المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الاثنين 8 كانون الثاني 2024 13:11:49
لم يفاجئ الخرق السيباريني لمطار رفيق الحريري الدولي الاحد، أحدا، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. فالكل يعرف، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ان المطار مكشوف بسبب سيطرة فريق سياسي – عسكري، عنينا حزب الله، عليه، وقد حملت السنوات الماضية، أكثرَ من دليل على كونه واقعا تحت سيطرة الحزب.
نذكّر هنا، باغتيال جبران تويني فور وصوله من الخارج الى لبنان، عبر المطار، عام 2006، كما ونذكر بأن الحزب أقام الدنيا ولم يقعدها واحتل بيروت في 7 ايار 2008، بعد ان قررت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ة إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي من منصبه.
المطار اذا تحت قبضة الحزب، أمنيا و"جغرافيا" ايضا في قلب الضاحية الجنوبية، والتقاريرُ تكثر عن استخدامه لنقل السلاح الى الحزب ايضا. من هنا، فإن ما كُتب على شاشات المطار امس، لم يكن صادما، بل هذا تماما ما تحذّر منه القوى السيادية في لبنان، منذ سنوات.
وفي انتظار كشف الجهات التي تقف وراء الخرق، مع عدم استبعاد فرضية ان تكون تل ابيب تقف خلف هذا العمل التخريبي، وسط خشية من ان يكون مقدمة لعمل امني كبير على غرار الاستهدافات التي تطال مطار دمشق اليوم مثلا وحتى مرفأ بيروت في 4 آب، تذكّر المصادر ايضا بعملية خطف الموظف في شركة "طيران الشرق الاوسط" جوزيف صادر الذي كان دوره يعنى بتعزيز الامن الالكتروني للمطار.
الرجل الذي خُطف على طريق المطار، في منطقة تابعة امنيا للحزب، والذي افيد انه ازعج الاخيرَ في المطار بما انه كشف كاميرات مراقبة يديرها الحزب في ارجائه، كان يجب ان يحمي المطار من خروقات كالتي تعرّض لها امس، ولكن يبدو ان حماية "الحزب" أهمّ من حماية المطار..
انطلاقا من هذه المعطيات كلّها، تسأل المصادر عن التقاطع المقلق بين حزب الله والاسرائيليين، او بينه وخصوم لبنان واعدائه اينما كانوا، الذين قرصنوا امس نظامه الالكتروني في المطار، وعن تلاقيهما على كشف أمن المطار ولبنان واللبنانيين وتعريض سلامتهم ومصالحهم اليومية الحياتية، للخطر. وتعتبر ان لا بد، أمام عجز الدولة عن بسط سيادتها على مرافقها واراضيها، من ان تبحث عن حلول اخرى لحماية اللبنانيين.. هذه الدولة لا تريد ازعاج الدويلة، حسنا، لكن في المقابل، فلتبحث عن مخارج تريح اللبنانيين وتحميهم، كالعمل على تشغيل مطارات اخرى ومنها في حامات مثلا.. فهل تفعل؟!