المصدر: النهار
الاثنين 12 حزيران 2023 08:27:00
مع بداية موسم الصيف، يختار كثيرون ارتياد الأنهر للسباحة والقيام بالأنشطة الصيفية. وفيما عانى نهر الليطاني منذ سنوات عديدة من التلوث من جراء رمي جميع أنواع النفايات فيه، إلّا أنّ هناك أماكن فيه لا تزال خالية من التلوث وصالحة للسباحة. أين تقع هذه الأماكن من النهر؟ وماذا عن التداعيات الصحية للسباحة في مياه ملوثة؟
ويوضح رئيس مجلس إدارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الدكتور سامي علوية، في حديث لـ"النهار"، أنّ في الحوض الأعلى من نقطة العلّيق وصولاً إلى بحيرة القرعون التي تغطي مناطق البقاع الشمالي والأوسط وجزءاً من البقاع الغربي، يُعتبر نهر الليطاني ملوَّثاً وغير آمن للري والسباحة والصيد وأي أنشطة أخرى.
منذ خمس سنوات، قامت مصلحة الليطاني بفصل الحوض الأعلى عن الحوض الأدنى، أي أنّ المياه التي تصبّ في بحيرة القرعون لا تأخذ مجراها إلى الحوض الأدنى نحو منطقة البحر المتوسط. بالتالي، الحوض الأدنى من نهر الليطاني، أي أسفل سد القرعون وصولاً إلى المصَبّ في منطقة القاسمية والذي يغطي البقاع الغربي وجزءاً مرجعيون وجزءاً من النبطية وجزءاً من قضاء صيدا وصور، يُعتبر النهر بمعظم نقاطه صالحاً للري وللسباحة، بحسب علوية، نظراً لاستقلال مصادر المياه عن الحوض الأعلى.
لكن لا يخلو الأمر، بحسب علوية، من خروقات في بعض هذه المناطق، من خلال قيام بعض البلديات بتحويل الصرف الصحي إلى مياه النهر وبعض معاصر الزيتون التي تقوم بتحويل زبار الزيتون إلى النهر أيضاً، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجراثيم فيه لفترات محددة. بالتالي "نهر الليطاني في الحوض الأدنى هو صالح للسباحة شرط التأكد من التزام البلديات بعدم السماح بهذه الخروقات".
أمّا في الحوض الأعلى من نهر الليطاني، في منطقة البردوني، فهناك روافد الغزيّل والبردوني، منها أجزاء صالحة للسباحة، وجزء من رافد البردوني الذي يمرّ باستراحات زحلة والعرايش، مياهه غير ملوثة لكن لا مجال للسباحة هناك. كذلك فإنّ جزءاً من رافد الغزيّل صالح للسباحة، وفق علوية. بالتالي، الأجزاء غير الملوثة هي جزء من الحوض الأعلى ومعظم النهر الرئيسي في الحوض الأدنى صالحة للسباحة وللأنشطة السياحية.
وقد وضعت مصلحة الليطاني آلية بالتعاون مع وزارة الداخلية لحثّ أصحاب الاستراحات على ضفاف النهر، والذين سبق وأُزيل جزء من تعدياتهم، على تنظيف النهر في الحوض الأدنى من الترسبات الصلبة، لاستقبال الموسم السياحي. كذلك، فرضت مصلحة الليطاني شروطاً بيئية على المؤسسات السياحية؛ منها معالجة النفايات السائلة والتخلّص من النفايات الصلبة ومعالجة المياه التي تُستخدم في أحواض السباحة في هذه المؤسسات.
ماذا عن التداعيات الصحية للسباحة في مياه ملوثة؟
يشرح رئيس قسم الأمراض المعدية والالتهابات في مركز كليمنصو الطبي الدكتور ناجي عون، في حديثه لـ"النهار"، أنّ هناك عدة أنواع من التلوث في مياه النهر: الكيميائي الآتي من المعامل، والبيولوجي الآتي من مياه الصرف الصحي ومصدره المنازل والمستشفيات.
ويفيد عون أنّه يمكن للأشخاص الذين يسبحون في مياه ملوثة، أن يُصابوا بأمراض قاتلة غير عابرة أبداً، كالالتهابات، التيفوئيد، الكوليرا، الصفيرة، الإي كولاي (البكتيريا الآتية يمن إفرازات الأمعاء والموجودة في مياه الصرف الصحي)، والتسمم الغذائي من خلال المياه الملوثة التي تدخل الجسم عن طريق الفم.
أمّا التأثيرات الكيميائية من نفايات المصانع في النهر، فتؤدي، وفق عون، إلى أمراض جلدية، وإذا ما شرب أحدهم هذه المياه الملوثة، فإنه يُصاب بالحساسية، وقد يُصاب أيضاً بمرض السرطان من جراء هذه الملوِثات. بالتالي، "فإنّ السباحة في مياه ملوثة ليس أمراً يمكن التهاون فيه، فتداعياته خطرة".
لذلك، ينصح عون باختيار أحواض السباحة لممارسة هذه الأنشطة وليس الأنهر، فهذه الأحواض بعيدة عن التلوث.
وعن سبل الوقاية، يتحدّث عون أنّها تبدأ بمسؤولية الدولة بتكرير مياه الصرف الصحي ومياه المعامل بشكل متواصل غير موسمي، إلى جانب إمكانية تطعيم الأشخاص ضد الكوليرا والصفيرة والتيفوئيد.