بالصور - قبل الوداع الأخير... بكركي محجاً للمعزّين

لليوم الثالث على التوالي، لا تزال بكركي غائصة باستقبال الرسميين والدبلوماسيين الذين توافدوا من عدة بلاد ومناطق لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وتقديم واجب العزاء به.

وزار النائب نديم الجميّل بكركي مقدّما واجب العزاء الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.

وقال:" أتينا لنعزّي بخسارة البطريرك صفير الذي هو بطريرك القضية التي دافعنا عنها ولا نزال نحملها والتي تحمل القيم والمبادئ الوطنية بامتياز".

وأضاف:"الشعب اللبناني يبرهن اليوم عن محبته للبطريرك صفير ونحن مستمرون على نفس النهج والاخلاق ونسمّيه بطريرك المقاومة اللبنانية".

اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقد عدد نقاط لم ينسها من صفير معتبراً ان  تجاوب الشعب اللبناني بالشكل الذي تجاوب به شهادة حقيقية على قيمته وقامته.

واضاف: "لقد كان البطريرك صفير متقشفاً وزاهداً رغم انه كان يعيش في وسط الحياة ومن الناحية الاخلاقية تميز صفير بالاستقامة والشفافية".

اما من الناحية السياسية، فقد اتسم صفير بحسب جعجع " بالكرامة والعزة الوطنية وهذا ما نفتقده لدى بعض السياسيين"، موضحاً أن صفير "رفض زيارة سوريا في عهد الوصاية السورية كونه اعتبر ان نظام الاسد كان ينتقص من الكرامة الوطنية".

من جهته، تحدث النائب سيمون ابي رميا عن البطريرك صفير قائلاً: "لقد كتب تاريخ لبنان المعاصر وكان بالنسبة لي صديقاً شخصياً وخسارته خسارة كبيرة للبنان ولكن كلّنا أمل ان يكمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المسيرة".

وزار معزيا ايضاً النائبان شامل روكز وروجيه عازار، الوزيران السابقان غطاس خوري وبطرس حرب، النائب السابق فؤاد السعد، والنائب السابق سامر سعادة الذي قال: "برحيل الكاردينال صفير هوى غصن من ارزة الحرية والكرامة الانسانية في لبنان، هذا الانسان الذي كرس حياته من اجل مجد لبنان وكرامة كل انسان في هذا الوطن".

الى ذلك، قدم وفد من "تيار المستقبل" الى بكركي، يتقدمه الأمين العام أحمد الحريري وأعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي، وقال الحريري بعد تقديم التعازي :""جئنا لتعزية كل لبنان، والكنيسة المارونية وغبطة البطريرك الراعي، برجل كبير نذر نفسه للبنان ولوحدته وللعيش الواحد فيه".

وأكد أن "البطريرك صفير، كان بالنسبة لنا في "تيار المستقبل" وسيبقى بطريرك الرسالة التي جسدت قيامة دولة لبنان ومثلت ميثاقها واعتدالها، وسيبقى ضميره شعلة الحرية في هذا البلد".

واستذكر كيف أن "البطريرك صفير وقف مع لبنان وسيادته وحريته واستقلاله، قبل استشهاد رفيق الحريري وبعد استشهاده، وكان عنوان أساسياً لها، والرجال من أمثاله لا يرحلون من ذاكرتنا وتاريخنا ومن المحطات التي مروا بها وحموا بها لبنان، ولا سيما الوجود المسيحي في لبنان".

وشدد على أن "لبنان من دون مسيحييه لا يساوي شيئاً، وكذلك لا يساوي شيئاً من دون مسلميه، فهذه الخلطة من التعايش التي نعيشها اليوم هي الوحيدة الحية في هذا الشرق، في ظل ما نراه من تصاعد للعصبيات".

ولفت إلى أن "الصعاب التي يعاني منها البلد ستمر من دون أن يتأثر بما يحصل حوله، لأننا قطعنا مراحل صعبة جداً منذ العام 2005 إلى اليوم، وتمكنا بالحوار والتوافق ان نقطع الكثير من المخاطر التي كان ممكن ان يقع فيها البلد".

 

 

الوافدون الى لبنان 

والى بيروت، وصل عند الساعة الرابعة والنصف، من بعد ظهر اليوم، عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، آتيا من روما، موفدا من البابا فرنسيس للمشاركة في جنازة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يوم غد الخميس في الصرح البطريركي في بكركي.

وفي المطار، اعرب الكاردينال ساندري عن "حزنه العميق لغياب البطريرك صفير"، وقال:"جئت بكثير من الحزن لمرافقة البطريرك صفير في رحلته الاخيرة نحو الراحة الابدية وللصلاة مع الكنيسة المارونية من اجل راحة نفسه وكذلك لنقل حزن البابا فرنسيس لهذه الخسارة".

واضاف: "نحن جميعا وانا شخصيا لدينا ذكرى طيبة جدا عن البطريرك نصر الله صفير الذي كان دائما رجل الكنيسة ورجل الايمان، واذكر بالاخص تواضعه وقد كان رجلا كبيرا يحب لبنان. ان البابا فرنسيس قريب جدا من الكنيسة المارونية ومن الشعب اللبناني وان خسارة البطريرك صفير هي خسارة للكنيسة كما هي خسارة للوطن. انا اليوم انحني امامه تكريما لروحه ولشخصه وللحياة التي عاشها في خدمة الكنيسة وخدمة لبنان وخدمة السلام والمصالحة".

ومن المطار توجه ساندري الى بكركي لتقديم التعازي للبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قبل ان ينتقل الى السفارة البابوية في لبنان.

كما وصل وزير الدولة القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري على رأس وفد، ممثلا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمشاركة في مراسم الجنازة وتقديم التعازي باسم دولة قطر.

واعلنت السفارة الفرنسية انها ستوفد غداً  وزير الخارجية الفرنسي جان إيف  لودريان الى بيروت لتمثيل رئيس الجمهورية الفرنسي ايمانويل ماكرون في مراسم الجنازة.

ووصل جثمان البطريرك صفير  اليوم الى بكركي حيث بقيت ابواب كنيسة سيدة الانتقال مفتوحة أمام كل من يريد إلقاء التحية الأخيرة عليه حتى موعد الصلاة على راحة نفسه في الخامسة عصراً. وسيكون اللبنانيون في استقباله على طول الطريق من مستشفى «اوتيل ديو» الى بكركي لإلقاء التحية الأخيرة عليه
استكمال التحضيرات

وبدأت التحضيرات لتصنيع ٧ آلاف قبعة تتوسطها صورة البطريرك الكبير سيخلعها المؤمنون إجلالاً واحتراماً للجثمان فور وصوله الى الصرح الأحب الى قلبه...

وتشير التوقعات إلى ان أكثر من 50 ألفا سيودعون صفير يتقدمهم كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.