"المستوي" زار "المهتري"...

لا حاجة للضجّة التي تسبّبت بها زيارة الوفد الوزاري اللبناني سوريا.

فبعَلَم لبناني، أو من دونه، حتى ولو من الناحية البروتوكولية، لا أهمَيّة لتلك الزيارة إلا على صعيد أنها تمّت برعاية أميركية، وبتوافُق أميركي - روسي، انطلاقاً من أن "المستوي" أي الوفد اللبناني، يزور "المهتري" أي سوريا، على وقع النيران التي "تهلطهما" معاً، وهو الحصار بسبب تموضعهما في المحور الإيراني. 

ما قيمة؟

فما هي قيمة وضع العَلَم لبناني في سوريا، طالما أن من يحكم دمشق هي روسيا وإيران، بينما هو (العلم اللبناني) يرفرف في كلّ من موسكو، وطهران؟ وما قيمة زيارة لبنانية الى سوريا، طالما أن لا نفع منها، إذا جنحت عن المرسوم لها، وهو أن تكون بداية لتتمّات وتتمّات أخرى، مع الجانبَيْن الأردني والمصري؟ 

بوّابة

أمر واحد يستحقّ التوقّف عنده، في كلّ ما حصل، وهو أنه يتوجّب على سوريا أن "تبوّس" الأيدي اللبنانية "وجّ وقفا"، لأن الرّغبة الأميركية - الدولية بتخفيف الأعباء عن لبنان، من البوّابة المصرية - الأردنية، ستمكّنها (سوريا) من "الفوز" بصيانة أو بإعادة إعمار بعض البنى التحتية وأنابيب الغاز الخاصّة بها، أي انه مهما "لفّت الأيام ودارت"، يبقى "جميل" لبنان على دمشق، ويبقى هو بوّابتها الى العالم، والى فكّ عزلتها، وليس العكس، وذلك بغضّ النّظر عن المعوّقات التي قد تظهر على طريق تحقيق هذا المشروع، مستقبلاً. 

مفاوضات

شدّد الوزير السابق رشيد درباس على أن "الأميركيين والروس يقومون بما يسمح للبنان بعَدَم السّقوط الكامل".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "من هذا الباب، تعمل واشنطن وموسكو على توفير بعض الغاز والكهرباء، حتى لا نقع نهائياً. ولكن لا يزال لبنان مُعلَّقاً على طاولة المفاوضات العامة، حتى الساعة". 

لن يتغيّر؟

وعن الضجّة الزائدة التي أثارتها الزيارة اللبنانية الأخيرة لسوريا، رأى درباس أنه "في أوقات السجال السياسي، يحاول كل طرف أن يجد شيئاً، يدعم من خلاله المطالبة بما يحتاجه، بموازاة العمل على تقوية نقاط القوّة لديه. ولكن حقيقة الأمور مكشوفة مثل "عين الشمس".

وأضاف:"على سبيل المثال، لا تُشكَّل الحكومة في الوقت الراهن، لأن لا مصلحة من جراء ذلك، لدى رئيس الجمهورية (ميشال عون)، و"حزب الله". وهذا الواقع لن يتغيّر، إلا إذا تبدّلت بعض الوقائع". 

سجالات

وقال درباس:"لا إمكانيّة لتلمُّس هذا النّوع من المتغيّرات في العادة، إلا من خلال تطوّرات قد تحصل على الخطّ الفرنسي - الإيراني مثلاً، أو على مستوى خطوط إقليمية - دولية أخرى، مؤثّرة في المشهد اللبناني".

وختم:"عندما تعذّر على الرئيس تمام سلام أن يشكّل حكومته خلال عشرة أشهر، بين عامَي 2013 و2014، ما حدث في ذلك الوقت هو أنه بعد التعثُّر هذا، حمل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بشرى اقتراب التشكيل في شباط 2014، بعدما كشف من خلال بعض اتّصالاته عن أن واشنطن وطهران اتّفقتا على ذلك. أما السجالات الداخلية، فما هي أكثر من مواد للصّحف، والإذاعات، والشاشات".