ايران مخنوقة اقتصاديا.. رفع السقف عسكريا شعبوية فقط!

 اقترح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، استحداث عملة إقليمية موحدة لتعزيز المبادلات التجارية، بحسب ما أفادت الرئاسة الإيرانية الثلثاء. وقال بزشكيان خلال لقائه في طهران وزير الداخلية الطاجيكي "يمكن اعتماد عملة مشتركة في المنطقة للمساهمة في التنمية الاقتصادية. لكن مع الأسف، الأجانب يحاولون الحيلولة دون نشوء مثل هذه العلاقات الطيبة".

وأضاف الرئيس الإيراني - وفق ما نقلت عنه الرئاسة الإيرانية خلال قمة منظمة التعاون الاقتصادي - أنه "بفضل الروابط الدينية والثقافية التي تجمع دول المنطقة، يمكن خلق ظروف مؤاتية للتواصل وتذليل العقبات"، مستطردا " لكن مع الأسف، الأجانب يحاولون الحيلولة دون نشوء مثل هذه العلاقات الطيبة، ويسعون إلى إشعال الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بطرق مختلفة، وإذا كنا موحدين فسوف نكون أقوياء، أما إن تفرقنا فسوف نضعف"، وفق ما أوردت وكالة مهر الإيرانية.

ووصف الرئیس الإيراني منظمة التعاون الاقتصادي بأنها جسر يربط دول المنطقة، مضيفا أن هذه المنظمة منصة قيمة للحوار وتبادل الخبرات والتآزر في جميع المجالات، وفق ما أوردت وكالة إرنا الإيرانية. وأكد أن التعاون الإقليمي في إطار المنظمة  لم يعد خيارا سياسيا، بل أصبح ضرورة لا غنى عنها لتحقيق التنمية والأمن والاستقرار في المنطقة.

للتذكير، فإن منظمة التعاون الاقتصادي تأسست عام 1985 بمبادرة من إيران وباكستان وتركيا، بهدف تعزيز المبادلات التجارية، وتضم اليوم 10 أعضاء من بينهم 5 دول في آسيا الوسطى (طاجيكستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، وتركمانستان)، إضافة إلى أذربيجان وأفغانستان، ويبلغ عدد سكانها مجتمعين أكثر من 550 مليون نسمة.

فكرة بزشكيان هذه تأتي بعد أن أعاد مجلس الأمن فرض العقوبات على طهران أواخر أيلول الماضي، بعد تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا "آلية الزناد" الواردة في اتفاق العام 2015 النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في 2018.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" تشعر ايران بوطأة شديدة لهذه العقوبات عليها وقد أتت لتفاقم الوضع الاقتصادي المالي الايراني الحرج اصلا، وتزيده حراجة وصعوبة.

وفي وقت تُعد العقوبات الدولية، ولا سيما تلك التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب البرنامج النووي الإيراني، العائق الرئيس أمام تبادلات إيران المالية والتجارية لإيران مع بقية دول العالم، تشير المصادر الى ان اقتراح بزشكيان توحيد العملة هدفه الالتفاف على هذه العقوبات، اذ قد تسمح بادخال بعض الاموال والاوكسيجين الى شرايين الاقتصاد الإيراني المخنوقة والمحاصرة دوليا.

واذ تلفت الى ان هذه الفكرة ولدت ميتة لان اي دولة لن تعرّض نفسها للمصير الايراني نفسه من خلال مساعدة طهران اقتصاديا، تعتبر المصادر ان طلب بزشكيان يؤكد ان العقوبات فعلا تؤلم ايران وتكبّلها على الصعد كافة. وهذا الواقع، يجعل السؤال عن تلويحها بجاهزيتها لصد اي حرب جديدة عليها، وعن قدرتها على ترميم قدرات اذرعها في المنطقة، مشروعاً. على الارجح، هذا الكلام للاستهلاك الإعلامي والشعبي فقط، بينما الحقيقة هي ان ايران كلما طال أمد الحصار الاقتصادي عليها، شعرت بالحاجة للجلوس الى الطاولة مع واشنطن والغرب،  تختم المصادر.