المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 20 شباط 2025 12:45:08
أمل رئيس الجمهورية جوزيف عون بـ"دعم الدول العربية كي يعود لبنان شرفة العرب كما كان يقول مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود." وأمام وفد ضم السفراء العرب زاره امس في قصر بعبدا، جدد التأكيد على أن "لبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول، ولا سيما الدول العربية الشقيقة." وأشار رئيس الجمهورية إلى أن "ما يحصل في المنطقة لا تقتصر تداعياته على الشعب الفلسطيني فقط بل تطال الدول العربية كلها ومن بينها لبنان." وشدد على أنه "لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة إلا من خلال موقف عربي موحد".
الى ذلك، تضمن البيان الوزاري لحكومة الاصلاح والانقاذ، الذي أقر الاثنين، التزامًا بـ"تحييد لبنان عن صراعات المحاور" في المنطقة، و"عدم استخدام لبنان منصة للتهجم على الدول الشقيقة الصديقة". أما في اولى جلسات مجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة، فشدد الرئيس عون على "ضرورة عدم توجيه اي انتقاد الى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى ان التعبير عن الآراء من قبل السيدات والسادة الوزراء، يكون عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول".
رئيس الجمهورية يضع اذا في سلم اولوياته، ترتيب العلاقات اللبنانية مع المحيط العربي عموما والخليجي خصوصا. وتقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، إن عون، يعرف ان لا قيامة للبنان من الحفرة التي يتخبّط فيها، اذا لم يُصر الى ردم الهوة التي خلقها أداء الحكم السابق، إبان إمساك حزب الله بالوكالة عن ايران، بالساحة والقرار اللبنانيين، بين بيروت والعواصم العربية والخليجية الكبرى، بفعل تصدير السلاح والمسلحين والكبتاغون اليها من جهة، ومهاجمتها وتخوين قادتها من جهة ثانية.
عملية ترميم الجسور التي حرقها الحزب وحلفاؤه، ستحتاج الى وقت، تتابع المصادر، ولن تحصل بين ليلة وضحاها، وما العهد في صدده اليوم هو مقدّمات وخطوات ايجابية نحو هذا الترميم لا اكثر. والرئيس عون يعرف هذه الحقيقة ويعرف ايضا ان هزيمة محور ايران في لبنان لا تعني تلقائيا عودة العلاقات الى طبيعتها بيننا والخليج. فالاخير وعلى رأسه السعودية، غير مهتمين بـ"التطبيع" او "التعاون" او الاستثمار او السياحة، في دولة فاشلة لا تقوم بما يجب القيام به مِن أجل إنقاذ نفسها.
من هنا، رئيس الجمهورية استعجل الحكومة، ويستعجل اليوم الثقة، للشروع في ورشة اصلاحية ترسل اشارات ايجابية الى الخارج، كما انه يصر على تطبيق القرارات الدولية واتفاق وقف النار وتسليم الجيش الاراضي اللبنانية كلها والحدود، تطبيقا لخطاب القسم وللبيان الوزاري، بما ان مطلب حصر السلاح بيد الشرعية، مطلب عالمي أممي عربي غربي، يتصدّر الشروط الخارجية للدعم والعودة والمساعدة في اعادة الاعمار.
يقترب الرئيس عون من زيارة الى الدول الخليجية يفترض ان تساهم ايضا في اعادة الحرارة الى المناخات بين لبنان وهذه العواصم، لكن الاهم يبقى الافعال التي يريد العرب رؤيتها وهم لم يروها حتى الساعة، قبل اي خطوة ايجابية مِن قِبلهم تجاه لبنان، تختم المصادر.