ودع حزب الكتائب وبلدة قرطبا رئيس القسم السابق ومفوض اقليم جبيل السابق جوزف كرم في مأتم مهيب شارك فيه نائب رئيس حزب الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ ممثلاً رئيس الحزب سامي الجميّل، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، النائب السابق الدكتور فارس سعيد، رئيسة قسم قرطبا ستيفاني صوايا، وحشد من رؤساء الأقسام والمسؤولين الكتائبيين والرفاق.
ترأس صلاة الجنازة الأب شربل شليطا وعاونه لفيف من الكهنة، وأكد الأب شليطا في عظته "أننا نقف اليوم أمام نعش المرحوم جوزف كرم وهو الذي عرفناه بطلاً مناضلاً ووالداً محباً حنوناً وزوجاً أميناً. أحب الله والوطن والعائلة وناضل للحفاظ على القضية اللبنانية في صفوف حزب الكتائب اللبنانية. وتميز طوال مسيرته بالمحبة والتواضع والشجاعة والالتزام، ودافع مع رفاقه بكل اندفاع وشجاعة. نفتقد اليوم في قرطبا للريس جوزف الذي يجسد تاريخاً لقرطبا والمنطقة، فهو بقي صاحب إرادة بالرغم من مرضه والصليب الذي حمله. سيبقى جوزف اسماً لا يغيب لدى كل من عرفه ولدى كل رفاقه الكتائبيين، ونطلب منه الصلاة مع رفاقه في ملكوت الآب كي يحمي الله وطننا وشعبنا."

وبعد انتهاء الصلاة، كانت كلمة لنائب رئيس الكتائب الدكتور سليم الصايغ الذي طلب من الفقيد شفاعته "لوطن لا يزال في مهب الريح، لا زال يكتب تاريخه، وطن لا يزال يحرسه رفاق لك في حزبك وبلدتك، حيث علمتنا كيف يكون الصمود والثبات. أطمئنك يا جوزف بأن الوطن سيكون بأيادي امينة، وكما كنت تتمنى سيكون لدينا رئيس جمهورية يحمي الأرزات التي احببت والجبل الذي عشقت! 
وتابع الصايغ مؤكداً "أن الوقفة اليوم بغاية الصعوبة، حيث كل ما حولك يا جوزف صامت، حتى هذا الجبل الذي اعتاد أن يسند كتفه على كتفيك صامتٌ اليوم أيضاً. فطريق المجد الذي سلكته ودرب البطولة التي عرفها عنك رفاقك، لا يليق بها أن تكون بهذا السكون."
واستذكر الصايغ مشاركة الريس جوزف في يوم الوفا، وكيف "لا تغيب نظرتك الثاقبة وعيناك اللامعتان من بالي، فكانت نظرة الرضا التي نعيش العمر لكي نكسبها! سلّمتنا يومها أمانة ووزنات مضاعفة تماماً كتلك التي أعدتها مضاعفة لعائلتك ورفاقك وبلدتك ووطنك!" 
وأكد الصايغ أن كرم اليوم أصبح "أغنية ونشيد ينشد دوماً هيا فتى الكتائبِ إلى العلى والواجبِ! 
وعاهد الصايغ الراحل بأن الطريق الذي رسمه مع رفاقه "سنسلكه بثبات وكما لم نساوم في الماضي لن نساوم في المستقبل، فهذا الوطن لن يموت طالما لدينا الإيمان بااله والتجذر بالأرض!" 

كما كانت كلمة لرئيس اقليم جبيل رستم صعيبي توجه فيها "للريس جوزف"، مؤكداً له أن "اسمك كافٍ كي يُشار الى النبل والقيم واللياقة والشهامة والتواضع وحب الناس. يا فقيد بيتك العائلي وفقيد كل بيت كتائبي على مساحة الوطن، لقد علقت الكتائب على صدرك أوسمةً ثلاث، وعلّقت بدورك على صدرها اوسمة ثلاث، بول وباتريك ونديم، أنتم مدعاة فخر لحزب الكتائب اللبنانية.
وتابع صعيبي معدداً مزايا الراحل ومؤكداً أن "من تعمّد في جرن البطولة ومُسح جبينه بميرون القيم لا بدّ أن يحمل جواز مرور إلى المجد والخلود. ريس جوزف، ستبقى وتستمر وسام فخر معلّق على صدرنا ليمنحنا حيثما حللنا رفعة الجبين." 

بدورها رأت رئيس قسم قرطبا ستيفاني صوايا "أننا نودع اليوم المناضل الشجاع الملتزم بالمبادئ الحزبية التي تربّى عليها منذ صباه، وناضل في سبيل الدفاع عنها لأكثر من خمسين سنة في صفوف حزب الكتائب، فعايش الحروب وواجه التحديات وعاند الظروف وبقي مثالاً للوفاء والشجاعة والإلتزام. عهدنا لك أن نتابع المسيرة فتبقى ذكراك حيّة في قلوبنا وضمائرنا." 

والقى الرفيق نديم نجل الراحل كلمة العائلة حيث شكر فيها حزب الكتائب رئيساً ومسؤولين ورفاق، الحزب الذي اعتنق فيه جوزف كرم قضية لبنان. كما شكر قرطبا التي عشقها الراحل وحماها بروحه في الحرب والسلم، كما الرفاق الذين واكبوا الريس جوزف في ايام العز كما ايام المرض.
وتوجه لوالده مؤكداً له حمل الأمانة والمسؤولية حتى الرمق الأخير.