انها الحرب المدمّرة والقاتلة...انسوا الصيفية!

إنها الحرب المدمّرة والقاتلة، فـ "انسوا الصيفية"، لأن هذا ما بات عليه حال فيروس "كورونا" في لبنان، بمعزل عن عدد الإصابات اليومي. 

الشفاء من "كورونا" لا يعني أن المشكلة انتهت. ومع تكاثُر عدد الإصابات، لا بدّ من إنشاء خليّة عمل طبيّة، تراقب المستقبل الصحي للّذين يُشفون منه، وشكل المضاعفات الخطيرة في مرحلة ما بعد الشّفاء. 

فخبرات طبية عالمية تؤكّد أن كثيراً من الذين انتصروا على الفيروس، يُعانون من مفاعيل له، ستُرافقهم طيلة حياتهم على الأرجح، ومنها مثلاً ضعف النّظر، مشاكل في الجهاز التنفّسي، أضرار في البانكرياس والقلب والكبد والمخّ والكلى، إضطرابات تجلّط الدم، سكتات دماغية في مدى بعيد، إلتهابات شديدة، ومشاكل صحيّة أخرى تحتاج الى وقت لتتظهّر. 

 

إعادة تأهيل 

المخاطر لم تَعُد ترتبط بالضّغط على القطاع الإستشفائي والتمريضي فقط، والشفاء من "كورونا" لا يعني أن الأمور بخير. فبحسب بعض الآراء الطبية العالمية أيضاً، يحتاج كلّ الذين يشفون من الإصابة بـ "كورونا" الى إعادة تأهيل صحي بعد الشّفاء، بأشكال وفترات زمنية تختلف بين من اضطّروا للخضوع الى أجهزة التنفّس الإصطناعي، وأولئك الذين لم يُضطّروا الى ذلك. وهذا كلّه كارثي في بلد مثل لبنان، حيث ان الدولة لا تتكفّل هي بالفاتورة الصحية للمواطن الذي تتركه لقدره الطبيّ، وسط هريان مزمن على أكثر من صعيد رسمي.  

 

مُتابعَة 

شدّد الدكتور ايلي حداد، طبيب اختصاصي في الأمراض الجرثومية والمُعدِيَة، على أن "الإصابة بـ "كوفيد - 19" تحتّم حصول متابعة للرئتَيْن في شكل أساسي ودائم، خصوصاً أن أي مشكلة فيها في العادة، تجعلها تحتاج الى وقت قبل أن تتمكّن من العودة الى وظائفها الطبيعية. ومن هنا، يتوجّب أن يكون لمريض "كوفيد - 19" متابعة في هذا الإطار". 

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "لبنان لم يشهد الكثير من الإصابات سابقاً، لنتمكّن من تحديد مستقبل المرضى بعد الإصابة والشّفاء من الفيروس، في شكل دقيق بالكامل. فعدد الإصابات بدأ يرتفع منذ أسابيع تحديداً، ولا يمكننا مقارنة الأحوال في لبنان بتلك الموجودة في الخارج. ففي بعض البلدان، كانت بعض المستشفيات ممتلئة بالحالات المصابة بالفيروس، منذ بداية تفشّيه فيها". 

 

أمر غريب 

وعن ضرورة خلق خليّة طبيّة تُناقش تلك الأمور، قبل بلوغ المراحل الأكثر صعوبة، قال حداد:"نعم، هذا واجب. ولكن الحلول تصعب بموازاة المشاكل الإقتصادية وكل ما يحصل في البلد، على مستويات مختلفة. ومن هنا، تبقى الوقاية من الأمور الأكثر أهمية". 

وقال:"بدأ لبنان يعاني من انتشار الفيروس منذ أواخر شباط الماضي. وخلال ثلاثة أشهر تقريباً، بقي عدد الإصابات منخفضاً. تغيّر الوضع حالياً، بأرقام يوميّة مرتفعة نسبياً، وهو ما يعني أنه في شهر واحد تقريباً سجّلنا إصابات تفوق تلك التي شهدناها في الأشهر الخمسة الماضية كلّها". 

وأضاف:"المشكلة تكمُن في أن من يضع الكمامة يُعامَل وكأنه يقوم بأمر غريب، وسط تهاون شعبي كبير في الوقاية، مع ازدحام في الكثير من الأماكن العامة وأماكن السّهر، وتدخين النرجيلة، بمعيّة غياب أبسط أساليب الوقاية الشخصيّة في كثير من الأحيان. حتى إن عدد الإصابات يشهد ارتفاعاً في صفوف المقيمين، وليس محصوراً بالوافدين". 

 

مشكلة 

وأكد حداد أن "زيادة الإصابات أكثر يشكّل مشكلة. ورغم كثرة الحديث عن أن فتح المطار عقّد المشهد الطبي أكثر، إلا أن هذا الكلام غير دقيق طبياً. فلا أدلّة علمية كاملة تؤكّد ذلك، ونذكّر في هذا الإطار بأن الحالات الأولى من الفيروس في لبنان، أتت في الأساس من أوروبا، ومن إيطاليا وفرنسا تحديداً، فلماذا لم يتسبّب الفيروس فيه (لبنان) بالمشاكل نفسها التي تسبّب بها هناك؟". 

وختم:"الوقاية هي الحلّ، ولا سيّما على صعيد وضع الكمامة، والحفاظ على التباعُد الإجتماعي بمسافات صحيحة".