المصدر: النهار
الكاتب: عباس صباغ
الخميس 4 نيسان 2024 07:29:34
لم يكن الاعتداء على مراقبي خط الهدنة التابعين للقوات الدولية في جنوب لبنان، الأول من نوعه، فهناك الكثير من الاعتداءات الإسرائيلية ضد أصحاب القبعات الزرق على مدار السنوات الفائتة.
لكن هل توصّل التحقيق الى تحديد كيفية حصول الاعتداء؟ وماذا عن دوريات قوات حفظ السلام في جنوب لبنان؟
زائر الجنوب وتحديداً المنطقة الحدودية يلاحظ تراجعاً في عدد دوريات قوات "اليونيفيل" على طول الحدود، ربطاً بالتطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة الحدودية الممتدة من رأس الناقورة وصولاً الى الوزّاني.
اعاقة عمل "اليونيفيل"
منذ بدء حرب غزة ومن ثم الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، اتخذت قوات "اليونيفيل" إجراءات تتناسب مع الأوضاع المستجدة على طول الحدود. فصفارات الإنذار باتت تدوّي بشكل شبه يومي في مراكز قوات حفظ السلام، ومن تلك المراكز، مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة وكذلك في معظم المراكز على طول المنطقة الحدودية. فتلك الإجراءات روتينية في حالات التوتر وبالتالي ليست دليلاً أو مؤشراً على خطوات معيّنة ستتخذها القوات الدولية، ولكن النزول الى الملاجئ وارتداء الدروع والخوذ من الاجراءات الإلزامية التي يجب اتباعها. تلك الإجراءات تضعها "اليونيفيل" ضمن التصرف الاحترازي والضروري لدى اقتراب الخطر أو سقوط صواريخ بالقرب من المراكز، وتلك الإجراءات الاحترازية تبقى مستمرة الى حين إطلاق صفارات الإنذار مجدداً إيذاناً بزوال الخطر. يعتقد أنها ستغادر مناطق عملها بعد تعذر تنفيذ مهامها. تلك الإجراءات كان يفسّرها البعض على غير حقيقتها ويبني عليها توقعات بشأن عمل قوات "اليونيفيل" الى حد تخيله أن تلك القوات تغادر الجنوب.
دوريات "اليونيفيل" ؟
منذ بدء الاشتباكات في جنوب لبنان بعد معركة "طوفان الأقصى"، تغيرت تحركات قوات "اليونيفيل"، أو بالأصح لم تعد تلك القوات تستطيع القيام بدورياتها كما كانت قبل 8 تشرين الأول الفائت.
لكن هل فعلاً أوقفت قوات حفظ السلام المنوط بها الإشراف على تطبيق القرار الدولي 1701 الصادر في 12 آب عام 2006 دورياتها؟ وكانت "اليونيفيل" تنفّذ يومياً أكثر من 420 دورية قبل ذلك، ولكن كيف تأثرت تلك الدوريات بعد اشتداد المواجهات على طول الحدود في ظلّ توسّع "الحرب المحدودة" بين "حزب الله" وتل أبيب، عدا أن الكثير من المناطق الحدودية باتت محظورة ليس فقط على المدنيين بل على الوجود العسكري أيضاً.
الناطق الإعلامي باسم قوات "اليونيفيل" في لبنان أندريا تيننتي يؤكد لـ"النهار" أن "دوريات قوات حفظ السلام لم تتوقف أبداً، وكذلك الحال بالنسبة الى الأنشطة التي تقوم بها اليونيفيل على طول خط الحدود". ويلفت تينينتي الى أن نشاط "اليونيفيل" مع المجتمعات المحلية لا يزال على حاله وأن أي قرار بخفض نسبة الدوريات أو تلك الأنشطة لم يُتخذ الآن وبالتالي لا خفض في عدد الدوريات.
وعن التحقيق في إصابة ثلاثة مراقبين تابعين لفريق مراقبة خط الهدنة لعام 1949 الذي يتخذ من الجولان المحتل مركزاً رئيسياً له، فإن التحقيقات متواصلة لمعرفة كيفية إصابة 3 مراقبين ومعهم المترجم اللبناني وذلك خلال دوريتهم الراجلة في منطقة قطمون في خراج بلدة رميش الحدودية.
ويوضح تيننتي أنه بحسب "التقارير الأولية بعد الحادث الذي تعرّض له المراقبون السبت الفائت تفيد بأن الانفجار لم يكن نتيجة إطلاق نار مباشر أو غير مباشر". وفي الرواية الأمنية إن فريق المراقبين وصل الى منطقة قطمون ثم ترجّل عناصره مع المترجم في اتجاه الخط الأزرق لمعاينته ثم سُمع صوت انفجار أدى الى إصابة 3 من المراقبين ومترجمهم ونقلوا بعدها الى المستشفى لأن إصابة أحدهم كانت متوسطة. ولم تتضح طبيعة الاعتداء الذي تعرّض له الفريق الأممي وما إن كان اعتداءً من مسيّرة إسرائيلية أم إطلاق قذيفة باتجاه الفريق أم انفجار لغم أرضي وضعته قوات الاحتلال قرب الحدود.
ولا يحسم الناطق باسم "اليونيفيل" طبيعة الانفجار ويكتفي بالإشارة الى أن "التحقيقات لا تزال مستمرة".
الى ذلك برز الإشكال الأخير بين أهالي بلدة برعشيت (بنت جبيل) وعناصر من الكتيبة الفرنسية بعد دخول آليتهم الى وسط البلدة واختراقها زواريب ضيقة، ما أدّى الى تصادم محدود بين الأهالي والدوية انتهى بانسحاب الآلية بمواكبة الجيش اللبناني من البلدة بعد تعرّض إطارات الآلية للتخريب.
لكن بعيداً عن تداعيات ذلك الإشكال فإن هذا يؤكد أن نشاط "اليونيفيل" في منطقة جنوب الليطاني لم يتغيّر، وأن ما كان يشكو منه بعض الأهالي من دخول الدوريات الى مناطق سكنهم لا يزال أيضاً على حاله.