بازار ملف ترسيم الحدود... هايتايان: التكتم يؤكد ان هناك تركيبة لصفقة ما

تستمر العشوائية بإدارة الملفات اللبنانية خصوصا الاستراتيجية والوطنية منها على حساب الصفقاتمن اجل الحصول على مكاسب شخصية. وملف ترسيم الحدود ليس الا مثالا على طريقة تعامل السلطة السياسية بالملفات المهمة، فأدخلته الى دائرة السجال الشعبوي عشية الانتخابات بدلاً من العمل على تثبيت حقوق اللبنانيين في الثروات الطبيعية والاقتصادية نظرا لاهميتها في الكيان اللبناني.

واعتبرت خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان في حديث عبر Kataeb.org، ان ملف ترسيم الحدود يدار حاليًا بأسلوب البازار، مشيرةً الى انه ومنذ ان استلم الوسيط الاميركي التفاوض آموس هوكشتاين تحوّل الملف من تقني الى ما يسمى "دبلوماسية مكوكية"، أي يجتمع الوسيط مع المسؤولين السياسيين لطرح الافكار عليهم ثم يذهب ويعود، مضيفةً:" انتقلنا من المرحلة التقنية التي كانت ما بين عامي 2020 ومنتصف 2021 الى المرحلة التي نعيشها اليوم".

وتابعت:" الوسيط الاميركي اتى الى لبنان للمرة الاولى وتحدث مع المسؤولين واستمع منهم لآراءهم، ثم غاب اشهر ليعود بموقف حاسم ان الولايات المتحدة الاميركية لن تضع اي طرح على الطاولة الا اذا اعلنت الدولة اللبنانية رسميًا ان خط 23 هو حدود لبنان البحرية وهذا ما حصل، فقد اعلن رئيس الجمهورية ميشال عون في مقابلة مع صحيفة الاخبار ان حدود لبنان البحرية هي الخط 23 لتنطلق الحركة الاميركية، وبعد ايام بدأ الحديث عن طرح مكتوب، واليوم هناك تكتم شديد حول محتواه ولكن ما نعلمه هو ما قاله هوكشتاين ان المفاوضات ستحصل ما بين الخط 1 والخط  23 اي بطول  860 كلم 2، وان احدا لن يحصل على كل شيء من خلال هذه المفاوضات وبالتالي اسقط مقولة المطالبة بكل شيء والحصول على كل شيء".

واضافت:" هناك تكتم شديد على هذا الملف والرئيس عون قال انه سيبقي على هذا التكتم، وبالتالي ليس لدينا اي معلومة عن الطرح وننتظر لجنة الصياغة التي تم تشكيلها للرد على المقترح، وهنا نطرح سؤالاً، لماذا تم تشكيل لجنة جديدة في وقت هناك لجنة مؤلفة من خبراء وتقنيين وقانونيين وعسكر، هل لاضافة مستشار من هنا ومستشار من هناك؟".

وردا على سؤال عما اذا كان هناك صفقة تحضّر في هذا الملفقبل الانتخابات، قالت هايتايان: "لو كنا في ظروف مختلفة عن تلك التي نعيشها اليوم وهناك ثقة كاملة بين المسؤولين والمواطنين يمكن تفسير مبدأ التكتم والتشدد، ولكن حاليا لا ثقة بين المواطن والمسؤولين، واللبناني يعلم ان كل ملفسيتضمّن صفقة، وهذا التكتم لا يفيد بشيء الا انه يؤكد ان هناك تركيبة لصفقة ما، والايام ستظهر لنا التفاصيل، فهل الاتفاق هو ان تبقى السلطة متمسكة بالحكم مقابل التنازل عن موارد لبنان؟".

واشارت الى ان المفاوض الاميركي يستفيد منهذا التوقيت خصوصًا قبل الانتخابات لان المسؤولين محشورين وبالتالي هذا الوقت المناسب لاخذ التنازلات عن الحقوق، خصوصا وان الاميركي يعلم ان هناك خطراً من الدخول بالفراغ اذا لم تحصل الانتخابات، مضيفة:" لذلك يضغطون على اللبناني لاخذ التنازلات لاخذ ما يناسبه في هذه الظروف لو كانت على حساب مصلحتنا".