بالصور- عناصر من اليونيفيل يواصلون الكشف عن مخازن لحزب الله

بين الأحراج والأشجار الكثيفة في قعر وادٍ قريب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، اكتشف عناصر الكتيبة الفرنسية في قوة الأمم المتحدة الموقتة مربض مدفعية ومخزن ذخيرة هو من بين العديد من المواقع التي تركها حزب الله خلفه بعد انتهاء الحرب مع اسرائيل.

ومع اقتراب موعد جلسة التصويت الخميس في مجلس الأمن على مشروع قرار يمدّد مرّة واحدة للقوة الأممية، يواصل الجنود عملهم بالتعاون مع الجيش اللبناني في تطبيق وقف إطلاق النار.

وعرض الجنود المخبأ الذي اكتشفوه للتوّ في 27 آب/أغسطس والواقع في وادي الخريبة في محيط قرية الماري التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل، على صحافيي "فرانس برس".

من الموقع، يقول النقيب الفرنسي تانغي قائد الفرقة التي عثرت على المخبأ لفرانس برس "هذا الصباح قمنا بعملية استطلاع في هذا الوادي الذي حددناه كواد ذي أهمية كبيرة، لأنه تعرّض لضربات اسرائيلية خلال الحرب".

في موقع المخزن المخبأ الذي لا يمكن دخوله إلا سيراً على الأقدام عبر طريق جبلي وعر، تبعثرت الصناديق الخضراء المحمّلة بالقذائف على التراب، بينما وضعت أخرى داخل المخزن الذي بدت عليه آثار القصف.ويستحيل رؤية الموقع الذي دفن تحت الأشجار الحرجية في قعر هذا الوادي الوعر والجبلي، من الخارج.

يضيف النقيب "داخل المخبأ وجدنا مدفعية عيارها 152 ملم، وهي روسية الصنع. كان المدفع موجها نحو الشرق والجنوب".

 

ويشرح النقيب أن "هذا النوع من المدفعية يبلغ مدى فعاليته حوالي 15 كيلومتراً، وإلى جانبه عثرنا على 39 صندوقاً، يضمّ كل منها قذائف من عيار 152 ملم جاهزة للاستخدام... لا يزال المدفع سليماً".

يقول النقيب تانغي "ما سنفعله الآن هو أننا سوف نؤمن المكان... ثم نبلّغ الجيش اللبناني ليتدخّل ويقوم بسحب ما أمكن" من الأسلحة.

منذ وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 25 آب/أغسطس، عثرت قوات اليونيفيل على 318 مخبأ سلاح في جنوب لبنان، بحسب المتحدّث باسم قوات اليونيفيل أندريا تينينتي.

تقول السلطات اللبنانية إن الجيش اللبناني فكّك بين تاريخ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وحتى حزيران/يونيو، أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.

وفي 9 آب، قتل ستة جنود لبنانيين بانفجار خلال عملية كشف على مخزن أسلحة في جنوب لبنان قال مصدر عسكري إنه تابع لحزب الله.

ويبتّ مجلس الأمن الدولي الخميس بمشروع قرار يمدّد عمل قوة الأمم المتحدة الموقتة حتى نهاية العام المقبل تمهيداً لانسحابها سنة 2027، علماً أن مهلة القوة المنتشرة في جنوب لبنان منذ العام 1978 تنتهي الأحد.
ويريد لبنان مدعوماً من فرنسا بقاء القوة الأممية إلى أبعد من هذا التاريخ.

وبينما يستعدّ الجيش اللبناني لتقديم خطة بشأن نزع سلاح الحزب تنفيذاً لقرارات أصدرتها الحكومة في آب/أغسطس، يؤكّد قائد قوة احتياط القائد العام لليونيفيل العقيد أرنو دو كوانسي أن دور القوّة لن يتغيّر بعد ذلك التاريخ.

ويشرح العقيد أن اليونيفيل ستواصل "دعم الجيش اللبناني عبر تزويده بكل الخبرات والإمكانات التي نملكها، من أجل مساعدته على بسط السيطرة وإعادة ترسيخ سلطة الدولة في جنوب لبنان".

ويؤكد النقيب أن الدور الأساسي للقوة الأممية سوف يبقى "تنفيذ القرار 1701 أي المراقبة والإبلاغ عن أي خرق" لوقف إطلاق النار بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى العمل على "إزالة جميع الأسلحة وضمان عدم وصول أسلحة جديدة".

من خلفه، يظهر واحد من المواقع الخمسة التي أبقت عليها إسرائيل في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار، بين بلدتي كفركلا وبرج الملوك الحدوديتين.

يعمل عناصر اليونيفيل كذلك على تتبّع التحركات الجوية من طائرات حربية ومسيّرات اسرائيلية تخترق الأجواء اللبنانية بشكل يومي.

وتواصل إسرائيل شنّ ضربات بشكل شبه يومي على ما تقول إنها مواقع لحزب الله وعناصر في الحزب، كما تسجّل مراراً في القرى الحدودية توغّلات محدودة للجيش الإسرائيلي، يفيد عنها الإعلام الرسمي بشكل أسبوعي تقريباً، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. 

وسجّلت يونيفيل حتى 25 آب/أغسطس "5095" خرقاً جوياً إسرائيلياً منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وفق تينينتي.