القمة الروحية المسيحية الاسلامية: عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض...وتمايز من الخطيب!

شددت القمة الروحية المسيحية الاسلامية التي انعقدت في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان على ان المطلوب ازاء التحديات المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ظل ما يحاك من مشاريع ومخططات تستهدف اعادة رسم خريطة المنطقة.

واكدت ان الوحدة الوطنية التي ارسى قواعدها اتفاق الطائف تشكّل الاساس الضامن للبنان الغد وان اي اساءة للعيش المشترك خاصة في الجبل هي اساءة للبنان الفكرة والرسالة ورأت ان عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض الاقتصادي داعية لايجاد الحل المناسب والسريع لتستعيد البلاد حياتها الطبيعية.

ودعت القمة الروحية المسيحية الاسلامية المسؤولين الى حفظ الثوابت والالتفاف حول المؤسسات الرسمية والدستورية والامنية وتفعيل عملها ودورها والاحتكام اليها.

ورفض المجتمعون ما تتعرض له مدينة القدس والشعب الفلسطيني وأكدوا تمسكهم بالقدس عاصمة للديانات السماوية ولن تنال منها ارتكابات اسرائيل.

وكان الشيخ نعيم حسن قد دعا في افتتاح القمة الروحية المسيحية الاسلامية لانتهاج الحكمة في ادارة الامور وحسن التدبير لنؤكد على الثوابت الوطني والاسس التي بني عليها الصرح الوطني دولة وشعبا ومؤسسات.

وشدد على ان كنز المصالحة امر جوهري ويجب ان يكون نهجا عاما لكل اللبنانيين بعيدا عن الشحن الطائفي البغيض و"نعتبر الجبل اساسا لوحدة الارض والارادة استنادا الى التاريخ ".

ووجّه الشيخ حسن نداء الى الرئيس عون المؤتمن على الدستور لمنع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك وندعوه الى جمع اللبنانيين تحت سقف الثوابت ومنع أي سعي لضرب الصيغة اللبنانيّة المبنيّة على التنوّع ونبذ الالغاء والاستقواء قائلا:" نتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بما يمثله من موقعٍ دستوريٍّ مؤتَمنٍ على الدستور وعلى الميثاقِ الوطني ومندرجاتِ اتفاق الطائف. وعلى منع كل ما يناقض صيغةَ العيشِ المشترك؛ والمسؤولُ الأول والأخير عن تحويل عهدِه الرئاسي الى عهدِ إنتاجٍ وخيرٍ وبحبوحةٍ وأمنٍ على كل اللبنانيين، ندعوه الى جمع اللبنانيين تحت سقف هذه الثوابت، ومنع أي سعيٍ لضربِ ركائزِ الصيغةِ اللبنانية وأسُسِ قيامِ الِكيانِ اللبناني المبنيّ على الحريات والتنوعِ والتعدديةِ والديمقراطيةِ والتوازناتِ الوطنيةِ والشراكةِ ونبذِ الإلغاءِ وَالاستفرادِ والاستئثار والاستقواء. وسوف يكون الكلُّ معكم للنهوض بلبنان مالياً واقتصادياً ومعيشياً. رجاؤنا أخيراً أن نخرجَ بأسرع وقتٍ من الأزماتِ وأن نستعيدَ معاً عافيةَ لبنان، وعملَ مؤسساته، لتحقيقِ ريادتهِ في كل المجالات".

اما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فقال:"لا يمكن ان نرى الشعب مشرذما ومقهورا الا وان نكون معه ونتمنى ان تكون القمة الروحية مستمرة ".  

وأوضح ​ان هذا اللقاء يبعث طمأنينة لشعبنا لافتا إلى اننا نعيش ظروفا صعبة والجميع ينظر إلينا بأمل ورجاء لأن الشعب موجوع ومجروح وهذا لا يخفى على أحد.

وحذّر من ان الدولة​ متعثرة و​الفقر​ يزيد لذلك نحن نفكر بالناس الذين ينظرون إلينا ونحن ندعو لأن نكون على قدر آمالهم.

وقال:"اليوم فتحت صفحة الوطنية رائعة، ونحن معكم، ونوجه النداء لكل الجهات السياسية من دار الموحدين الدروز للتهدئة، وهذا اللقاء هو أكبر طمأنينة للشعب اللبناني".

