بالارقام- خسائر هائلة للقطاع السياحي في الجنوب

انتصف موسم الصيف ولم يعد الهدوء إلى الجنوب، في ظل استمرار الحرب في غزة. لكنّ هناك قطاعا سياحيا يدفع الخسائر أسوة بقطاعات عدة في الجنوب جراء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. فما واقع القطاع السياحي في الجنوب؟ وكم بلغت خسائره؟

يراقب رياض بحسرة تدفق المياه إلى بركة السباحة في الفندق الذي يديره في منطقة مرجعيون. الحسرة بسبب التراجع الكبير في أعداد النزلاء وكذلك رواد المسبح. معظم الزبائن كانوا من البلدات المجاورة. هؤلاء نزحوا عن ديارهم، والأجواء العامة غير المستقرة بفعل استمرار الاعتداءات دفعت كثرا إلى الإحجام عن ارتياد المسابح لأكثر من سبب. فإضافة إلى الظروف الأمنية المتوترة هناك حاجة إلى ترشيد المصاريف في ظل تراجع مداخيل معظم سكان البلدات غبر الحدودية بعد تعطل الدورة الاقتصادية، أو على الأقل تراجعها في شكل لافت.

الاشقر: لا يمكن تحديد الخسائر

يتربع القطاع السياحي على رأس الخاسرين لأنه القطاع الوحيد الذي ينمو على الاستقرار والهدوء.

لكن ما الخسائر التي يتكبدها ذلك القطاع في الجنوب مع دخول المواجهات هناك شهرها العاشر؟

رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، يؤكد لـ"النهار" أن الخسائر كبيرة، وأن في لبنان حربا، وهذا انعكس على القطاع السياحي عموما ولا سيما على الجنوب.

ويشير إلى أن "نسبة الإشغال في فنادق لبنان حتى تاريخه هي 50 في المئة بينما تعمل المطاعم بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وإذا كان هذا هو الحال في مناطق بعيدة عن التوتر، فإن نسبة إشغال الفنادق في المنطقة الحدودية وجوارها تراجعت إلى حدود عدم الإشغال، ما خلا عددا قليلا منها".

ويعطي مثالاً منطقة صور، حيث كان جنود "اليونيفيل" وعائلاتهم يقصدون منتجعاً سياحياً في المدينة، ولكن منذ بدء الحرب أحجموا، وغادرت عائلاتهم لبنان، والنتيجة كانت حرمان ذلك المنتجع مدخوله الموسمي.

وعن خسائر المنتجعات في الجنوب فيوضح أن "لا أرقام حتى اللحظة ولكن المؤشرات سلبية جداً".

الإقبال على المتنزهات تراجع

يختصر أحد أصحاب الشاليهات في منطقة الليطاني الواقع بالتأكيد أن نسبة الإشغال هي صفر في المئة هذا العام في مقابل 35 ألف دولار كان يجنيها في كل موسم.

هذا المثال ينسحب على المتنزهات المنتشرة على ضفاف الليطاني، ولا سيما تلك القريبة من وادي الحجير التي تتعرض للقصف والغارات الإسرائيلية في شكل شبه دائم، وهو ما انعكس تراجعاً في الإقبال على تلك المتنزهات، وبعضها أقفل أبوابه نهائيا، ما حرم أصحابها مدخولا كان يقارب الـ50 ألف دولار كل موسم، وانعكس ذلك سلباً على الموظفين الذين فقدوا وظائفهم نتيجة الإقفال.

الأمر يبدو أكثر قساوة في منطقة الوزاني حيث أقفلت المتنزهات منذ أكثر من تسعة أشهر، فالمنطقة مستهدفة في شكل دائم ولا يمكن حتى الوصول إليها. وفي الوزاني تسعة متنزهات كانت دائما وجهة محببة ليس فقط لأهالي الجنوب وإنما لسكان المناطق البعيدة، وفقد عشرات الموظفين عملهم.

أما منتزهات الحاصباني فهي أيضا في منطقة المواجهة، ما يعني أن أوضاعها تشبه أوضاع الليطاني.

طباجة: لا أرقام

منذ بدء المواجهات على الحدود بدأت حركة النزوح من البلدات المحاذية، إلى أن وصل عدد النازحين إلى نحو 85 ألفا من أقضية بنت جبيل وصور ومرجعيون وحاصبيا.

النزوح انعكس سلباً بطبيعة الحال على مختلف نواحي الحياة في تلك المنطقة.

وفي السياق، يشير رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية علي طباجة إلى أن كل المؤسسات السياحية في المنطقة الحدودية مقفلة، كالمطاعم وبيوت الضيافة. ويوضح لـ"النهار" أن "الواقع السياحي مرير في هذه المنطقة وبالتالي الخسائر كبيرة، والتعويض في المناطق الجنوبية الأخرى يكون من خلال المغتربين. وبالرغم من الأوضاع، فإن نسبة المغتربين من الخارج ناشطة كثيراً، والنسبة الأكبر من أهل الجنوب. وعموما، ليس هناك أرقام او إحصاءات دقيقة".

ويلفت الى أن نسبة الإشغال في بعض المناطق الحدودية لا تصل إلى 20 في المئة. هناك أطقم صحافية ومندوبون عن الهيئات الطبية، سواء المحلية أو الدولية، تفضل أن تكون قريبة من منطقة الحوداث، وبالتالي اختارت بعض البلدات الحدودية للإقامة فيها ومنها بلدة رميش.

لكن طباجة يؤكد أن القطاع السياحي في الجنوب ولا سيما في المنطقة الحدودية معدم. ذلك التوصيف هو المنطقي، ما دام لا سكان في تلك المنطقة. ويلفت إلى أن "بيوت الضيافة التي كانت ناشطة في السنة الماضية، وعددها يراوح بين 100 و150 في المنطقة الحدودية، كلها مقفلة حاليا، فيما تعمل بنسبة 30 إلى 40 في المئة في المناطق الجنوبية الأخرى.

أما خسائر المطاعم فتقارب 500 إلى 600 ألف دولار. فيما تقدر نسبة إشغال الفنادق في الجنوب، على الرغم من عددها القليل، بـ30 إلى 40 في المئة.