المصدر: وكالة أخبار اليوم
الجمعة 8 كانون الثاني 2021 14:07:31
كتب عمر الراسي في وكالة أخبار اليوم:
"فلت الملق" بشكل تام على المستوى الصحي، فلا المستشفيات تلتزم بزيادة عدد الاسرة لاستقبال المزيد من المرضى المصابين بفيروس كورونا، ولا الناس يأخذون الحيطة لتجنب الحاجة الى المستشفيات.
فقد امهلت اللجنة الوزارية الصحية برئاسة نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر، التي اجتمعت يوم الاثنين الفائت بحضور وزير الصحة حمد حسن، المستشفيات الخاصة حتى يوم الاثنين المقبل من اجل استحداث او تخصيص اقسام ICU (وحدة العناية المركزة) الخاصة بكورونا، تحت طائلة المعاقبة، الامر الذي رفضته المستشفيات متمنية اعادة النظر بالمهلة خاصة وان وزارة الصحة تعلم حجم الازمة المالية التي يعانيها القطاع.
ولكن في هذا الوقت نسبة الصابات ترتفع، وكما ان المرضى الذين يحتاجون الى مستشفيات، لا يجدون سريرا لهم... فهل اصبح القطاع الاستشفائي عاجزًا عن استقبال المرضى... وسيموت الناس على ابواب المستشفيات؟!
يؤكد وزير الصحة الاسبق الدكتور محمد جواد خليفة ان لبنان من اقوى الدول على مستوى النظام الصحي في المنطقة، لكن القضية "مناقرة"، معتبرا انه لو إستغلت الطاقة الاستشفائية الموجودة في لبنان بالطريقة السليمة لاستطاعت المستشفيات ان تستوعب اضعاف المرضى الذين تعالجهم اليوم، ولكن للاسف الشعب رهينة ويتعرض للابتزاز نتيجة المقايضات بين الاطراف المعنية، مشيرا الى ان المستشفيات تعاني من الفوضى والارباك نتيجة ادخال معطيات ببعضها البعض لا علاقة لها بعلاج المرض.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، يستغرب خليفة الضياع التام وسوء ادارة هذا الملف، قائلا: فيروس كورونا لم يظهر منذ اسبوع، ولم يصل الى لبنان بالامس، بل الجميع يدرك مخاطره منذ اكثر من عام، فكان يفترض ان يكون الوضع افضل على مستوى ادارة المستشفيات، وبالتالي كان يجب ان تكون خريطة المستشفيات المتخصصة لاستقبال مرضى كورونا جاهزة وواضحة، وان تكون الدولة قد وضعت لها الموازنات والاموال التي تستعملها عند الحاجة.
ويعتبر ان معظم المرضى ما كانوا ليحتاجوا العناية الفائقة لو استطاعوا ان يجدوا سريرا لهم في مستشفى في اليوم الاول من المرض، اي قبل ان يتدهور وضعهم الصحي، آسفا الى ان بعض المرضى يعمد الى شراء اجهزة التنفس لوضعها في المنازل.
كما يأسف خليفة الى ان المسؤولين "يزعلون" من اصحاب الخبرة والعلم والشأن حين يتكلمون عن الوضع الحالي، وهذا شر البلية ما يضحك، حيث الجاهل يريد ان يعلّم العاقل.
ويذكّر خليفة، انه منذ اليوم الاول، كان يفترض بالحكومة ان تمول تأمين اقله خمسمئة سرير، وعندها لكانت استطاعت المستشفيات تشييد المستشفيات الميدانية- وهي ابنية جاهزة préfabriqué - يمكن وضعها في مرآب السيارات موقتا.
وردا على سؤال، يعتبر خليفة ان هذه الازمة ستمر لكن بثمن مرتفع جدا، قائلا: هناك فرق كبير ما بين الخروج منها باقل ضرر ممكن لان الدولة كانت مستعدة وجاهزة او ان تمر باكبر ضرر بسبب عدم ادراك خطورة الوباء، ورمي المسؤوليات، مشيرا الى ان نسبة الاصابات التي تسجل في لبنان متقاربة مع النسب التي تسجل في مختلف دول العالم، ويقول: منذ اشهر احتفلوا بانهم انتصروا على المرض، في وقت كنا ما زلنا ننادي ونحذّر بان التفشي لم يصل فعليا الى لبنان .
ويختم: كان يفترض قبل الاحتفال النظر الى الصورة المكتملة للمرض، وها نحن قد وصلنا اليها!