المصدر: النهار الكويتية
الجمعة 22 تموز 2022 21:41:46
أظهر تحقيق أجراه جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، أن وحدة سرية تابعة لـ"حزب الله" نفذت هجومين إرهابيين ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في بوينس آيرس في تسعينات القرن العشرين أسفرا عن مقتل العشرات، وفقاً لصحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية.
وتقدم دراسة "الموساد" وصفاً مفصلاً لكيفية التخطيط للهجومين، بما في ذلك تهريب المواد الخاصة بالمتفجرات إلى الأرجنتين في زجاجات الشامبو وعلب الشوكولا.
وفي وقت أكد "الموساد" أن الاستخبارات الإسرائيلية لا تزال تعتقد أن إيران، التي تدعم "حزب الله"، وافقت على تنفيذ الهجومين ومولتهما وقدمت التدريب والمعدات للمنفذين، تتعارض نتائج التحقيق مع مزاعم إسرائيل والأرجنتين والولايات المتحدة حول دور طهران على الأرض، وتواطؤ مسؤولين محليين ومواطنين في العملية.
ويعود الهجوم الأول الذي قتل فيه 29 شخصاً عام 1992 إلى تفجير السفارة الإسرائيلية. أما الهجوم الثاني، فاستهدف مقراً للجالية اليهودية عام 1994، ما أسفر عن مقتل 86 شخصاً.
وأذهل الهجومان إسرائيل، التي تعتبر نفسها حامية اليهود في مختلف أنحاء العالم، وأظهرت الامتداد العالمي والتهديد المتزايد لـ"حزب الله" في حينه.
وخلص تحقيق "الموساد" إلى أن الحزب نفذ العملية انتقاماً لـ"العمليات الإسرائيلية ضد الميليشيات الشيعية في لبنان"، مشيراً إلى أن "حزب الله" استخدم البنية التحتية السرية التي شيدت على مدى سنوات في بوينس آيرس ومواقع أخرى في أميركا الجنوبية للتخطيط للهجمات.
ووجد التحقيق أن المتفجرات التي استخدمت في الهجومين هربها عناصر في الحزب إلى الأرجنتين في زجاجات الشامبو وعلب الشوكولا، على متن رحلات تجارية من بلدان أوروبية عدة. وحصلت شركة تجارية تستخدم كغطاء لعمليات الحزب في أميركا الجنوبية على هذه المواد الكيماوية المستخدمة في صنع القنابل.
وأفاد التحقيق أن المنفذين لم يمثلوا أمام العدالة ولم يقتلوا في الهجمات التي شنتها إسرائيل على الحزب على مر السنين، إنما يقيمون في لبنان حتى الساعة.
وأصدرت "منظمة الشرطة الجنائية الدولية" (الإنتربول) "نشرات حمراء" استهدفت شخصين متهمين بتنفيذ الهجومين، وحدد التحقيق أنهما عنصران في "حزب الله".
وقُتل قائد عمليات الحزب عماد مغنية، الذي ذكره تحقيق "الموساد" على أنه رئيس الوحدة التي نفذت الهجومين، في عملية إسرائيلية أميركية مشتركة عام 2008.
واستندت استنتاجات "الموساد" إلى معلومات من عملاء، واستجواب المشتبه بهم وعمليات المراقبة والتنصت. وأكدت نتائج التقارير الداخلية في مقابلات أجريت هذا الشهر مع خمسة من كبار المسؤولين الحاليين والسابقين في "الموساد".