انهاء مهام السفير البابوي في لبنان وعدم تعيين خلف...كيف ولماذا؟

في الشهر الجاري، تنتهي مهام السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتيري، تزامنا مع أصعب مرحلة تعيشها البلاد. سبيتيري الذي تم نقله الى المكسيك، لم يعيّن الكرسي الرسولي خلفا له حتى الساعة، الامر الذي بدأ يطرح تساؤلات حول الاسباب خصوصا في ظل ازمة هي الاشد في تاريخ لبنان تستلزم وجود ممثل فاتيكاني دائم.

 

المفارقة في الموضوع، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة "المركزية"، أن تبديل السفير تمّ بالتوازي مع تبديل الدبلوماسي الاول (premier secretaire)، الذي تمّ تعيين خلف له خدم في كولومبيا ووصل الى لبنان لتسلّم مهامه، لكن في المقابل لم يُعلن حتى الساعة عمن سيخلف سبيتيري وهذه مفارقة ثانية. 

 

واستغربت المصادر تبديل السفير الذي لم يمضِ على وجوده في لبنان أكثر من أربع سنوات، إذ في العادة، لا يتمّ تبديل السفير البابوي او القاصد الرسولي خلال فترة قصيرة، بل يستمر في منصبه لمدة تصل الى العشر سنوات. فالسفير السابق غابريال كاتشيا بقي ثماني سنوات، والقاصد الرسولي في سوريا الكاردينال ماريو تزيناري مضى على وجوده أكثر من عشر سنوات. وهذه سابقة ان يتم تبديل السفير في هذه الفترة القصيرة، ومعه السكرتير في آن، في وقت يمرّ لبنان في وضع غير سليم، إذ إجمالا لا يتم التبديل في وقت الأزمات، هذا امر غير طبيعي. السؤال الكبير بحسب المصادر: لم فعل الفاتيكان ذلك؟ لا جواب واضحا، فقد يكون السبب عدم رضى الفاتيكان، أو ان هناك أمرا ما جرى. أما الكرسي الرسولي فيعلل السبب، بحسب المصادر، بأن لديه نقصا منذ فترة طويلة في المكسيك. قد يكون هذا الأمر صحيحا. لكن حتى اليوم لم يتم الاعلان عن البديل. وهذه كلها مؤشرات تدل على ان شيئا ما قد يكون حصل بين الفاتيكان والسفير لا يعلمه أحد، ودائماً بحسب المصادر.

 

وتؤكد المصادر ان الفاتيكان يشعر بالقلق والخوف على مصير لبنان ويتابع باهتمام مجريات الأمور، ولكنه يتساءل عن عدم تنفيذ لبنان حتى اليوم الإصلاحات المطلوبة واعتماد مبدأ الشفافية. فالبابا فرنسيس يضع في سلّم أولوياته مسألة الاصلاحات في إدارة الشأن العام في الفاتيكان او ما يسمى بـ"الكوريا الرومانية" خاصة الموضوع المتعلق بالمال، وأعلن عن "دستور" جديد لإدارة الشأن العام في الكرسي الرسولي للحد من الهدر ووضع ضوابط لكل الأمور المالية، رغم ان الفاتيكان غير مفلس، في حين ان لبنان بلد "تحت الارض" والانهيار ما زال مستمراً ولم يتخذ المسؤولون فيه بعد أي اجراءات اصلاحية جدية للحد من الهدر والفساد.

 

وتؤكد المصادر ان الفاتيكان ليس لديه اي مصلحة خاصة، بل جل ما يهمه هو ايقاف معاناة الشعب، وهو سيستمر في دعم لبنان، ولكن يجب ان تكون هناك إدارة لهذا الدعم بشكل أفضل.