إيران الى حجمها الطبيعي.. الشرق الاوسط الجديد سيُرسم من دونها ؟!

 اشار الرئيس الاميركي جو بايدن الى انه تم تحرير سوريا من بشار الأسد ومما قام به هو ووالده، لافتا الى اننا نعلم أن الاسد موجود في موسكو الآن. ولفت في مؤتمر صحفي الى ان قوات المعارضة دفعت الاسد لترك منصبه ومغادرة البلاد، وسنعمل مع أصحاب المصلحة في سوريا من أجل استغلال هذه الفرصة، وكل المحاولات من قبل إيران ووكلائها لحماية الأسد ونظامه باءت بالفشل.

وشدد بايدن على ان روسيا وإيران وحزب الله لم يتمكنوا من حماية نظام الأسد، وخلال السنوات الماضية اتبعت إدارتي سياسة لفرض عقوبات على الاسد لعدم انخراطه في عملية سياسية جدية. واشار الى ان الأسد امتنع عن الانخراط في عملية سياسية جدية وواصل ارتكاب الجرائم ضد شعبه.

حلفاء الاسد لم يتمكنوا من حمايته، بحسب بايدن. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل ارادوا حمايته؟ 

وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن موسكو تخلّت عنه. وايران ايضا، لم تظهر انها مستميتة في الدفاع عنه، خلافا لما حصل غداة اندلاع الثورة السورية حين وضعت كل ثقلها العسكري لمساعدة نظام الاسد ومواجهة المعارضة السورية، فنقلت فصائل واسلحة ومستشارين بالمئات الى الميدان السوري للقتال، وبقوا فيها حتى سقوط هذا النظام.

الإحجام عن دعم الاسد والتفرج عليه ينهار، وايضا الانهيار الدراماتيكي لجيش الاسد، يرسمان علامات استفهام كثيرة: هل هناك "ديل" كبير يتم التحضير له في المنطقة، ايران جزء منه، وهو يقوم على ان تعود ايران الى حجمها الطبيعي - بحيث يتوقف منطق تصدير السلاح والثورة وزعزعة الاستقرار وزرع الاذرع هنا وهناك - مقابل مكاسب ما، لنظامها، ربما اقتصادية او نووية مثلا؟ تاليا، هل سيعاد رسم المنطقة في المرحلة المقبلة، من دون الايراني وأذرعه؟ على الارجح، الجواب نعم، والامور تبدو ذاهبة في هذا الاتجاه. لكن حتى انضباط نظام ايران، قد لا يضمن بقاءه في ظل الفوالق التي تتحرك اليوم حيث لم يتوقع مرء ان تتحرك، تختم المصادر.