المرصد: مقتل جندي سوري آخر بالقصف الإسرائيلي على محيط دمشق

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء اليوم الأحد، إن عنصراً آخر من مرتبات الدفاع الجوي السوري، لقي حتفه متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق الليلة الماضية.

وكان المرصد أشار سابقاً إلى أن "الخسائر الأولية للهجوم الإسرائيلي قتيل و6 جرحى من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لإيران"، في ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري، أن الهجوم أدى إلى مقتل عسكري وإصابة ثلاثة آخرين، مشيرة إلى أن "العدوان انطلق من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من مواقعنا العسكرية في المنطقة الجنوبية وأحد الأبنية السكنية في منطقة كفرسوسة بمدينة دمشق".
 
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مراسلها الذي كان في الموقع صباح الأحد الحفرة  التي وصل طولها إلى نحو 30 متراً وعرضها أكثر من عشرة أمتار.

وأشار المراسل إلى تضرّر واجهة مبنى سكني مؤلف من ثمان طبقات، فيما فرضت الشرطة طوقاً حول المكان مع مواصلة رجال الإطفاء عمليات التبريد بعد إخماد الحريق.
 
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ" حزب الله ". وهي نادراً ما تؤكّد تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتحدّثت إذاعة "شام أف أم" المحلية عن "انفجار مستودع ذخيرة جراء الاعتداء الاسرائيلي الذي استهدف أحد النقاط في محيط العاصمة".

وقالت الإذاعة "تُسمع أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء في شوارع المدينة".

ولفت أحد سكّان منطقة المزة في غرب دمشق لوكالة " فرانس برس " إلى أن "أصوات الانفجارات كانت واضحة للغاية ومتتالية، وشممنا بعد ذلك رائحة بارود قوية".
 
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غارات إسرائيلية استهدفت مبنى في حي كفرسوسة ومقراً عسكرياً قرب دمشق و"اسفرت عن مقتل مقاتل موالٍ للنظام وأصابة ستة آخرين، بينهم سوريان على الأقل".

وأشار المرصد ومقرّه في المملكة المتحدة لكنه يتمتع بشبكة مصادر واسعة في البلاد إلى "أن المبنى الذي كان يتواجد فيه مقاتلو +محور المقاومة+ في كفرسوسة، تم تدميره بالكامل".

ويضم حي كفرسوسة الراقي بدمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أبنية رسمية ومقار عسكرية وأمنية فضلاً عن مركز ثقافي إيراني.

وتناقل إعلاميون محليون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهرُ حريقاً مندلعاً في منطقة سكنية في حي كفرسوسة بدمشق.
 
وفي بيان الأحد، قال الجيش الإسرائيلي "أمس السبت اقتربت مسيرتان من منطقة في شمال إيلات انطلاقا من الأراضي السورية وقد تم اعتراضهما".

وأضاف البيان "ردّاً على ذلك ضرب الجيش خلال الليل مركز قيادة عسكرياً سورياً ومنشآت. وقد أصيبت أيضاً أهداف إرهابية تستخدمها وحدة الدفاع الجوي في الجيش السوري".
 
وشدّد على أن "النظام السوري مسؤول عن كل النشاطات الإرهابية التي تجري على أراضيه وسيحمل مسؤوليتها".
 
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل و" حماس " في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، عندما شنّت الحركة الفلسطينية المدعومة من إيران هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل.

لكن وتيرة الضربات "تراجعت بشكل لافت" وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ القصف الذي استهدف مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في نيسان (أبريل) وأسفر عن مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كذلك، شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.