المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الخميس 4 تموز 2024 09:55:24
دعا حزب الكتائب اللبنانية إلى إعلان حالة طوارئ في الجنوب، بعدما كانت قوى المعارضة في بيانها الأخير طرحت المطلب نفسه بين جملة إجراءات، ربطاً بالحرب الدائرة هناك، وسط تفسيرات وتساؤلات لما تقتضيه حالة الطوارئ، وهل هي اجتماعية، إنسانية، طبية، أو دعم النازحين وقرى الشريط الحدودي، ولاسيما المسيحيين منهم، حيث لا يزال معظمهم في منازلهم، مع الإشارة إلى أن ثمة تنسيقاً حصل على أعلى المستويات بين السفارة البابوية وبكركي، وكان هناك دعم لأهالي بلدة رميش وعين أبل وسائر قرى الشريط، ليس فقط المسيحيين بل كل الطوائف والمذاهب من أجل تعزيز صمودهم، والتشديد على ترسيخ الوحدة الوطنية، ومن ثم عدم تكرار تجربة ما حصل في بداية حرب السنتين عام 1975 وسواها من مجازر في العيشية، وتهجير أهلها إلى رميش وعين إبل وغيرهم من القرى والبلدات المسيحية. لكن المرحلة مغايرة، إذ ليس هناك أي شيء من هذا القبيل.
أما عن حزب الكتائب، فالمعروف أنه في سجال يومي مع "حزب الله"، ولا يريد هذه الحرب تحت أي تفسيرات. ولهذه الغاية، ثمة التباس حول إعلان حالة الطوارئ التي طالب بها من دون أن تحدد الأسباب، وخصوصاً أن بعض الأحزاب المسيحية الأخرى، كـ"القوات اللبنانية" وحزب الوطنيين الأحرار ترفض ما يجري في الجنوب، وبالتالي هناك انقسام كبير وخلاف مع "حزب الله" في هذا السياق، فيما يتمايز "التيار الوطني الحر" بين هبّات باردة وساخنة، وقد قال على لسان رئيسه النائب جبران باسيل إن "حزب الله" يدافع عن أهل الجنوب، بمعنى أن ثمة دعما له، لكن ذلك يأتي وفق مقتضيات المرحلة السياسية، ولاسيما أن باسيل يناور في السياسية وفق الحاجة والظروف المسيحية السياسية للتيار والمرحلة الراهنة.
عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش قال لـــ "النهار" إن "الهدف مما قصدناه في حزب الكتائب من إعلان حالة طوارئ، أن تجتمع الحكومة والمجلس النيابي من أجل اتخاذ قرار واضح بالنسبة إلى هذه الحرب التي تم إقحامنا فيها، ولا ناقة لنا ولا جمل. فنحن إنسانياً متعاطفون مع أهل غزة، وندين ما يحصل من جرائم وقتل ومذابح ودمار، لكن ما الهدف من إشعال جبهة الجنوب وهذا الدمار الكبير؟ إلى عشرين سنة أو أكثر لا يمكننا أن نزرع شجرة بسبب القذائف الفوسفورية التي أحرقت الأخضر واليابس. الحكومة مستقيلة كلياً من واجباتها، والمجلس النيابي لم يجتمع مرة ليقول لنا ما يحصل ويأخذ رأينا، فليستمعوا إلينا حول ما يجري في الجنوب وموقفنا من الحرب. هذا ما قصدناه بإعلان حالة الطوارئ التي تقضي أولاً، وهنا بيت القصيد، بانتشار الجيش اللبناني، وعندما يتصدى الجيش لإسرائيل، وهو قادر على ذلك، فنحن إلى جانبه إضافة إلى اليونيفيل، ويجب العودة أيضاً إلى اتفاق الهدنة عام 1949 وتطبيق القرار 1701، فلماذا لا ينتشر الجيش؟ ولماذا حزب الله أقحمنا في هذه الحرب؟ بناء على هذه الأجواء والمعطيات، كان بيان المعارضة من أربع نقاط، قضت النقطة الأولى بأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها كاملة تجاه ما يحصل في الجنوب، والأمر عينه للمجلس النيابي الذي عليه أن يجتمع ويأخذ رأينا ويستمع إلى ما نقوله في هذا الإطار، لذا ثمة مواكبة ومتابعة من الكتائب لحالة الطوارئ التي أشرنا إليها، والأمر عينه ضمن المعارضة، وسنلاحق هذه المسألة على الصعيد الديبلوماسي مع السفراء والجهات المعنية، لأن ثمة فئة واسعة في لبنان لا تريد الحرب".
ويخلص حنكش الى أن "هذه الحرب لا أفق لها، ولبنان يعاني الأمرّين. والسؤال: هل هناك بلدان؟ بلد يسهر في جونيه والجبل ويقيم حفلات ولديه كل مقومات الحياة والعيش، وبلد فيه رعد واحد، ورعد إثنين وصواريخ ومنصات صواريخ وسوى ذلك؟ هل هذا معقول؟ نحن أبناء وطن واحد، ويجب أن تتوقف هذه الحرب على الفور. قرارها اتخذ من دون مشورتنا والوقوف على رأينا، لذا فإعلان حالة الطوارئ قضية موضع متابعة وملاحقة، تلافيا لاستمرار تدمير البلد ومقومات الحياة والعيش، والنزف المستمر في ظل الحكومة المستقيلة من واجباتها، والمجلس النيابي الذي لم يجتمع للاستماع حول ما نريد أن نقوله في هذا الصدد".