المسؤولون منشغلون بالسجالات... واللبنانيون محاصرون اقتصادياً وصحياً ومعيشياً

بانتظار الساعات المقبلة، وما يمكن أن يتضمّنه الموقف الذي قد يعلنه رئيس الجمهورية ميشال عون، لا يبدو أن اللبنانيين المحاصَرين اقتصادياً، وصحياً، ومعيشياً، يعيرون هذا الموضوع جانباً من اهتماماتهم لأنّ ما يشغلهم في يوميّاتهم أكبر بكثير مما يقوله هذا المسؤول أو ذاك، وسجالات ذلك مع ذينك، فالهمّ الأكبر لدى الناس هو كيفية تأمين قوتهم وصمودهم بوجه الأزمات المتلاحقة التي تحاصرهم وتنغّص عيشهم.

وفي سياق المواقف، والاتهامات، والسجالات، التي يثيرها تحديداً التيار الوطني الحر، خصوصاً بعد فشله في الطعن أمام المجلس الدستوري بقانون الانتخابات، شدّد عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب محمد خواجة، في حديثٍ مع "الأنباء" الإلكترونية على أن لا علاقة للثنائي الشيعي بعمل المجلس الدستوري، قائلاً: "لو اتّخذ الدستوري أي موقف بالنسبة لتصويت المغتربين لما كنا اعترضنا"، مذكّراً بأن كتلة التنمية والتحرير سبق لها وصوتّت على القانون 44 / 2017، وصوّتنا على اقتراعهم في الداخل، وحزب الله صوّت على اقتراعهم في الخارج، ولو أنّ المجلس أقرّ تصويتهم في الخارج فلن يكون عندنا مشكلة"، وأضاف: "فلو كانوا جادّين كما يدّعون فلماذا لم يتخذوا الإجراءات التنفيذية لانتخاب المغتربين عندما كانت وزارة الخارجية في عهدتهم سنوات عدة، حتى أنّ كيفية التصويت ليست واضحة، ولا طريقة الترشّح والانتخاب".

وعن المواقف التي قد تصدر عن الرئيس عون، رأى خواجة أنّ "من حق رئيس الجمهورية أن يتحدّث بما يريد، وعلى ضوء ما يقول يُبنى على الشيء مقتضاه"، لافتاً إلى أنّ "الأوضاع الداخلية بشكلٍ عام ليست مريحة على الإطلاق. وبعد أن دخلنا في إجازة الأعياد فكل المشاكل رُحّلت إلى السنة الجديدة، وخاصةً الأزمات الاقتصادية، والنقدية، والمعيشية"، مشيراً إلى أنّ "غالبية اللبنانيين يتركّز همّهم على كيفية تأمين مستلزمات الحياة في ظل الغلاء الفاحش، والارتفاع المفرط للدولار، ولم يعد يهمّهم مَن هو على حق في التراشق الكلامي ومَن ليس على حق بهذا التراشق".