النفايات في شوارع طرابلس ... مسؤوليّة من؟؟

كتبت دموع الاسمر في الديار: 

منذ ثلاثة ايام، اضرب عمال الشركة المولجة بجمع النفايات في طرابلس، احتجاجا على التأخير في تسديد رواتبهم التي لا تسد رمقا ... تلقوا وعدا، فعلقوا الاضراب وعادوا الى مزاولة اعمالهم. لكن هذه العودة، حسب ما يبدو ليست كاملة، فمشاهد النفايات عادت متراكمة على جوانب الطرقات والارصفة، في احياء المدينة من ابي سمراء الى الميناء والتل والزاهرية والضم والفرز ..

فالنفايات أزمة اخرى، تضاف الى ازمات المدينة التي تعاني من شتى اشكال الاهمال والتردي والتراجع الخدماتي. وتراكم النفايات بحد ذاته شأن يؤذي البيئة والصحة العامة، اضافة الى المناظر المؤذية التي تسيء الى صورة المدينة، وتجعلها مدينة موبوءة بالروائح الكريهة والسموم التي تنبعث في الاجواء ...

وهذه المشاهد المؤذية تشير الى ما آلت اليه اوضاع المدينة من اهمال وعجز عن حل الازمات، والى واقع عمال البلدية المزري ماديا، والى تفاقم الازمات التي وضعت موظفي وعمال البلدية والشركة المكلفة جمع النفايات، امام مأساة الرواتب المتدهورة امام سعر صرف الدولار، فازداد العمال فقرا وجوعا وعجزا عن تأمين ابسط حاجياتهم في شهر الصيام .

وتثير الاوساط الاهلية مسألة النفايات، خاصة في شهر رمضان، وما يعنيه هذا الشهر من مضامين وعناوين انسانية واجتماعية ... قضية النفايات اليوم باتت الهاجس الاول لدى المواطنين الطرابلسيين الذين يجدون ان مدينتهم مهملة ومتروكة لقدرها، ولم يلحظوا اهتماما جديا باي قضية من قضاياها المزمنة .

ولعل جبل النفايات، ابرز الازمات التي لم تجد حلا جذريا لها سوى تأجيل للمشكلة، وبات في وضع غير قابل للاستيعاب، وجرى نقاش حوله دون الوصول الى حل نهائي او ايجاد بديل له. من جهة ثانية، لا تزال عصارة النفايات تذهب الى البحر وتسبب تلوثا بيئيا خطار. وانتشار النفايات في الشوارع، خاصة في ابي سمراء، كان فرصة لبعض مالكي البقر في مزارع تقع على اطراف ابي سمراء بجرهم الى النفايات، في ظل غلاء العلف، دون مراعاة للسلامة العامة، عدا تجول البقر في الشوارع العامة في ابي سمراء، وما تسببه من مناظر مؤذية، ومن تلوث يصيب المنتوجات الحيوانية في غياب الرقابة والمحاسبة.