المصدر: Kataeb.org
الاثنين 8 نيسان 2019 10:11:06
اعتبر عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية مجيد العيلي ان ذكرى 13 نيسان 1975 تشكل "عبرة ودمعة" لكل الحزبيين، مناشداً المسؤولين، ولو كانوا ينتمون الى احزاب اخرى، الى التعاون مع الكتائب للاستمرار في بناء الوطن.
العيلي وفي حديث لبرنامج نقطة عالسطر مع الاعلامية نوال ليشع عبود عبر صوت لبنان 100,5 اوضح ان حزب الكتائب يستذكر في كل اجتماعاته الشهداء الذين سقطوا، قائلاً: "الناس يحددون يوماً في السنة لاستذكار شهدائهم، انما كل يوم في السنة بالنسبة لنا هو استذكار لشهداء الكتائب، فالشهيد يعيش معنا كل يوم، ولو لم يمت الشهداء ولولا دماؤهم، لما كنا نجتمع بأقاليمنا ومراكزنا ولما كانت الكتائب قد وصلت الى ما هي عليه اليوم".
العيلي عاد بالذكرى الى تاريخ 13 نيسان 1975 معتبراً ان هذه الذكرى " تتميّز بأنها وقفة شعب، فيها ضمير وكرامة، فلأوّل مرة كان هناك استشعار للخطر على كيان الوطن والوجود ولقد ترافق ذلك مع شلل في المؤسسات فتشرذمت كل القوى وتباعدت الطوعية ودخلنا الى معطيات اقليمية كما استُغِلت القضية الفلسطينية وانحرفت عن مسارها حتى أشيع آنذاك ان لبنان هو الوطن البديل".
وتابع: " الكتائب بدورها كانت جزءاً من الشعب والمقاومة، وكلنا نعرف ان العمل المنظّم لا بد ان يكون له محرك رئيسي وضمير، وهنا جاء دور حزب الكتائب ليكون المحرك والضمير لهذه المقاومة الشعبية وذلك نتيجة تنشئة الكتائبيين والحزبيين وقيادييهم على هذا المسار".
وسلّط العيلي الضوء على أعداد الشهداء المنحدرين من البيئة الكتائبية، قائلاً: " لقد دفعنا دم 6 آلاف شهيد، من بينهم وزير ونائب وفلاح وقاضي ومهندس... فلا يوجد اي بيت كتائبي لم يبذل شهيداً ... لقد تشاركنا مع الشعب والناس والمقاومة الوطنية، واصبحنا في عجينة واحدة، وهذا ما يميّز حزب الكتائب عن سائر الاحزاب".
وعلى الرغم من ان الكلفة كانت غالية بالنسبة للكتائب، الا ان العيلي اوضح ان لا ربح ولا خسارة في سبيل الوطن.
وعن هدف حزب الكتائب اللبنانية، اشار العيلي الى ان " الكتائب اثبتت انها تبني المواطن وهي تركز على بناء اللبناني الذي يؤمن بالكيان والوطن والمصير المشترك".
وأردف قائلاً" نحن لا نفصل الماضي عن الحاضر، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل حدّد يوم 13 نيسان ليعطي هذه الذكرى وحدة تكاملها فهي بالنسبة لنا محطة وعبرة لنا وللوطن... وكما انّ الكتائب تجدد نفسها، نتمنى ان يدرك شركاؤنا بالوطن مقدار الدماء التي استنزفت ومقدار الألم الذي تسببه لنا هذه الذكرى، كما نتمنى ان نعمل معاً على بناء انسان يستأهل قيمة كل الشهداء ولا يميّز بين شهيد وآخر".
ووفقاً للعيلي، ان حزب الكتائب كان " مدرسة لأننا أعطينا أوّل الشهداء للوطن، أما وجه المعاناة فنلتمسه حين نتذكر ان آلاف الشباب، قطعوا مستقبلهم وحياتهم وانصرفوا بالدفاع عن الوطن هذا فضلاً عن آلاف المعوّقين الموجودين اليوم بسبب الحرب اللبنانية وآلاف الامهات اللواتي بذلن اولادهنّ كشهداء لنبني هذا الوطن".
