المصدر: المدن
الخميس 10 نيسان 2025 16:45:17
لم يكن دعم قطر لقطاع التعليم في لبنان مجرّد نوايا عابرة أو تصريحات موسمية. فمنذ اللحظة الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، كانت الدوحة بين أوائل الدول التي دخلت فعليًا على خطّ ترميم المؤسسات التعليمية المتضررة. ولم يقتصر الأمر على المدارس والجامعة الرسمية، بل حتى مدارس القطاع الخاص والجامعات الخاصة. ومن ضمن مبادرة أشرفت عليها "اليونسكو"، وبتمويل من صندوق قطر للتنمية، ومن خلال "مؤسسة التعليم فوق الجميع"، ساهمت قطر بإعادة تأهيل عدد من الجامعات المتضررة، وفي مقدمتها الجامعة اللبنانية، وشمل المشروع ترميم 22 كلية ومبنى الإدارة المركزية، ما مكّن الجامعة من استعادة حدٍّ أدنى من قدرتها التشغيلية، في وقت كانت فيه البلاد تتداعى من كل حدب وصوب.
دوافع قطر للاستثمار بالتعليم
جددت قطر دعمها للقطاع التعليمي في الزيارة التي تجريها وزيرة التربية والتعليم العالي لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، التي حطت في يومها الثاني في لبنان في الحرم الجامعي في الحدث. والتقت اليوم الخميس في 10 نيسان رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران في المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، وجالت في عدد من المختبرات، واطّلعت على عرض تعريفي حول الجامعة.
الزيارة تترافق مع مشهدٍ يعيد التذكير بدور قطر في إعادة إعمار ما دمّره انفجار 4 آب. فقبل بدء الاجتماع، بين الخاطر وبدران، اصطحب الأخير الوزيرة القطرية لمعاينة آثار الضربة الإسرائيلية الأخيرة على مبنى مقابل الحرم الجامعي، والتي تسببت بأضرار مباشرة في مباني الجامعة.
وفي كلمة تحمل أبعاداً تتجاوز الشقّ التربوي، شدّدت الخاطر على أن "العلم والمعرفة هما أساس نهضة الشعوب"، لافتة إلى أن هذا الاقتناع هو ما يدفع قطر إلى الاستثمار في التعليم، داخلها وخارجها.
وأضافت أن التعاون مع لبنان لن يقتصر على الجامعة اللبنانية، بل يشمل إمكانيات أوسع في مختلف المناطق والقطاعات، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد على خطوط متعددة، "اقتصادية، سياسية، ثقافية وعلمية، وجميعها مفتوحة اليوم أمام تفاهمات واتفاقيات قيد النقاش، سيتم بلورتها في المرحلة المقبلة".
وشددت على أن "قطر ولبنان تجمعهما علاقات وطيدة، تاريخية وقوية ونتطلع للتعاون مع الجامعة اللبنانية وفي لبنان عموما".
شراكة أكاديمية
وسألت "المدن" الضيفة القطرية عن سُبل التعاون الممكنة بين قطر والجامعة اللبنانية، وعن إمكانية تبادل الطلاب بين البلدين، فأكدت الخاطر وجود رغبة واضحة في تعزيز التعاون التربوي، مشيرة إلى أن "هناك مساحة واسعة للعمل المشترك، سواء على مستوى الطلاب أو الأساتذة أو البحوث العلمية".
وأضافت: "نتطلّع إلى زيادة التبادل الطلابي بين قطر ولبنان، ولا سيما مع الجامعة اللبنانية، إلى جانب جامعات أخرى"، معتبرة أن هذا النوع من التعاون هو "جزء من رؤية أشمل لشراكة أكاديمية وعلمية طويلة الأمد".
من جانبه، أثنى رئيس الجامعة اللبنانية على الزيارة لبحث سبل التعاون الممكنة. وأكد لـ"المدن" أن الجامعة اللبنانية تحتاج اليوم قبل أي شيء إلى مبانٍ جامعية. هذه هي الأولوية القصوى للجامعة في عدد من الفروع في بعض الكليات. أما بما يتعلق بالبحث العلمي والهيئة التعليمية والمعدات، فبالإمكان تأمينها محليًا وبقدرات ذاتية.