المصدر: وكالة أخبار اليوم
الثلاثاء 22 حزيران 2021 15:50:16
كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":
"حكومة مهمّة" متعثّرة حتى الثّمالة، فيما كان من المُفتَرَض أن يتمّ تشكيلها منذ آب الفائت أصلاً، وإنجاز مهامها الإصلاحيّة الإنقاذيّة في غضون ستّة أشهر، تنتهي مبدئياً في شباط الفائت، أو في آذار على أبعَد تقدير، إذا أخذنا في الاعتبار بعض الأمور التقنيّة التي كان من المُمكن أن تنعكس تأخيراً محدوداً.
"خريطة طريق"
حكومة الأشهر الستّة متعثّرة، رغم أنها محدودة في الزّمن كما هو مُفتَرَض، ورغم أنها وليدة مبادرة أجنبيّة، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً. فماذا عن الاستحقاقات البلدية والنيابية والرئاسية في عام 2022، التي لا "خريطة طريق" دوليّة في شأنها، في وقت أن اللبنانيين غير قادرين على تحريك ولو حجرة واحدة، في "الوكر" اللبناني المُظلِم؟
كوريا الشمالية
فهل تكفي العقوبات لمن يعجز عن، أو لمن يرفض تشكيل حكومة من ضمن مبادرة فرنسيّة - دوليّة، ولمن يتقصّد عَدَم تطبيق برنامجها الإصلاحي المُتَّفَق عليه دولياً؟
وهل تكفي العقوبات على مسؤولين، يحوّلون لبنان تدريجياً، الى نموذج كوري شمالي، قد يكون تغييره صعباً جدّاً في المستقبل؟
حتميّة
أكد الوزير السابق مروان شربل أن "الإنتخابات النيابية القادمة ستحصل في موعدها لأسباب كثيرة، أوّلها أن دول الخارج لا تقبل تأجيلها، و(السبب) الثاني داخلي، يعود الى أن تأجيلها سيتسبّب بفوضى في البلد".
ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "السبب الثالث والأهمّ، هو أن مجلس النواب الحالي ما عاد مُكتمِل العدد منذ مدّة طويلة، بسبب الاستقالات والوفيات لعدد من أعضائه، وينقصه عشرة نواب. ومن غير المُمكن إجراء الإنتخابات الرئاسية العام القادم، إلا بمجلس نيابي مُكتمِل العدد، أي بوجود 128 نائباً في البرلمان. وبالتالي، إذا تأجّلت الإنتخابات النيابية، فهذا يعني أن الإنتخابات الرئاسية ستلحق بها أيضاً، وهو ما لن يكون مقبولاً. وكلّ تلك العوامل تجعل الإنتخابات النيابية العام القادم، حتميّة".
عقوبات
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان خوف السياسيّين اللبنانيين من العقوبات هو الذي سيكون المحرّك الأساسي لحركتهم مستقبلاً، أجاب شربل:"كيف يتحاور المجتمع الدولي مع مكوّنات الطبقة السياسية اللبنانية، وهو يقول بموازاة ذلك إنها فاسدة؟ وكيف يلوّح لها بالعقوبات إذا لم تَقُم بالإصلاحات، بمعنى أنه يفوّضها بتطبيقها (الإصلاحات)، رغم قوله إنها فاسدة؟".
وأضاف:"لنفترض أن هذه الطبقة التي تُوَجَّه سهام الفساد إليها، طبّقت الإصلاحات. فهل يعني ذلك أنها ما عادت فاسدة؟ وهل ستُعاد الأموال المنهوبة الى الدولة في تلك الحالة؟ هذا مُعيب بالفعل. فضلاً عن أن مشاريع قوانين لإصلاحات كثيرة، باتت موجودة في مجلس النواب فعلياً، منذ وقت سابق. وما على المجلس النيابي إلا أن يجتمع، ويقوم بما تبقّى من دوره تجاه مشاريع القوانين تلك، الموجودة لديه".
اتّفاق؟
وعن رأيه بآخر المستجدات الإقليميّة، وبإمكانيّة حصول اتّفاق أميركي - إيراني في مدّة زمنيّة معقولة، قال شربل:"سواء أُبرِمَ الإتّفاق الأميركي - الإيراني أو لا، المهمّ في الموضوع هو أن يكون لاحتمالات النّجاح أو الفشَل في الوصول إليه، إيجابيات على لبنان، أو أن تكون سلبيات الإخفاق محدودة جدّاً علينا".
وختم:"لا فائدة لنا، إذا نجحت الولايات المتحدة الأميركية وإيران في التوصُّل الى اتّفاق، وتُرِك لبنان بالأزمة التي يُعاني منها".