وشدد العيلي على ان حزب الكتائب كان ولا يزال يعطي بدون حدود: " لم نضحِ يوماً لكي نأخذ اي مقابل، وذكرى 13 نيسان هي عبرة ودمعة لنا، والدمعة لأن هذا ليس الوطن الذي حلمنا به".
وتابع: " في ذلك التاريخ، تآمرت كل الناس ولكن في المقابل، وبوجه تلك المؤامرة، كان هناك مجموعة من المقاومين دفعوا فاتورة غالية... لقد دفعنا ثمن التغيير ونحن اليوم نقول لمن تحالفوا مع المتآمرين في 13 نيسان، نحن وقفنا، وناضلنا، وردّينا الكيان والوحدة والوجود، فتعالوا اليوم لنعمل مجدداً ولنستمر في بناء هذا الوطن".
ورداً على سؤال حول اهمية استذكار تاريخ 13 نيسان ومآسيه الاليمة من قبل الجيل الجديد، قال العيلي عبر صوت لبنان: " على الجيل الجديد ان يدرك ان الانسان ليس أكبر من بلده، ولا أكبر من طموحه وكرامته وعزّته، ولو مهما جال الشباب في العالم الا انهم لن يجدوا اغلى من لبنان، فكل أرزة في هذا البلد، ارتوت من دماء الشهداء، ولبنان هو بلد الصلاة والقديسين والتعايش، انه بلد الحضارة والثقافة والفكر والجامعات، وعلى رجال الاعمال المغتربين أن يعلموا أنّ وطنهم أحقّ من سائر الاوطان بأن يعودوا ويعملوا داخله".
واعتبر ان حزب الكتائب سلّم "وطناً مؤهلأً" من هنا، فإن "أمانة الشعب اللبناني تكمن في المحافظة على هذا الوطن والا يرتكب هذا الاخير الاخطاء الماضية، كما انه عليه الا يترك المؤامرات الخارجية "تلعب فينا".... لبنان تابع لأبنائه وللتعددية التي تميّزه، لبنان تابع لسلاح واحد بيد الدولة وليس متداولاً بين جميع الناس، لبنان تابع لجامعاتٍ تعطي توجيهاً لبنانياً وثقافة لبنانية ولا تعمل بمنحى طائفي ومذهبي..."
وتابع: "هنئياً لمن ينشأ ويلتزم بمبادئ حزب الكتائب، حزب ينشئ رجالاً ويؤسس مواطنين يعرفون متى يقولون نعم ومتى يقولون لا، كما انهم يحترمون الرأي الآخر وينفتحون عليه ويناقشون فيه، لأن هدفنا في الكتائب هو ان نبني لبنان وان نكون حجراً من الحجارة التي ستبني المستقبل".
وفي الختام، أمل ان تحلّ قضية القدس ليترك اللاجئون الفلسطينيون لبنان لشبابه كما ناشد اللاجئين السوريين بالعودة الى بلادهم وتوجه اليهم بالقول: "نقول لضيوفنا اللاجئين، لقد رحبنا بكم ولكن نتمنى ان يتم استذكار القدس والقضية الفلسطينية وان تلاقوا ارضكم، كما نتمنى ان تستمر عودة النازحين السوريين الى بلدهم، لأن لبنان لم يعد يحتمل فاتورة النزوح... ".
وختم بالقول: " شبابنا اليوم يجب ان يتنعّموا بالفاتورة التي دفعناها.... ان تاريخنا وشبابنا للبنان، مستقبلنا للبنان، وعلى الشباب اللبناني ان يقرّر مستقبل لبنان... ان بلدنا غالِ علينا وبلدنا لنا".