها في منتصف هذا الشهر خصوصًا بعد رفع الجيش اللبناني تقريره الأول للحكومة اللبنانية عن عمله في جنوب الليطاني، في حين تطالب أورتاغوس وإدارتها بتسريع العمل وشموله كل لبنان وليس فقط هذه المنطقة.

البابا في لبنان

بانتظار معرفة توقيت زيارة أورتاغوس، الأكيد أن البابا لاوون الرابع عشر سيزور لبنان لثلاثة أيام بين 30 تشرين الثاني والثاني من كانون الأول، وفق الإعلان الرسمي الصادر عن مكتب الإعلام في الكرسي الرسولي، والذي جاء فيه "تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه".

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رحب بالزيارة واعتبر أنها ليست مجرّد محطة رسمية، بل لحظة تاريخية عميقة تعيد التأكيد على أنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة، كما في وجدان العالم.

أضاف الرئيس عون: "إنّ هذه الزيارة المباركة تُشكّل علامة فارقة في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، وتجسّد الثقة الثابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطناً، في محيطه وفي العالم، كما شدد عليها الأحبار الأعظمون الذين لطالما اعتبروا لبنان، بتعدديته الفريدة، وبإرثه الروحي والإنساني، هو أكثر من وطن، هو أرض حوار وسلام، ملتقى للأديان والثقافات، ورسالة حية للعيش المشترك".

وختم بالقول: "أتوجّه بالشكر العميق لقداسة البابا لاوون الرابع عشر على استجابته دعوتنا، وعلى محبته للبنان وشعبه. إننا ننتظر هذه الزيارة التاريخية بكثير من الرجاء والفرح، مؤمنين بأنها ستكون محطة روحية ووطنية جامعة، تحمل معها بلسمًا للقلوب ودعمًا معنويًا كبيرًا للبنان في مسيرته نحو النهوض والاستقرار".