المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لورا يمين
الخميس 19 كانون الاول 2024 14:13:19
اعتبر الاتحاد الأوروبي أن من مصلحته نجاحَ سوريا في المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن تخفيف العقوبات على دمشق يقترن بخطوات ملموسة من قبل الحكومة الانتقالية مع الحفاظ على آليات الضغط. وفي اطار جس نبض توجهات الحكم الجديد، يعقد دبلوماسيون اوروبيون محادثات مع قائد هيئة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع.
في السياق، استقبل الرجل وفدا بريطانيا الاثنين. قبل هذا الاجتماع، قال وزير الخارجية البريطانية لامي في مؤتمر صحافي في لندن إن الوفد "يؤكد التزامنا بسوريا"، مضيفا أن المملكة المتحدة ستدعم "عملية سياسية انتقالية شاملة تقودها سوريا وتملكها سوريا"... بدورهم، أجرى دبلوماسيون ألمان الثلثاء اول محادثات مع ممثلين لهيئة "تحرير الشام" في دمشق، مع التركيز على عملية انتقالية في سوريا وحماية الأقليات. واضاف متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية في بيان "يجري استكشاف الإمكانيات لوجود دبلوماسي في دمشق"، مؤكدا أن برلين تراقب هيئة تحرير الشام عن كثب بالنظر لعودة جذورها لأيديولوجية تنظيم القاعدة. وحول الهيئة التي قادت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعد سنوات من الحرب، قال المتحدث "يمكن القول في ضوء المتاح، إنهم يتصرفون بحكمة حتى الآن".
ايضا، صرّح المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا جان فرنسوا غيوم لصحافيين، بعد وصوله إلى دمشق الثلثاء أن "فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين" خلال الفترة الانتقالية. وأشار الموفد الفرنسي إلى أنه جاء "لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع" في دمشق، في حين رفع العلم الفرنسي صباح الثلثاء فوق السفارة الفرنسية في دمشق التي أغلقت منذ العام 2012.
أما الشرع، فأشار إلى أن "ما حصل في سوريا انتصار للشعب المظلوم على الظالم المجرم". ولفت إلى أن "هذا الانتصار حصل من دون تدمير في البنى التحتية ومن دون أي نزوح"، معتبرا أن نظام الأسد "دمر كل شيء حتى مؤسسات الدولة واستهدف كل الطوائف". وشدد الشرع على أنه "يجب رفع العقوبات عن سوريا كي يعود السوريون إلى بلدهم".
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه الحركة الدولية كلها تدل على ان قطار اعادة النظر في كل قرارات الخارج في التعاطي مع سوريا – الاسد، انطلق، وأن في حال أحسن الشرع والادراة السورية الجديدة، السلوك، فإن مكافآت كثيرة ستكون في انتظار سوريا والشعب السوري. مكافآت سياسية واقتصادية ايضا، من شأنها ان تخرجها من عقود الذل والفقر التي عاشتها أيام حكم آل الاسد. حتى اللحظة، تقول المصادر، أداء السلطة الجديدة مطمئن ومبشر، والاهم ان نجاحها ستشعر بانعكاساته الايجابية، المنطقةُ كلّها. فهو سيعني عودة النازحين السوريين من اصقاع العالم، ومن لبنان تحديدا، الى بلادهم، وسيخلق فرص عمل جدية للسوريين داخل بلادهم بما يحسّن واقعهم المعيشي الذي دفعهم الى ركوب مراكب الهجرة غير الشرعية الى شواطئ أوروبا. للتذكير فإن القارة العجوز مِن أجل تطويق هذا الخطر (اي خطر المهاجرين) دخلت في كباش بارد حينا وساخن حينا آخر، مع الدول التي تستضيف النازحين بعد ان ضغطت لتوطينهم حيث هم. كما انها انفتحت على نظام الاسد وقررت مد اليد له من اجل حلّ هذه المسألة. كل هذه السلوكيات انتهت اليوم مع سقوط النظام السوري. والى ملف النزوح، ستتنفس المنطقة الصعداء مع قطع شريان السلاح عن الفصائل الايرانية في الشرق الاوسط حيث لعبت على مر سنوات دور المزعزع للاستقرار فيه.
لكل هذه الاعتبارات، يمكن الجزم بأن العالم بات اذا اكثر هدوءا، مع رحيل الاسد، تختم المصادر.