المصدر: إرم نيوز
الكاتب: محمد حامد
الاثنين 6 تشرين الأول 2025 16:52:58
قدّم خبراء، مجموعة من المخاوف التي دفعت حزب الله إلى تقديم تحذيرات لحركة حماس حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد أن وصفها الأمين العام للحزب نعيم قاسم بـ"خطة مليئة بالأخطار".
وأوضحوا لـ"إرم نيوز"، أن أبرز المخاوف في حال نجاح الخطة وسيرها، ستكون حجة "حزب الله" ضعيفة في عدم تسليم سلاحه، وسيكون مهدداً مع تفرغ جبهة ما يعرف بـ"المحور الإيراني"، ومصيره سيكون مهددا بالتصويب نحوه في ظل العمل على إنهاء الحركات والأذرع المرتبطة بطهران.
وبيّنوا أن من بين الدوافع أيضاً أن "حزب الله" يعلم أن الجميع يحاصره ويحاول انتزاع الأوراق التي باتت غير فاعلة، لذلك يُصعّد من خطاباته ويحاول توجيه البوصلة للداخل للضغط على الدولة والتفزيع بحرب أهلية.
"كف عفريت"
ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية ببيروت، الدكتور خالد العزي، إن حماس مع توقيع اتفاق بتسليم سلاحها، ستصبح حجة حزب الله ضعيفة لاسيما أنه الذي فتح حرب الإسناد، التي لم يستطع من خلالها الدعم والحفاظ على منظومته.
وأشار لـ"إرم نيوز"، إلى أن حزب الله يعلم أن مع تسليم حماس للمحتجزين، ستصبح مبرراته ضعيفة، ومن ثم سيكون "لقمة سائغة" بعد أن تتفرغ الجبهة، حيثُ التساؤل القائم دائما من سيتم ضربه أولاً، حماس أم حزب الله؟
وأضاف الدكتور العزي، أن مع تعنت حزب الله بات مصيره على "كف عفريت" بحسب المثل الدارج، وهو يتخوف اليوم مع خطاب ترامب الذي تطرق إلى تسليم حماس للسلاح وإنهاء دورها؛ الأمر الذي يعني التصويب نحو السلام، لكن هذا لن ينجز إلا بإنهاء الحركات والأذرع المرتبطة بإيران سواء في العراق أو اليمن أو لبنان.
وذكر أن "حزب الله يخاف على مصيره لذلك هو يعلم جيداً أن خطة ترامب لإنهاء الصراع في حال كتب لها النجاح، سيكون التوجه نحو التنظيم؛ ما جعل الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم يقول إن تداعيات خطة ترامب خطيرة، نظرا لأنه يريد الاستفراد بالأذرع ورأس الأفعى".
واعتبر الدكتور العزي أن تفعيل العقوبات على طهران وتحريك الحشود الأمريكية في البحار، يعكس وجود نقطة تعامل مع التصرفات الإيرانية غير المسؤولة، في وقت فرض فيه ترامب قراره على نتنياهو في غزة، فإنه من ناحية أخرى سيجيز له الذهاب إلى أعمال عسكرية أبعد.
وبيّن أن حزب الله يعلم أن الجميع يحاصره ويحاول انتزاع الأوراق التي باتت غير فاعلة، لذلك يصعّد من خطاباته ويحاول توجيه البوصلة للداخل للضغط على الدولة والتفزيع بحرب أهلية، لكن مع فترة انتهاء نقاط مهمة في خطة غزة، سيتحسس العطف؛ لأن الموضوع بات أمريكياً ومتعلقاً بمواقف ترامب الشخصية بإنهاء الحرب بالشرق الأوسط على طريقته الخاصة، ليفوز بجائزة نوبل ويتم مناداته بـ"رجل السلام".
زرع المخاوف
بدوره يرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور زياد ضاهر، أنه لو كان هناك حذر أو خوف من خطة ترامب، من جانب هذا الفريق، لكانت الأمور ربما أخذت مساراً مختلفاً، موضحًا أن حزب الله وارتباطه بحركة حماس، جعلا ما يمكن تسميته بـ"المحور" يسقط فعلياً في 7 أكتوبر، وقد احتاج الأمر وقتاً حتى يظهر الوضع على ما هو عليه اليوم.
وبين لـ"إرم نيوز"، أن نتائج سقوط هذا المحور جعلت القيادة الفعلية لحزب الله بالكامل في طهران، أما حماس، فبغض النظر عن الجهة التي تأتمر منها، فقد أوصلت نفسها والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلى هذه النتيجة.
معارك جانبية
وأشار الدكتور ضاهر إلى أنه يمكن ملاحظة خوف حزب الله على دوره من خلال أدائه الداخلي في لبنان، حيث يصطنع معارك جانبية، تارة بصور على صخرة الروشة، وتارة أخرى بترخيص جمعية، وأحياناً عبر تصريحات وتحريضات وتوجيهات لبيئته تجاه الآخرين، واستعداء الجميع بدءاً من الدولة وصولاً إلى كل الأطراف التي تختلف مع خيارات الحزب.
وأضاف أن حزب الله، بدلاً من أن يكون قائداً يأخذ الناس نحو التلاقي مع الآخر والانضواء تحت سلطة الدولة وأن يكون لاعباً فاعلاً في القرار السياسي من خلال مؤسسات الدولة، فإنه على العكس لا يفوت فرصة إلا ويقوم بتحدي الدولة ومؤسساتها، وهو سلوك يثبت أكثر فأكثر خوف الحزب على دوره المستقبلي ومحاولته زرع هذه المخاوف داخل بيئته وجمهوره، ليحافظ على قدرته على تحريك الشارع وشعبيته.
وذكر الدكتور ضاهر أن القرار ليس بيد حزب الله أو حماس، بل هو في يد إيران، مشيرا إلى أن زيارات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، إلى بيروت في كل مرة يكون فيها الوضع حساساً، وإطلاقه رسائل من هناك، كلها تأتي للتدليل والإظهار للغرب أن إيران هي الجهة الصالحة للتفاوض معها في أي موضوع يتعلق بسلاح حزب الله أو استمراريته أو أي شأن آخر.