الهجرة عبر المتوسط.. ألفا وفاة خلال النصف الأول من 2023

تحوّل البحر الأبيض المتوسط خلال السنوت الأخيرة، إلى مقبرة لأحلام من حاولوا عبوره إلى أوروبا، ورغم محاولات وقف هذه الظاهرة، لم تتعب القوارب غير الشرعية من محاولة إنجاز مهمتها.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إنه خلال النصف الأول من العام الحالي، نحو ألفي شخص لقوا حتفهم غرقا في المتوسط، مقارنة بنحو 1400 في الفترة نفسها من العام الماضي.

أرقام تتزايد.. وإيطاليا "الأكثر استقبالا"

شهدت إيطاليا على وجه الخصوص زيادة كبيرة في عدد المهاجرين، مع استقبالها أكثر من 60 ألفا حتى الآن، هذا العام، مقارنة بأقل من 27 ألفا العام الماضي.

تقدر المنظمة الدولية للهجرة أن إجمالي المهاجرين عن طريق المتوسط إلى أوروبا المتوسطية، وصل إلى أكثر من 82 ألفا هذا العام.

لكن في الإجمال، سُجل أكثر من 20 ألف وفاة منذ عام 2014، على طول الطريق البحري الخطير بين شمال إفريقيا والشواطئ الجنوبية لأوروبا.

منذ عام 2015، تم إنقاذ نحو 300 ألف شخص أثناء محاولتهم العبور عبر البحر الأبيض المتوسط، وفق وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية.

نقطتا الانطلاق

تعد تونس وليبيا نقطتا الانطلاق الرئيسيتين لزوارق الهجرة غير الشرعية، عبر المتوسط، فيما تشكل إيطاليا وجزرها، واليونان وجزرها نقاط الوصول الرئيسية.

لا شك أن أزمة أوكرانيا شتتت أنظار العالم عن زوارق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، لكن عودة الأرقام إلى الارتفاع خلال هذا العام، لأول مرة منذ عام 2017، دفعت الدول المتأثرة لدق ناقوس الخطر.

"استنساخ الاتفاق الأوروبي التونسي"

وتعليقا على هذه التطورات، تحدث الخبير في الشؤون الأوروبية، يانيس كوتسوميتيس، لـ"سكاي نيوز عربية"، قائلا:

"أعتقد أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الاتحاد الأوروبي وتونس، هو نموذج يمكن استنساخه مع دول أخرى في حوض المتوسط".

"هذا نصر للجميع، خاصة للاتحاد الأوروبي الذي لديه حاجة لأن تكون هناك هجرة منظمة، ولدول شمال إفريقيا التي تواجه تدفقا كبيرا للمهاجرين غير الشرعيين من دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا".

"يمكن من خلال مثل هذه الاتفاقيات، أن تتواجد طريقة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين أوروبا ودول شمال إفريقيا، وأن يكون هناك أيضا تدفق منظم للاتحاد الأوروبي، وطبعا تجنب الكوارث الإنسانية التي نشهدها نتيجة غرق مهاجرين".

"أفهم نقطة الجدل التي تثيرها دول شمال إفريقيا، التي تعتبر أنه ينبغي أن يكون هناك المزيد من الدعم الاقتصادي الذي تقدمه أوروبا إلى إفريقيا، فالمبالغ ليست كافية لحل المشكلات، وسد احتياجات الدول لتنمية اقتصادها، مما يدفع الناس للبقاء في أوطانهم".

"من جانب آخر، يجب أن يكون هناك تدفق منظم للهجرة، كونها تخلق مشكلات اجتماعية في أوروبا، إذ رأينا بروز أحزاب اليمين المتطرف بالانتخابات هناك، وهذا أمر يجب أن يتوقف، وبطريقة مربحة للجميع في أوروبا ودول شمال إفريقيا".