المصدر: نداء الوطن
الكاتب: محمد دهشة
الأربعاء 24 نيسان 2024 07:33:53
تخطف الانتخابات البلدية الأضواء الاختيارية في المعادلة اللبنانية وسط الخلافات السياسية والانقسامات، بانتظار كلمة الفصل بإجرائها أو تأجيلها في الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً عبر التصويت على «اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025، المقدّم من النائب جهاد الصمد».
ورغم الأهمية البالغة للدور الذي تلعبه البلديات كسلطات محلية في عمليتي الإنماء وخدمة المواطنين، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة وتراجع خدمات مؤسسات الدولة، إلا أن المخاتير ما زالوا يشكّلون عامل أمان ويؤدّون دوراً لا يقل أهمية عن رؤساء البلديات ومجالسها واتحاداتها في خدمة المجتمع.
ولا يختلف المخاتير عن غيرهم من رؤساء البلديات وحتى القوى السياسية والمجتمع المدني عن كيفية النظر إلى الاستحقاق الانتخابي، حيث ينقسمون بين مؤيد لإجرائها أو معارض وبينهما متحفّظ، ارتباطاً بظروف البلد الصعبة، إضافة إلى ما استجدّ عن السنتين الماضيتين لجهة التصعيد العسكري في الجنوب ارتباطاً بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
في السابق، مددَّ المجلس النيابي للمجالس البلدية مرّتين متتاليتين، الأولى العام 2022 لمصادفة توقيتها مع موعد إجراء الانتخابات النيابية، والثانية العام 2023 لعدم توفّر الاعتمادات المالية اللازمة وعدم جاهزية القوى الأمنية اقتصادياً ولوجستياً، فيما يتوقع الآن تأجيلها هذا العام 2024 بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في البلد، ولا سيما الحرب الدائرة في جنوب لبنان بين إسرائيل و»حزب الله».
ويقول رئيس رابطة مخاتير صيدا إبراهيم عنتر لـ»نداء الوطن»: «نحن مع إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها المحدّدة، لأن تأجيلها يعني أنّ كل شيء بات موقتاً وليس دائماً، ولم تجدّد شرعية المخاتير عبر ثقة المواطنين بهم عبر صناديق الاقتراع وفي ظل تنافس شريف لخدمتهم».
لكن عنتر رأى «أن الواقع لا يسمح بإجرائها وخاصة في بعض المناطق، وتحديداً في الجنوب حيث العدوان الإسرائيلي على القرى، والبلدات الحدودية مع وجهتي نظر رفض تجزئتها على اعتبارها استحقاقاً متكاملاً، ورفض التمديد كونه يأتي استكمالاً للفراغ وبالتالي فإن إجراءها هو قوة للبنان في مواجهة الحرب والانهيار».
وتطرق عنتر إلى صعوبة عمل المخاتير في ظل الأزمات المتلاحقة، وقال: «نحاول سدّ الثغرات والثقوب في الدولة، نحن صلة وصل بين مؤسساتها والمواطنين، لكن الواقع صعب للغاية مع استمرار الفراغ الرئاسي، لقد أصبحنا جسداً بلا رأس نمشي وسط حقل من الألغام ونحاول أن نبقى على قيد الحياة».
بالمقابل، يؤيد مختار حي الدكرمان في صيدا محمد بعاصيري التأجيل، ويقول لـ»نداء الوطن»: «أنا مع التأجيل لأن البلد منقسم على نفسه، وربما الانتخابات تزيد الانقسام أكثر، في وقت نحتاج فيه إلى الوحدة لمواجهة المخاطر التي تُحدق بلبنان على مختلف المستويات»، ويرى أنّ «ما يعيشه لبنان غير طبيعي وبالتالي فإن إجراء الاستحقاق قد لا يحقق الغاية المنشودة منه. نعيش وسط مشاكل مالية واجتماعية وليس هناك خطة للخروج من النفق المظلم، كل شيء منهار، وعمل المخاتير باتت محفوفاً بالمخاطر مع الإقفال وتراجع مؤسسات الدولة والحمد لله الذي ما زلنا نستطيع تسجيل أوراق الملكية ونستحصل على إفادات الولادة والوفيات».
ويعلّق المختار بعاصيري على جدران صالونه ومكتبه المشترك العلم اللبناني وصوراً لرؤساء بارزين من صيدا، إضافة إلى رؤساء البلدية، حيث يقص شعر أحد زبائنه حيناً، وينجز معاملة مواطن حيناً آخر، بعدما جمع بين مهنته الأساس الحلاقة وبين مهامه كمختار، ويقول: «عندما نتوحّد تحت راية العلم، نتجاوز الخطر ونستطيع أن نجري أي استحقاق بلا تداعيات سلبية».