اي انفراجات سيحملها التنقيب في ظل "السلاح"؟

شدّد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على "أنّنا اليوم أمام إنجاز كبير"، بعدما بدأت الحفارة باستخراج النفط، مذكّراً أنّ "منذ اللحظة الأولى عندما بدأ مشروع تثبيت الترسيم بحسب الحدود التي قالت عنها الدولة اللبنانية، بدأوا يصرخون لا ترسِّموا فحدُدونا تصلُ إلى الآفاق، من أجل أن يعطِّلوا هذا الإنجاز ولكنَّه حصل". وأضاف أنّ ذلك حصل "ببركة تعاون الدولة مع المقاومة والتلاحم الذي حصل بينهما، وبسبب خوف إسرائيل من خوضِ حربٍ كان يمكن أن تكون، لو أرادت استخراج النفط من حقل كاريش دون أن ترسِّم الحدود البحرية اللبنانية ودون أن تسمح للبنان أن يستخرج نفطه وغازه". وأوضح قاسم، خلال كلمة في مدارس المصطفى الخميس، أنّ  "هذا إنجاز عظيم حاولوا تشويهه بعناوين مختلفة، فقالوا أولًا، إنَّ الحفارة لن تبدأ بالحفر وها هي بدأت. اليوم يقولون بأنَّ المال الذي سينتج سيسرقونه، سائلاً: هل أنتم عرَّافون؟، كم مرَّة قلتم، إنَّ هذا لن يحصل وحصل؟، قلتم لن يحصل الترسيم وحصل، قلتم لن يحصل الحفر وحصل، قلتم لن يكون هناك محافظة على المال وإن شاء الله سيحصل... هؤلاء يتحدّثون بتشاؤم ونحن نتحدث دائماً بأمل وثقة. يسأل بعضهم هل من الممكن أن يستمر التنقيب؟ ومن يتجرأ على منع التنقيب سواء من إسرائيل أو غيرها؟، اطمأنوا ما دامت المقاومة في لُحْمة حقيقية في ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة وحاضرة وجاهزة، فالردُّ قادم والنفط سيخرج وسيستثمره لبنان بإذن الله تعالى.

يجدد حزب الله على لسان نائب امينه العام، مباركته اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل اذا، ويؤكد حتى ان كان له دور في التوصل الى هذا الاتفاق.. لكن في حال سئل عن غطائه للاعتراف الذي شكّله هذا الاتفاق، باسرائيل كـ"دولة" - وقد تم تسجيله في الامم المتحدة كاتفاق بين "دولتي" لبنان واسرائيل - كيف سيكون ردّه يا ترى؟ تطرح مصادر سياسية معارضة هذا السؤال عبر "المركزية"، الا انها تعتبر ان ثمة جانبا اهم يجب التوقف عنده في خطاب قاسم تحديدا وحزب الله عموما في مقاربتهما لملف التنقيب.

فالحزب يأخذ التنقيب ذريعة جديدة للابقاء على سلاحه، على اعتبار ان من شأنه ان يتصدى لاي اعتداء اسرائيلي على الثروة اللبنانية المُفترضة. واللافت ايضا ان الحزب، كما حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، يعوّلان على ما سيخرج من البحر، لانه سيشكّل خشبة خلاص للاقتصاد اللبناني المنهار.

لكن ما يجب ان يعرفه الثنائي والحزب تحديدا، هو انه، ومهما بلغ حجم الثروات تلك، فإن الاقتصاد اللبناني سيبقى يعاني - بصورة او بأخرى - ولن تستوي الامور في لبنان ولن تقوم دولة فعلية قوية او تكون استثمارات ومشاريع عمرانية، طالما حزبُ الله يملك جيشه الخاص، ولو هو اعتبر ان وظيفة هذا "الجيش" حماية لبنان وغازه والنفط! فسلاحُه غير الشرعي كان احد ابرز عوامل ومسببات الانهيار اللبناني "الدولتي" لا المالي فحسب - سيما ان "المليشيا" حمت "المافيا" طوال عقود -  وكان ايضا من ابرز مسببات عزلة لبنان عن العالم، وبالتالي لا يمكنه اليوم ان يساعد او يكون له دور، في مسار الخروج من الحفرة..

على اي حال، الامثلة كثيرة عن دولٍ غنية بالثروات ومنها ايران مثلا، لكنها فقيرة وشعوبها تعاني.. وهذه الوقائع الحيّة، تدحض كل نظريات الحزب عن "المنّ والسلوى" اللذين ينتظراننا واللذين ستحميهما "المقاومة"، لان بقاء "الدويلة" يعني بقاء الازمة، تختم المصادر.