الهجوم الإلكتروني في أوروبا... قرصنة وثائق متعلقة بلقاح فايزر/ بايونتيك

أكدت شركة "فايزر" الأميركية وشريكتها "بيونتك" الألمانية، الأربعاء، أن قراصنة "وصلوا بشكل غير قانوني" إلى وثائق مرتبطة بلقاح فيروس كورونا المستجد، جراء هجمة إلكترونية طالت إحدى الجهات التنظيمية الكبرى في أوروبا، وفقا لما نقلته رويترز.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية، التي تعمل على تقييم الأدوية واللقاحات لصالح الاتحاد الأوروبي، إنها استُهدفت بهجوم إلكتروني، دون تقديم تفاصيل.

وقالت كل من فايزر وبيونتك إنه لم يتم المس بأي بيانات شخصية للمشاركين بتجارب اللقاح.

وقالت الشركتان إن الوكالة الأوروبية "أكدت لنا أن الهجمة الإلكترونية لن يكون لها تأثير على الجدول الزمني لمراجعتها" بشأن اللقاح.

ولم يتضح على الفور توقيت أو كيفية الهجوم أو الجهة المسؤولة عنه، أو حقيقة المعلومات التي شملها الاختراق.

وقالت فايزر وبيونتك إن الوكالة الأوروبية أبلغتهما بتعرضها للاختراق، وإن بعض الوثائق المرتبطة بالتقديم التنظيمي للقاح قد تم الاطلاع عليها.

وقال خبراء إن وثائق كهذه قد تكون قيمة للغاية بالنسبة لدول أخرى وللشركات التي تسابق من أجل تطوير لقاح.

وقال مؤسس مجموعة "سي تي آي ليغ" التي تعمل على مكافحة الاختراقات المرتبطة بشؤون كورونا، مارك روجرز، إنه "عندما يتعلق الأمر بالبيانات المقدمة لهذا النوع من الكيانات التنظيمية، نتحدث عن معلومات سرية بشأن اللقاح وآلية عمله وكفاءته ومخاطره وآثاره الجانبية المحتملة المعروفة وأي جوانب فريدة" حوله.

وأضاف أن البيانات "توفر معلومات مفصلة حول الأطراف الأخرى المنخرطة في توريد وتوزيع اللقاح، ويحتمل أن يرفع (مساحة) الهجوم على اللقاح بشكل كبير".

وأكدت فايزر وبيونتك أن أنظمتها لم تتعرض لاختراق مرتبط بهذا الحادث، "ونحن لسنا على دراية إن كان أي من المشاركين بالدراسة قد تم التعرف عليه من خلال البيانات التي يتم الوصول إليها".

وامتنعت متحدثة باسم بيونتك عن التعليق، بحسب رويترز، ولم تستجب فايزر لطلب للتوضيح بشكل أكبر.

وكان لقاح فايزر وبيونتكك هو السبّاق في المنافسة العالمية لمحاربة جائحة كورونا، وقد بدأ توزيعه فعلا في بريطانيا.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إنها ستكمل مراجعتها بشأن اللقاح يوم 29 ديسمبر الحالي، وقد يتغير الجدول الزمني بشأن ذلك.

وبينما لم تفصح الوكالة سوى عن القليل بشأن الاختراق، قالت إنها تحقق بالأمر بدعم من السلطات الأمنية.

وقالت الوكالة الأوروبية في بيان إنها "لا تستطيع تقديم تفاصيل إضافية بينما لا يزال التحقيق جاريا".

ولم تستجب سلطات إنفاذ القانون والأمن السيبراني الأميركية لطلبات تعليق وجهتها رويترز إليها.

وشهدت عملية تطوير لقاحات كورونا محاولات قرصنة مكثفة استهدفت المؤسسات الصحية والطبية منذ بدء الجائحة، بعضها كانت مدعومة من قبل دول مختلفة.

وتطرقت رويترز في وقت سابق إلى مزاعم تفيد بمحاولات قرصنة مرتبطة بكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وإيران وفيتنام والصين وروسيا في حوادث منفصلة، حاولوا سرقة معلومات بشأن الفيروس وعلاجاته المحتملة.

ووثقت رويترز حملات تجسس استهدفت شركات تعمل على تطوير الأدوية واللقاحات، شملت "غيلياد"، و"جونسون آند جونسون"، و"نوفافاكس، و"موديرنا".

وكانت هيئات تنظيمية ومنظمات دولية كمنظمة الصحة العالمية قد تعرضت لهجمات متكررة منذ بدء الجائحة.

ومنذ تسجيل أولى الإصابات في الصين نهاية عام 2019، انتقلت عدوى فيروس كورونا المستجد إلى أكثر من 68 مليون شخص حول العالم، وتسببت بوفاة أكثر من 1.5 مليون شخص، وفقا لحصيلة أعدتها رويترز بهذا الشأن.