المصدر: وكالات
الاثنين 8 أيلول 2025 17:59:52
صعّد الجيش الإسرائيلي وتيرة هجماته على قطاع غزة، مواصلاً استهداف أبراج مدينة غزة التي كان آخرها أبراج "الرؤيا". هذا التصعيد تزامن مع تحذيرات إسرائيلية لـ"حماس" تولاها وزير الأمن يسرائيل كاتس، مهدداً الحركة بالقول: "أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا ستُدمّر غزة وسيُقضَى عليكم".
تدمير أبراج الرؤيا
وأعلن الجيش الاسرائيلي اليوم الاثنين، تدمير برج سكني في مدينة غزة بزعم استخدامه من قبل حماس، مدعياً أن "عناصر حماس وضعوا في المبنى وسائل جمع معلومات استخباراتية وعبوات ناسفة ونقاط استطلاع".
وجاء ذلك، بعد أن كثّف الاحتلال منذ فجر اليوم، من عمليات النسف والتدمير للبيوت والمربعات السكنية في مدينة غزة عبر تدميره لمبنىً سكني جديد بعد أن أُخلي من السكان، إضافة إلى البرجين السكنيين المدمرين قبل يومين.
وتزامناً مع ذلك، شهدت أحياء الشيخ رضوان ومنطقة النفق وأبو إسكندر في المناطق الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية من مدينة غزة، عمليات نسف مستمرة سواء عبر قصف البيوت، أو تفخيخها بالروبوتات المتفجرة. في المقابل، لم تتوقف عمليات التدمير التي تطاول أحياء الصبرة والزيتون والتفاح والدرج في المناطق الشرقية لمدينة غزة، حيث تشهد هذه المناطق عمليات استهداف وقصف على مدار الساعة خلال اليومين الماضيين. وبات المشهد الميداني بالنسبة لسكان مدينة غزة صعباً للغاية في ظل صعوبة الحركة والتنقل، لا سيما مع عدم وجود مناطق فارغة في الوسط أو الجنوب، خلافاً للمزاعم الإسرائيلية التي تدعي وجود مناطق آمنة في منطقة المواصي.
لحظة قصف برج الرؤيا في مدينة غزة pic.twitter.com/prx3LmL8ZB
— kataeb.org (@kataeb_Ar) September 8, 2025
40 قتيلا وأكثر
وأسفرت اعتداءات اليوم، عن مقتل أكثر من 40 فلسطينياً غالبيتهم في مدينة غزة وشمالي القطاع. وأصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، تقريرها اليومي عن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث وصل إلى المستشفيات 67 قتيلا، من بينهم اثنان انتُشلا من تحت الركام، إضافة إلى 320 إصابة جديدة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا سكان مدينة غزة إلى إخلائها، والتوجه إلى منطقة المواصي (جنوب) التي أعلنها "منطقة إنسانية" منذ أشهر، غير أنّها تتعرّض لقصف مدفعي كثيف على نحوٍ متكرّر. كما أن فلسطينيين يقولون إن لا مكان فيها لخيم إضافية.
وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"خطاب الإبادة" الصريح الصادر عن مسؤولين إسرائيليين بشأن غزة، محذراً من أن القطاع تحوّل فعلاً الى "مقبرة"، ودعا إلى تحرك دولي حاسم "لإنهاء المذبحة".
وفي إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سلسلة إجراءات "لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة"، تشمل فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، ومنع السفن التي تحمل الوقود للجيش الإسرائيلي من استخدام موانئ البلاد.
مقترح ترامب
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال في منشور، أمس الأحد، على منصته "تروث سوشال"، إن الإسرائيليين "قَبِلوا شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذّرتُ حماس من عواقب عدم القبول"، وتابع "هذا هو إنذاري الأخير".
وبعد ساعات، أبدت حركة حماس مرونة، وأشارت في بيان لها، إلى "تسلمّها عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأكدت أنها "جاهزة فوراً للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى، في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب، والانسحاب (الإسرائيلي) الكامل من القطاع، وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تتسلّم عملها فوراً".
إسرائيل ترد على مرونة حماس بإطلاق التهديدات
لكن إسرائيل ردّت على مرونة حماس بلسان كاتس الذي وجه ما وصفه بـ"التحذير الأخير" لحركة حماس، بضرورة الإفراج عن الرهائن وتسليم السلاح، تحت طائلة تدمير غزة والقضاء على الحركة.
وهدّد كاتس بتدمير غزّة والقضاء على حماس ما لم تستسلم، وذلك بعد وقت قصير من إصدار الرئيس الأميركي تحذيراً مماثلاً للحركة.
وقال كاتس على منصة "إكس"، إن "هذا التحذير هو الأخير لقتلة ومغتصبي حماس، سواء في غزة أو في الفنادق الفخمة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا ستُدمّر غزة وسيُقضَى عليكم".