وأضاف:"نحن كرؤساء روحيين لا يمكن ان نرى شعبنا يعاني إلا ونكون معه وإلى جانبه وهذا يتطلب منا ان نساعد شعبنا أكثر وأتمنى ان تكون القمة الروحية قمة بنوع دؤوب لأنه يكفي ان نلتقي كي نبعث الطمأنينة للشعب".

اما مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان فدعا الى الحلول من اجل انهاء الازمات تحت قواعد ثلاث الوحدة الوطنية والعيش الواحد والتمسك بالدستور والطائف مؤكدا الوقوف سدا منيعا امام الالتفاف على نصوص الطائف.

وقال:"ندعو السياسيين الى الالتزام بالدستور واتفاق الطائف لان اللبنانيين دفعوا ثمنهما دماء ونؤكد الحفاظ على الصلاحيات الدستورية".

أضاف:" اننا مؤتمنون على العيش المشترك وحماية الدستور والطائف وازماتنا كبيرة وكثيرة ولا يمكن حلها بالسجالات والكيديات والمناكفات انما بالحوار وادعو السياسيين واللبنانيين  الى الالتفاف حول الرئاسات الثلاث واطمئن الجميع بأن رئيس الحكومة سعد الحريري مؤتمن على هذه الثوابت الوطنية الكبرى ولن يفرّط فيها وهو يحافظ على صلاحياته الممنوحة له دستوريا ونحن جميعا وانا الى جانبه".

وشدد دريان على ان الوقت الحالي متأزم وعصيب و"نريد كثيرا من التعقل والحكمة ونتوجه الى السياسيين أن يبدأوا بالعمل المؤسساتي من اجل انقاذ الوطن ".

اما ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في القمة الروحية الشيخ احمد الخطيب فبدا متمايزا في كلمته لاسيما عند تطرقه الى المقاومة وسوريا وايران ومهاجمته الولايات المتحدة ودورها في المنطقة وقال:"المقاومة شكّلت الى جانب الجيش درعا للوطن يصعب على العدو اختراقه".

أضاف:" اقترح أخيرا أن يضاف إلى البيان: "ضرورة التواصل والتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية من أجل إنجاز عودة الأخوة السوريين إلى بلدهم، وتفعيل الإتفاقيات الموقع عليها بين البلدين. الدعوة إلى الحوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لمعالجة الأزمات التي تواجه المنطقة ولإبعاد التدخل الأجنبي الذي يعقد العلاقات العربية الإيرانية ويهدد بمخاطر لا تحمد عقباها". 

ولفت الخطيب الى ان وضع المنطقة كان يجب ان ينبه المسؤولين الى خطورة الاوضاع المحيطة وضرورة القيام بكل الوسائل التي تحمي لبنان ولكنهم للاسف هم منشغلون بالحسابات الصغيرة والمصالح الفئوية ما يجعل لبنان مكشوفا امام كل الاحتمالات معتبرا ان الشعب يستحق كل جهد لتحصين الوطن ضد كل ما يهدّد وجوده واستقراره ويوفّر له كل عوامل التقدم .

وقال:"ما يحمينا الى جانب الجيش والمقاومة الوحدة الوطنية وجميعنا في قارب واحد" داعيا الى التأكيد على المصالحات وتقويتها وتدعيمها ومن جملتها مصالحة الجبل وعدم نكء الجراح او افتعال مشكلات جديدة لغايات سياسية ونحن على يقين ان أبناء الجبل لن يسقطوا في الفخ مرة اخرى ونؤكد ضرورة العودة الى المؤسسات الدستورية لحل المشكلات ولا يجوز ان يبقى عمل مجلس الوزراء معطلا ونحن ننتظر انعقاده بأسرع وقت ونأمل من المسؤولين الاسراع في توقيع الموازنة ونشرها لان الوضع لا يحتمل مزيدا من الوقت".

 بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي في قال:"الصورة بلقائنا مسلمين ومسيحيين رسالة قوية ان لا شيء يفرقنا والمصالحة في كل مكان ونحن عائلة واحدة نحترم بعضنا وهذا ما اراده الله ونريد ان نحافظ عليه".

وأضاف: "إننا عائلة واحدة نريد خير لبنان واللبنانيين ونعمل على درء المخاطر الآتية من الداخل والخارج".