العالم يتنفس الصعداء بعد إخماد نيران الحريق النووي المخيف... فما قصة محطة زابوريجيا؟

أعلنت السلطات الأوكرانية أنّ فرق الإطفاء أخمدت، صباح الجمعة، حريقاً في مبنى بمحطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا اندلع ليلاً نتيجة قصف روسي استهدفها.

وقال جهاز الطوارئ التابع للحكومة في بيان على صفحته في موقع فيسبوك إنّه "في الساعة 06:20 (04:20 ت غ) تمّ إخماد النيران. ليس هناك ضحايا".

وفي وقت سابق، ذكرت هيئة الطوارئ الأوكرانية أن القوات الروسية هاجمت المحطة وأن النيران اندلعت في مبنى تدريب مجاور لها مؤلف من 5 طوابق.

محطة تشرنوبيل

وسيطرت روسيا بالفعل على محطة تشرنوبيل المعطلة التي تبعد نحو 100 كيلومتر شمالي كييف، والتي انطلقت منها سحب الإشعاع إلى معظم أنحاء أوروبا في عام 1986 بعد انصهار في أسوأ كارثة نووية في العالم.

وأشار بعض المحللين إلى أن محطة زابوريجيا نوع مختلف عن تشرنوبيل وأكثر أمانا منها.

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاطلاع على آخر مستجدات الموقف بالمحطة.

وقال البيت الأبيض إن "الرئيس بايدن انضم إلى الرئيس زيلينسكي في حث روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة والسماح لفرق الإطفاء والطوارئ بالوصول إلى الموقع".

وكتبت وزيرة الطاقة الأميركية على تويتر أن المفاعلات في محطة زابوريجيا "محمية بمنشآت احتواء قوية ويجري إغلاق المفاعلات بأمان".

فما هي محطة زابوريجيا النووية؟ ما هي أهميتها؟

تقع المحطة النووية في مدينة إنيرهودار بمقاطعة زابوريجيا، جنوبي أوكرانيا، وتحديدا على ضفة خزان كاخوفكا المتفرع من نهر دنيبر.

وتملكها وتديرها شركة توليد الطاقة النووية الأوكرانية (شركة دولة).

وزابوريجيا واحدة من أربح محطات طاقة نووية عاملة في البلاد، لكنها الأكبر والأبرز ليس على مستوى أوكرانيا بل على مستوى أوروبا كلها.

وتنتج المحطة ما يعادل 42 مليار كيلو واط ساعة من الكهرباء، بما يشكل نحو 40 بالمئة من إجمالي الطاقة الكهربائية المتولدة من محطات الطاقة النووية الأوكرانية، وخمس إنتاج الكهرباء السنوي في أوكرانيا، بحسب موقع "بور تكنولوجي" العلمي.

وبدأت هذه المحطة النووية في العمل عام 1984، لذلك تصميمها كان ولا يزال سوفيتيا وأنتجت نحو 1.23 تريليون كيلوواط ساعة من الكهرباء حتى كانون الاول 2021.

وتتكون المحطة من 6 وحدات مفاعلات الماء المضغوط، التي جرى تشغيلها بين عامي 1984 و1995، بسعة تبلغ إجمالي 1000 ميغاواط لكل واحدة منها.

 وقبل يومين من الهجوم على المحطة النووية، كتب موقع السلام الأخضر تحليلا عن المخاطر النووية في زابوريجيا.

وقال الموقع إن إنهاء الحرب في أوكرانيا فورا لإنهاء التهديد النووي غير المسبوق.

 وبحسب السلام الأخضر، يوجد في أوكرانيا 15 مفاعلا نوويا تجاريا، بما في ذلك أكبر زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا.

 واعتبرت أن الهجوم الروسي يهدد، في حال استهداف هذه المنشآت النووية، بجعل مناطق شاسعة في أوروبا وكذلك روسيا غير صالحة للسكن، لعقود قادمة.

وخلص بحث أجراه خبراء منظمة السلاح الأخضر إلى أن زابوريجيا تتعرض لخطر شديد بسبب الحرب.

وفي أسوأ السيناريوهات، قد تدمر الانفجارات أنظمة احتواء المفاعل والتبريد، مما يؤدي إلى إطلاق نشاط إشعاعي من قلب المفاعل، بما يفضي إلى كارثة أسوأ بكثير من كارثة فوكوشيما عام 2011.