المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
الخميس 19 كانون الاول 2024 07:52:25
بسرعة قياسية، اتّخذ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قرار أن يطأ "العتبة السوريّة" بعد سقوط نظام بشار الأسد، رغم أنّه كان غاب سنوات طويلة عن الجغرافيا السوريّة رغم محاولات كان اتخذها البعض لبنانيّاً على فترات رأباً للصدع بينه وبين النظام السوريّ، لكنّ جنبلاط أبقى على استقامة رأيه المساند للثورة السورية ولم يهادن النظام السوريّ أو يحاول إغداق الإطراء السياسيّ تجاهه، حتّى مع بقاء النظام على حكمه لغالبية من المناطق السورية بعد سيطرته على الاحتجاجات فيها قبل سقوطه الانحداريّ في غضون أيام قليلة. يتهيّأ وليد جنبلاط للرجوع إلى دمشق في زيارة يقول من يتابع تحضيراتها إنها ستحصل بعد طيّ مراحل من حكم آل الأسد الذي ظلم السوريين واللبنانيين. وتشكّل الزيارة تتمة للاتصال الذي قام به وليد جنبلاط بقائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، الذي يقوم حالياً بمهمة إدارة السلطة في سوريا في المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة برئاسة بشار الأسد.
في معطيات "النهار" حول التحضيرات التنظيمية للزيارة، فإنها زيارة سياسية دينية سيشارك فيها نواب عن الحزب التقدمي الاشتراكيّ وأعضاء في المجلس المذهبي ومشايخ من طائفة الموحّدين الدروز. وهناك كلمة سيلقيها جنبلاط على أثر اجتماعه مع أحمد الشرع في دمشق. ويفضّل الحزب التقدمي الاشتراكي أن يبقى على مسافة من الانطباعات حيال المرحلة الانتقالية في سوريا وكيفية إدارتها حالياً، في تأكيده أن هذا الموضوع متروك للسوريين والقوى الحيّة التي ناضلت منذ 2011 لإسقاط النظام القمعيّ مع تأكيد التقدمي الاشتراكي أنّ لدى السوريين القدرة على إدارة بلدهم والعمل حالياً في سبيل الدولة الديموقراطية والعلمانية. ويبقي التقدمي الملفّ اللبناني محصوراً في الداخل من دون ترجيحه تحوّلات سياسية لبنانية متأثرة بالوضع السوري، مع تأكيده ضرورة الإبقاء على موعد التاسع من كانون الثاني المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
في اعتقاد التقدمي الاشتراكي أيضاً، إن الأمور في لبنان ليست مرتبطة بالتطورات الحاصلة في سوريا، لكن ذلك لا يلغي التمنيات في أن يكون انهيار نظام بشار الأسد بمثابة مقدّمة إيجابية للتفكير في كيفية النهوض في لبنان ونفض غبار الحرب التي حصلت على الأراضي اللبنانية في الأشهر الماضية، وسط ملفّات كثيرة تحتاج العمل عليها بهدف التوصّل إلى حلول حيالها في الداخل اللبناني ومن بينها الانهيار الاقتصادي وانهيار المؤسسات.
سياسيّاً، أكّد وليد جنبلاط أنّ كمال جنبلاط انتصر والشعب السوري أيضاً، وانتصرت الحرية في لبنان وسوريا. ولم يغفل جنبلاط التحدّث عن سمير قصير الذي كان على تواصل دائم مع الأحرار في سوريا أيام الربيع العربي. وإذ هاجم جنبلاط النظام السوري، يختصر التقدمي الاشتراكي ما قاله في استنتاج فحواه أنّ دم الشهيد كمال جنبلاط انتصر ورأيه في الحرية وأيضاً في ما يخصّ الديموقراطية التي لا تتجزأ لا في لبنان ولا في سوريا، فيما سقط النظام السوري ولا بدّ من محاكمة طغمته على كلّ الاقترافات.